العاصفة التي تسبق الهدوء في البصرة
تفاقم الأوضاع في البصرة قبيل الانسحاب التدريجي للقوات البريطانية، ودعوة العالم الإسلامي إلى استنكار التفجير بالكلور في العراق، فضلا عن الكشف عن وثيقة ذات صلة بفضيحة المال مقابل الألقاب التي تعصف بحزب العمال في بريطانيا.. هذه الموضوعات أهم ما تطرقت إليه الصحف البريطانية اليوم الأحد.
" الاشتباكات المتصاعدة في البصرة تشكل جزءا من إستراتيجية أكثر عدوانية تقوم بها القوات البريطانية ضد المليشيات الشيعية، قبيل التسليم المرتقب للشؤون الأمنية في البصرة للعراقيين " ذي إندبندنت أون صنداي |
إستراتيجية أكثر عدوانية
في الشأن العراقي كتبت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي تقريرا تحت عنوان "عاصفة دموية قبل الهدوء" تقول فيه إن القوات البريطانية في البصرة تعكف على تسليم القواعد إلى قوات الأمن العراقية، وأضافت "يستعد ربع قواتنا للعودة إلى الديار، فلماذا يموت جنودنا بأعداد كبيرة؟".
وقالت الصحيفة إن القوات البريطانية في العراق عانت من خسارة كبيرة على مدى العامين المنصرمين لدى خوضها معارك مكثفة ضد المليشيات الشيعية، مشيرة إلى أنها بصدد سحب 1600 جندي من أصل 7000 الشهر المقبل.
وبعدما سردت بعض الحوادث التي وقعت الأسابيع الماضية، قالت إن تلك الاشتباكات تشكل جزءا من إستراتيجية أكثر عدوانية تقوم بها القوات البريطانية ضد المليشيات الشيعية، قبيل التسليم المرتقب للشؤون الأمنية في البصرة للعراقيين.
ونقلت عن العقيد كريستوفر لانغثون بمعهد الدراسات الإستراتيجية الدولية في لندن قوله إن القوات البريطانية لا تريد أن تترك فراغا خلفها، فهي تغير الأساليب وتتحول إلى الهجوم عوضا عن الجلوس في قواعدها.
وأضاف أنه للقيام بسحب تدريجي فإن على القوات البريطانية أن تبقي الضغط على الناس الذين يحاولون بناء قواتهم وقواعدهم ومنعهم من تحويل البصرة إلى إقليم مستقل لا تستطيع قوات الأمن العراقية دخوله، وهذا يعني أن تكون عدوانية في بعض الأحيان.
التفجير بالكلور
وفي هذا الإطار كتب هنري بورتر مقالا في صحيفة ذي أوبزيرفر تحت عنوان "متى سيستنكر الإسلام مفجري الكلور؟" يقول فيه إن الغرب يتحمل الكثير من المسؤولية عما يجري في العراق، ولكن بانزلاق الوضع إلى حرب أهلية بربرية، فإن العالم الإسلامي لا يستطيع أن يستمر في استخدامنا كعذر للدفاع عن نفسه.
وقال إن بقاءنا في العراق يقود إلى المجهول، وهناك ظلام دون وجود أي ملامح لفجر جديد، مضيفا أن زيادة القوات الأميركية لم تحل دون سقوط القتلى في صفوف المدنيين.
وتابع أن ثمة فرصا ضئيلة لإنقاذ المنطقة، تأتي أولاها مطلع مايو/ أيار المقبل عندما تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية بنظرائها من دول الجوار في مصر.
وأعرب عن أمله بأن تجري المحادثات الثنائية مع سوريا وإيران بعد ذلك، ولكن على أميركا وبريطانيا أن تتحليا بمزيد من الصبر حيال الفوضى التي خلقتاها، داعيا إلى ضرورة إدراك القوى في الشرق الأوسط بأن وجود الأشرار في العراق نتاج للتعصب الديني.
واختتم بدعوة العالم الإسلامي إلى إيجاد سبيل للتعبير دون تردد عن النواحي الإنسانية والحضارية، وقبل كل شيء إدانة التفجير بالكلور.
فضحية العماليين
" ثمة وثيقة تكشف تفاصيل تتعلق بإستراتيجية سرية لحزب العمال الجديد تقضي بإغراء ومكافأة المتبرعين للحزب " صنداي تلغراف |
صحيفة صنداي تلغراف انشغلت بالكشف عن تفاصيل وثيقة حصلت عليها تتعلق بإستراتيجية سرية لحزب العمال الجديد تقضي بإغراء ومكافأة المتبرعين للحزب والتي تحولت في ما بعد إلى فضيحة عمالية.
وتكشف الوثيقة أن رئيس الحكومة توني بلير واللورد ليفي وجوناثان باول كانوا محورا في سياسة "المال مقابل الألقاب" للحصول على ملايين الجنيهات الإسترلينية منذ اللحظة التي وصل فيها العمال إلى الحكم عام 1997.
وتوضح الوثيقة تفاصيل الإستراتيجية التي من شأنها أن تقود إلى تحقيق يمتد إلى 13 شهرا، واعتقال بعض أهم الشخصيات في الهرم العمالي.
ولفتت صنداي تلغراف النظر إلى أن ظهور هذه الوثيقة يشكل حرجا كبيرا للحكومة، لأنها جاءت بعد يومين من تقديم المحققين لتقريرهم الأخير بشأن فضيحة "المال مقابل الألقاب" لجهاز الادعاء الملكي الذي سيقرر من سيواجه تهما جنائية.
وقالت الصحيفة إن خمسة من المسؤلين قد يمثلون أمام القضاء، مرجحة أن يتم استدعاء بلير كشاهد في محكمة أولد بيلي، ومضيفة أن الادعاء الملكي قد ينظر في تهم تزيد عن ما كان متوقعا، حيث كشفت مصادر مقربة من التحقيق أن المحققين قد يدفعون نحو توجيه تهمتين على الأقل لكل شخص، بمن فيهم ثلاثة من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة.