الديمقراطية في فرنسا على قيد الحياة

أيقونة الصحافة البريطانية

أثنت الصحف البريطانية في مجملها اليوم الاثنين على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، ولكنها تباينت في التفضيل بين رويال وساركوزي، فمنها ما رحب بأي من الفائزين، ومنها ما وقف إلى جانب ساركوزي على وجه الخصوص.

"
الناخبون الفرنسيون أدركوا بشكل جيد أن صوتهم يعني شيئا، والديمقراطية أثبتت أنها على قيد الحياة وما زالت بخير
"
ذي إندبندنت

نتيجة مطمئنة
فتحت عنوان "نتيجة تشير إلى أن الديمقراطية على قيد الحياة وبخير"، وصفت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها ما أفضت إليه الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بأنه نتيجة مطمئنة لحملة مطمئنة. وذلك لعدة أسباب أولها أنها تعني أن السياسات الفرنسية تعود مجددا إلى طبيعتها بعد انحراف دام خمس سنوات.

والسبب الثاني يكمن في أن مؤيدي الأحزاب الرئيسية لم يسلموا بالنصر في الجولة الأولى، حيث إن الإعجاب بالنفس ساهم في توجيه ضربة قوية للجبهة الوطنية في المرة السابقة، وقد تعاطت فرنسا مع الحملة بالجدية التي تستحقها.

ومضت الصحيفة تقول إن الناخبين أدركوا بشكل جيد أن أصواتهم تعني شيئا، مشيرة إلى أن الديمقراطية أثبتت أنها على قيد الحياة وما زالت بخير.

وقالت الصحيفة إن الفائز في جولة الإعادة سيحدث تغييرا على سياسة فرنسا بعد سنوات من حقبة شيراك، مضيفة أن كلا المتنافسين -نيكولا ساركوزي وسيغولين رويال- من الجيل الجديد الذي لا يعرف شيئا عن الحرب العالمية الثانية.

وانتهت إلى أن ساركوزي ورويال يقدمان أفكارا مختلفة، ولكنهما يشتركان في النظرة الحديثة لفرنسا وللعالم، وهذا أهم سبب يجعل النتائج مطمئنة.

أقسى الخيارات
وفي هذا الإطار أيضا كتبت صحيفة ذي غارديان افتتاحيتها تحت عنوان "اختيار واضح" وقالت فيها إن فرنسا اليوم تواجه أقسى الاختيارات منذ عقود حول من سيخرج البلاد من نفق الهبوط الاقتصادي والتوتر الاجتماعي وإنهاء أزمة الهوية الوطنية المتنامية.

وأضافت الصحيفة أن الخيار أمام البلاد بات أكثر وضوحا حول أسلوب ومزاج من تبقى من المرشحين منه حول التركيز على السياسة، لا سيما أن الطرفين اقترب بعضهما من بعض في ما تعهدا بالقيام به.

وأشارت إلى أن كلا من المرشحين سيحاول أن يستغل نقاط الضعف في الآخر، ولكن ساركوزي يبقى المرشح المفضل حتى الآن.


فرنسا تحتاج ساركوزي

"
فرنسا في حاجة ماسة إلى التغيير، فهل لديها الشجاعة على ذلك؟
"
تايمز

وتحت هذا العنوان قالت صحيفة ديلي تلغراف إن لدى فرنسا الآن فرصة للتغيير، متسائلة: هل لديها الشجاعة للقيام بذلك؟

ثم تساءلت عن المرشح المؤهل للتعاطي مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لتجيب: لن تكون رويال، خاصة أن برنامجها المالي رجعي ومبني على سياسة دفن الرأس في الرمال.

ورأت الصحيفة أن ساركوزي هو المرشح للقيام بالتغييرات الهيكلية المؤلمة التي تحتاجها فرنسا، رغم أنه لم يتأكد أن لديه الشجاعة المطلوبة لذلك.

ومن جانبها أثنت صحيفة تايمز على نتائج الجولة، داعية فرنسا -إذا كانت تميل إلى التغيير- إلى اختيار ساركوزي، محذرة من دعم رويال وتسليم البرلمان إلى اليسار.

وقالت إن الخيار بات واضحا، معتبرة أن أسوأ ما في الأمر أن ينتمي الرئيس والبرلمان إلى ألوان مختلفة، مشيرة إلى أن العواقب المحتملة للانتخابات لن تؤثر في فرنسا فحسب بل ستؤثر في اتجاه الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الأوسع.

إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان