أميركا تخوض حربا حقيقية ضد الإسلاميين
"الحرب على الإرهاب حرب حقيقية تخوضها أميركا ضد الإسلاميين" جاء ذلك في مقال نشرته إحدى الصحف الأميركية اليوم الأحد، والتي دعت إحداها واشنطن إلى لعب دور فاعل في هجرة العراقيين، في حين تناولت ثالثة ملف الدارفور.
" إننا نخوض حربا ضد حركة دولية وأيديولوجية يسعى أعضاؤها إلى تطوير الأهداف الاستبدادية عبر الإرهاب " مايكل شيرتوف/واشنطن بوست |
لا تخطئ: إنها حرب
تحت هذا العنوان كتب وزير الداخلية الأميركي مايكل شيرتوف مقالا في صحيفة واشنطن بوست يرد فيه على منتقدي القادة الأميركيين في تعاطيهم مع "الحرب على الإرهاب"، ومن بينهم الباحث زبيغنيو بريجنسكي الذي يقلل من شأن تلك الحرب.
وقال إننا نخوض حربا ضد حركة دولية وأيديولوجية يسعى أعضاؤها إلى تطوير الأهداف الاستبدادية عبر الإرهاب، مشيرا إلى أن بريجنسكي كان مخطئا في السخرية من خوضنا تلك الحرب واقتراحه بتبني ردود فعل أكثر ليونة ضد الإرهاب.
ومضى يقول إن الدافع وراء التقليل من شأن التهديد الذي نواجهه يذكرنا بالطريقة التي قلل فيها القادة الأميركيون من شأن العصبية الثورية لآية الله خميني في أواخر السبعينيات، مما أدى حينها إلى خطف دبلوماسيينا في طهران.
وبحسب التوجهات والقدرات والنتائج، فإن الإسلاميين المتعصبين أعلنوا -بل يخوضون- حربا حقيقية.
ولخص الكاتب وجهة نظره في أن أعداءهم أعلنوا عزمهم شن الحرب وأظهروا قدرتهم في ذلك، كما أنهم ألحقوا بهم عواقب مرعبة تعادل ما ينجم عن الحرب.
وقال إن الخطاب الحربي ربما يزعج الكثيرين ومنهم بريجنسكي، ولكن التاريخ يعلمنا أن الارتياح المزيف للإعجاب بالنفس تساهل خطير في وجه عدو عاقد العزم.
أميركا وهجرة العراقيين
وفي الشأن العراقي تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن هجرة العراقيين الجماعية ودعوة الولايات المتحدة للمساهمة الفاعلة في هذه القضية.
واستهلت المقدمة بالقول إن أربع سنوات من الحرب كبدت العراقيين خسائر بشرية كبيرة دون أن يلوح في الأفق أي بصيص أمل للخروج من هذه الأزمة، لا سيما أن تفجير السيارات وأعمال العنف الأخرى تقتل بمعدل 100 عراقي يوميا.
ومضت الصحيفة تسرد المعاناة التي يعيشها العراقيون حيث أن اثنين من كل ثلاثة عراقيين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، وسط تفشي سوء التغذية بين الأطفال والموت بأمراض يمكن مكافحتها.
وحذرت من أن مضي العراق في الانزلاق سيحول مد اللاجئين إلى تسونامي إقليمي يحمل في طياته عواقب سياسية وخيمة.
ومع كل ما ينجم عن هذه الحرب، بحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية ترفض الاعتراف بالتكلفة البشرية لأخطائها الجسيمة وادعائها بأن تلك المشكلة سيتم احتواؤها داخل الحدود العراقية، ولكن الحقيقة أن شيئا من ذلك لن يتحقق، خاصة أن سجل الإدارة في هذه الأزمة لا يبشر بخير.
ثم لخصت الصحيفة في الختام توصياتها للإدارة الأميركية لتفادي عواقب هجرة العراقيين، بتأمين اللجوء في أميركا لأولئك المهددين خاصة الذين عملوا مع القوات الأميركية، ثم تقديم معونات كبيرة للأمم المتحدة بهدف مساعدة الدول التي احتضنت المهاجرين، وأخيرا الدخول في مناقشات مفصلة مع جيران العراق بما فيهم سوريا وإيران حول السبل الكفيلة بمكافحة العنف داخل العراق.
صراع لا ينتهي في دارفور
" على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على أضعف نقطة لدى السودان وهي الدور الصيني كأكبر مساهم في صناعة النفط السودانية وأكبر شريك تجاري ومزود بالأسلحة فضلا عن كونه المدافع عن الدبلوماسية في السودان " بوسطن غلوب |
تحت هذا العنوان خصصت صحيفة بوسطن غلوب افتتاحيتها للحديث عن ملف الدارفور، وقالت إن دول العالم ما زالت تقف عاجزة عن عمل شيء لوقف القتل وحماية الملايين من القرويين الذين وجدوا أنفسهم في مخيمات، بعد أربع سنوات من التطهير العرقي والإبادة الجماعية في دارفور.
واعتبرت أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإتباع الطرق الدبلوماسية مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعكس قلة خبرته، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على أضعف نقطة لدى السودان وهي الدور الصيني كأكبر مساهم في صناعة النفط السودانية وكأكبر شريك تجاري ومزود أسلحة فضلا عن كونه المدافع عن الدبلوماسية في السودان.
وحذرت الصحيفة من أن الصين ستخسر كثيرا إذا ما اعتبرت دولة تقف في طريق إرغام السودان على وضع حد لعملياتها في دارفور وتفكيك أسلحة الجنجويد والسماح لقوات حفظ السلام بدخول تلك المنطقة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، مذكرة بأن بكين تستعد لاستضافة الألعاب الأولمبية عام 2008.