الميكروبات قد تهدد رحلات الفضاء الطويلة

هل الجسم البشري قادر على العيش في الفضاء لفترات طويلة دون أن يلحق به أذى بليغ؟
سؤال ظل يؤرق علماء وكالة أبحاث الفضاء الأميركية (ناسا) في خضم استغراقهم في التخطيط لإرسال رواد فضاء إلى القمر للعيش هناك أشهرا أو إطلاق رحلات فضائية للمريخ تستغرق سنين عددا.
وقد ركز هذا السؤال على المخاوف الناجمة عن التعرض للأشعة الكونية والأشعة الشمسية ووهن العظام والعضلات في ظروف انعدام الوزن.
غير أن الباحثين, كما تقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية, يواجهون خطرا فعليا آخر أكثر إثارة للدهشة فيما يتصل بالسفر في رحلات فضائية طويلة الأجل. ويتمثل ذلك الخطر، برأي الصحيفة, في أن جهاز المناعة لدى رائد الفضاء قد يفقد بعض كفاءته ما يجعله أكثر عرضة للبكتريا والفيروسات.
وفي الوقت نفسه, اكتشف الباحثون مؤخرا عند دراستهم للميكروبات التي قد تصيب رواد الفضاء أن ميكروبا واحدا على الأقل- هو السالمونيلا – يصبح أكثر فتكا في ظروف انعدام الوزن.
ونقلت الصحيفة في مقال نشرته اليوم عن رائدة الفضاء السابقة ميللي هيوز فلفورد قولها إن مسألة المناعة تعد مشكلة كبيرة كامنة لرواد الفضاء أثناء رحلاتهم الطويلة ولأولئك الذين قد يقدمون على العيش في القمر مستقبلا.
وخلصت فلفورد في بحثها المدعوم من وكالة ناسا إلى أن انعدام الوزن يعد في حد ذاته سببا رئيسيا للمشكلة.
وأبدى دوين بيرسون, كبير علماء الميكروبات في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا، مخاوف أخرى من تفاقم مشكلة المناعة في المستقبل رغم أنها ظلت محصورة حتى الآن.
وقال "رغم أن رواد الفضاء لا يصابون بأمراض أثناء رحلاتهم حتى الآن, نلاحظ بوضوح أن ثمة تغيرا هاما من الناحية الإحصائية في أداء أجهزة المناعة لديهم بعد أسبوعين من بقائهم في الفضاء".
| " يحث الباحثون الخطى لمعرفة كيف ولماذا تضعف مناعة رواد الفضاء وما أنجع السبل لحماية المسافرين في رحلات فضائية مستقبلا " |
وأشار المقال إلى أن ناسا علمت أن أجهزة المناعة لدى رواد برنامج أبوللو للفضاء، قبل أكثر من ثلاثة عقود, قلت حيويتها مؤقتا حيث تعرض أفراد الطاقم الثلاثة جميعهم إلى نزلات برد في وقت واحد كما أن أحد رواد سفينة الفضاء أبوللو 13 كان يعاني من حمى برد حادة عند هبوطه للأرض جراء تعرضه لبكتريا تصيب أصحاب المناعة المقموعة.
وأضاف أن الحل وقتها كان يكمن في عزل الرواد قبل انطلاق رحلاتهم لتجنيبهم التعرض للجراثيم.
ويحث الباحثون الخطى لمعرفة كيف ولماذا تضعف مناعة رواد الفضاء وما أنجع السبل لحماية المسافرين في رحلات فضائية مستقبلا.
وظلت ميللي هيوز فلفورد تعكف على دراسة خلايا الدم البشري التي أرسلت عينات منها إلى الفضاء واكتشفت أن بعض الجينات المسؤولة عن نشاط خلايا جهاز المناعة لا تعمل في ظروف انعدام الوزن مثلما تعمل في الأرض. وكانت النتيجة أن الجسم لا يقوم بنشر خلايا مهمة لمقاومة المرض.