تطوير المخابرات المغربية لمواجهة الإرهاب المتجدد
الحسن السرات-الرباط
هيمن موضوع الانتحاريين الجدد على الصحف المغربية الصادرة نهاية هذا الأسبوع، وتحدث بعضها عن خطة مغربية لتطوير عمل المخابرات المغربية لمواجهة الأشكال الجديدة من الإرهاب. كما انشغلت أيضا بتداعيات ملف الصحراء في هيئة الأمم المتحدة، وبالاستعدادات الجارية للانتخابات المقبلة.
" المسؤولون سيعملون على بناء شبكة من العملاء والمخبرين المؤهلين تحت إمرة المصالح الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب " المساء |
تطوير المخابرات
يومية المساء تناولت في عددها الأسبوعي وضع المخابرات المغربية أمام تحديات الانتحاريين الجدد، خاصة بعدما تبين أن الأخوين اللذين انفجرا قرب المركز اللغوي الأميركي بالدار البيضاء لم يكونا ضمن لائحة المشتبه بهم، ولم تظهر عليهما علامات التدين.
وقالت إن هذا ما دعا المسؤولين الأمنيين المغاربة إلى التعجيل بتطوير أجهزة المخابرات والتنسيق بينها، وتدريب أعضائها على اختراق الجماعات المتطرفة.
وأضافت الصحيفة اعتمادا على مصادر أمنية، أن المسؤولين سيعملون على بناء شبكة من العملاء والمخبرين المؤهلين تحت إمرة المصالح الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب.
وقد أجرت المساء نفسها مقابلة مع الدكتور أحمد الريسوني العالم المغربي الموجود حاليا في إعارة علمية بالسعودية، انتقد فيها تقصير المؤسسات الدينية الرسمية المغربية وتقاعسها عن التحرك لنشر ثقافة الاعتدال ومحاربة التطرف قبل وقوعه، واقتصارها على أعمال صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وعبر الريسوني للصحيفة عن استعداده الدائم لمحاورة معتقلي السلفية في السجون المغربية، كما كشف أنه قبل أن يغادر المغرب طالب المسؤولين بفتح المجال لمحاورة الشباب المعتقلين السلفيين الذين كانوا بالآلاف، لكنه لم يقع أي تجاوب مع دعوة الريسوني.
حمام بارد
اعتبرت أسبوعية لوجورنال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء بمثابة حمام بارد للمملكة المغربية ومشروع الحكم الذاتي الذي تقدمت به.
وأشارت الأسبوعية إلى أن بان تطرق في تقريره إلى موضوع حقوق الإنسان، مخصصا له صفحتين من تقريره الذي اعتمد فيه على تقرير للهيئة العليا لشؤون اللاجئين رغم اعتراض المغرب عليه.
ووصفت لوجورنال عمل بان بأنه تحذير للمغرب، وإعلان بأن البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) ستسهر على احترام المعايير الدولية المتعارف عليها حول حقوق الإنسان بالمنطقة.
كما أن الأسبوعية استعرضت المعركة التكتيكية التي خاضها المغرب والبوليساريو قبل الوصول إلى الهيئة الأممية، وخلصت إلى أن البوليساريو انتصر في النهاية عندما قدم مقترحا قبل المغرب بأربع وعشرين ساعة، وهو الأمر الذي فاجأ الجميع.
وانتهت الأسبوعية الفرنكفونية إلى أن معركة المغرب الحالية أصبحت داخلية، وذلك ما أكده وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى.
" خطة البوليساريو لم تأت نتيجة ضغط أو إيعاز خارجي كما يروج المغرب الذي يعلق أخطاءه دائما على الخارج " المتوكل/الصحيفة |
نعم للتفاوض
الصحيفة من جهتها تناولت الموضوع ذاته فأجرت مقابلة مع محمد المتوكل الذي يصنف بأنه من "بوليساريو الداخل"، قال فيها إن خطة البوليساريو لم تأت نتيجة ضغط أو إيعاز خارجي كما يروج المغرب، وأن المغرب يعلق أخطاءه دائما على الخارج.
وأضاف المتوكل أن جبهة البوليساريو سبق لها أن تفاوضت مع المغرب وأن إمكانية التفاوض الآن لا تزال قائمة، شريطة أن يتم ذلك مع ممثل رسمي للمغرب.
وأشار المتوكل إلى أن مبدأ السيادة ليس من شأن البوليساريو ولا من شأن المغرب، وإنما هو شأن الصحراويين أجمعين الذين لهم حق التصرف في بلدهم.
استطلاع الداخلية
وفي موضوع الانتخابات القادمة والاستعدادات الجارية لها، تطرقت أسبوعية لاغازيت دو ماروك إلى استطلاع أجرته وزارة الداخلية المغربية لمعرفة نوايا التصويت عند المغاربة.
وذكرت الأسبوعية أن الاستطلاع أظهر أن الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية ستحصل على 60% من الأصوات المعبر عنها، وأن 40% الباقية ستقتسمها الأحزاب الأخرى سواء الممثلة في البرلمان أو غير الممثلة.
وأضافت أن حزب العدالة والتنمية غير متضايق من هذا الاستطلاع بناء على تصريح لعضو الأمانة العامة للحزب عبد العزيز رباح الذي أشار إلى أن الحزب قادر على الحصول على نتائج جيدة تتيح له لعب دور هام في المرحلة المقبلة.