أميركا وإسرائيل نجحتا في جر الفلسطينيين إلى المحظور
خاص-دمشق
انتقدت الصحف السورية تجاهل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمسار السوري في اجتماع وزراء خارجية الرباعية الأخير، كما انتقدت الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وتناولت برنامج الإصلاح الاقتصادي داعية إلى البحث عن الحلول للعديد من المشاكل التي تواجه الاقتصاد السوري.
" إسرائيل والولايات المتحدة نجحتا في جر الفلسطينيين إلى المحظور المتمثل بمصيدة الاقتتال الداخلي، ولم يتبيّن الفلسطينيون المخطط الأميركي الإسرائيلي المستمر مع أنه بين كالشمس " تشرين |
الفلسطيني البطل
رأت صحيفة تشرين الناطقة بلسان الحكومة أن إسرائيل والولايات المتحدة نجحتا في جر الفلسطينيين إلى المحظور المتمثل بمصيدة الاقتتال الداخلي، مستغربة عدم تبيّن الفلسطينيين للمخطط الأميركي الإسرائيلي المستمر قدماً مع أنه بين كالشمس.
وقالت: "ما زلنا نرفض التصديق بأن هذا ما تشهده الساحة الفلسطينية الآن، حيث يستسهل الفلسطينيون الاقتتال ضد بعضهم بعضا ويستصعبون الاجتماع والاتفاق".
وتساءلت الصحيفة هل ضاق أهل البيت الفلسطيني ذرعا ببعضهم بعد أن كسرت مقولة أن الدم الفلسطيني خط أحمر، وتفشت الخلافات الشخصية واختلفت الأجندات السياسية والرغبات السلطوية؟
وقالت إنه حتى وقت قريب كان الوضع الفلسطيني متروكا لمشيئة جزاري إسرائيل المدعومين أميركيا، لكنه اليوم كما ترى تشرين متروك لمشيئة الفلسطينيين أنفسهم ومرهون بلحظة تعقل من جميع الأطراف، وباتفاق ليس على منع الاقتتال الداخلي فحسب، بل اتفاق على الوطن والمصلحة الوطنية كأولوية، واتفاق على إسقاط كل دعم خارجي ملغوم ومدفوع لإسقاط الوطن والمستقبل.
الدور السوري
دافعت صحيفة الثورة شبه الرسمية عن الدور السوري في المنطقة، إذ أنه دور تفرضه المصلحة الوطنية والقومية السورية ولم يأت إرضاء لواشنطن ولا وفقا لرؤيتها المبنية على الاحتلال والفوضى الخلاقة.
ورأت الصحيفة أن هذا ما جعل الإدارة الأميركية، تقتنع بأن سوريا لا يمكن أن تفعل شيئا يخالف قناعاتها, خلافا لغيرها من الدول والحكومات, التي تقرأ الإشارات والتعليمات الأميركية وتنفذها جيدا.
وقالت إن تصريحات رايس كانت واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التفسير بتعبيرها الواضح عن الرفض الأميركي لتحقيق السلام المنشود في المنطقة عبر الإصرار على الحديث عن المسار الفلسطيني الإسرائيلي فقط، وهو المسار الذي يصعب تحريكه في ظل الوضع الحالي لحكومة إيهود أولمرت غير القادرة على الدخول في المفاوضات مع الفلسطينيين.
ورأت الثورة أن بعض أطراف الرباعية كانت مدركة لهذا الأمر من خلال إصرارها على إدراج سوريا في العملية التفاوضية، مما فاجأ، وربما أحرج الوزيرة الأميركية، وأكد مجددا أن السلام المرتجى في المنطقة لم يدرج بعد على أجندة إدارة بوش المتخمة بملفات تهدد الأمن والاستقرار العالمي.
وقالت الصحيفة إن الأقاويل الأميركية عن السلام في هذه الآونة لا قيمة لها، خاصة في ضوء الدعم الأميركي لمشاريع الفتنة بغية إشعال المنطقة بالكامل، وبالتالي عدم مواجهة المشاكل الكبيرة التي أحدثتها سياسة المحافظين الجدد في الشرق الأوسط.
" |
الاعتراف فضيلة
تناولت صحيفة الاقتصادية الخاصة برنامج الإصلاح الاقتصادي لحكومة ناجي عطري مشيرة إلى أن تحقيق إنجازات خلال العام الأول من عمر التحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي في سوريا لا يعني أن ما هو مطلوب من الفريق الاقتصادي ومن يسانده قد انتهى.
وأضافت أن عليهم بدلا من البحث عن الحلول والتركيز الفعلي فيما تتطلبه مقررات السنة الثانية للتحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي، أن يعقدوا الاجتماعات والمؤتمرات لاستعراض أعمالهم القيمة والفريدة خلال السنوات الماضية.
وقالت في مقال كتبته مديرة التحرير سميرة المسالمة إن المطلوب أعمق وأكثر بكثير مما أنجز، منتقدة بعض المسؤولين الذين أفرغوا ما في جعبتهم وبدؤوا في التغني بأمجاد ما تم إقراره وسنُّه خلال الفترة الماضية.
وقالت إن "علينا جميعا أن نعترف بأن الحكومة حققت إنجازات مهمة جدا، ومعظم السوريين بات لكثرة تكرارها يحفظها عن ظهر قلب، لكنها لا تحتاج إلى مؤتمرات لتعدادها، ولعل أهمها ما حققته على صعيد تخفيض نسب البطالة حيث يصل رقم إحدى الجهات إلى 8% فقط، بينما حكومة ألمانيا تعلن عن نسبة بطالة 13% وأكثر قليلاً!".
وتساءلت قائلة: "ألا تعتقدون معي أنها الحكومة الأفضل على الإطلاق؟"!.. قبل أن تضيف: "إن رحابة صدر حكومتنا وتقبلها لكل ما تكتبه الصحافة أهم إنجازاتها".