مسؤول إسرائيلي: السلام بدون سوريا مستحيل
أبرزت إحدى الصحف الإسرائيلية اليوم الاثنين مقالا لمسؤول إسرائيلي سابق يدعو فيه إلى إشراك سوريا في عملية السلام معتبرا أن إقصاءها لن يجلب السلام الحقيقي، وتحدثت عن ضغطوط أميركية على عباس لتعيين دحلان نائبا له، كما تطرقت إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي.
" إقصاء سوريا من مؤتمر الخريف يجعل تحقيق الحد الأدنى من متطلبات السلام أمرا مستحيلا، والإخفاق في هذا المؤتمر من شأنه أن يجلب عواقب وخيمة على المنطقة " بن عامي/يديعوت أحرونوت |
دعوة سوريا
كتب شلومو بن عامي وهو وزير خارجية سابق مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت يدعو فيه الولايات المتحدة إلى إشراك سوريا في مؤتمر الخريف كجزء لا يتجزأ من عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال إن السلام العربي الإسرائيلي يتطلب طريقا شاملا يستطيع أن يؤمن من خلال مؤتمر سلام على شاكلة مدريد، أرضية لحل الصراع بين إسرائيل وجميع جيرانها، لا سيما أن مشاكل المنطقة متداخلة.
واعتبر الكاتب أن إقصاء سوريا من محادثات السلام يجعل تحقيق الحد الأدنى من متطلبات السلام أمرا مستحيلا، محذرا من أن الإخفاق في هذا المؤتمر من شأنه أن يجلب عواقب وخيمة على المنطقة.
ورأى أن الفرصة مازالت متاحة لتغيير المسار بالنسبة لسوريا، منبها إلى أن دق إسفين بين سوريا وإيران، وتجفيف منابع الأسلحة لحزب الله والسماح لمهمة إرساء الاستقرار في لبنان، وتطويق سيناريو الحرب على جبهة ثالثة ضد سوريا، كل ذلك سيجعل من حماس وحزب الله ثمارا إستراتيجية ملازمة لعملية السلام بين سوريا وإسرائيل.
وقال إن السبيل الوحيد لسلخ سوريا من "محور الشر" يكمن في جرها إلى مشروع السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن فكرة أن السلام العربي الإسرائيلي هو عبارة عن اختيار بين سوريا والفلسطينيين، أثبتت أنها مغالطة خطيرة.
ضغوط لتعيين دحلان نائبا لعباس
قالت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر فلسطينية لم تكشف عن هويتها، إن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل تعيين محمد دحلان نائبا له.
ولكن عباس، حسب المصادر نفسها، رفض الطلب الأميركي، الأمر الذي أشعل فتيل أزمة مع واشنطن، وقالت إن التوتر بين عباس ودحلان أخذ في التصاعد على مدى الأسابيع القليلة الماضية بعد أن وجه الأخير انتقادا لأداء الرئيس.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر مقربة من عباس قالت لصحيفة "المصريون" إن دحلان دأب على تحريض كوادر حركة التحرير الفلسطينية (فتح) في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد عباس.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن قادة في فتح قالوا إن دحلان وأتباعه في قطاع غزة تلقوا قبل مغادرتهم القطاع ملايين الدولارات والأسلحة من الولايات المتحدة ودول أخرى لتقويض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل فرض سيطرتها على القطاع، وهو ما نفاه دحلان.
ووفقا لمصادر مسؤولة في فتح، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية أوضحت أنها تتطلع إلى تسلم دحلان السلطة بعد عباس.
نظام دفاعي
" الدرس الأول الذي ينبغي تعلمه من الحرب الأخيرة على لبنان هو الحاجة إلى جمع معلومات استخبارية تمهيدية حول التهديدات البالستية بما فيها صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلقها حزب الله " روشي/هآرتس |
صحيفة هآرتس أبرزت حديثا أجرته مع مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يقول فيه إنه إذا ما تمكنت إسرائيل وأميركا من إنجاز نظام اعتراض صاروخي بجدوى 80% ضد التهديدات البالستية، فإنها ستكون على استعداد بشكل كاف للتعاطي مع تلك التهديدات.
وقال السكرتير السابق في القوة الجوية الأميركية جيمس روشي الذي يقوم بزيارة لأول مؤتمر تقيمه جمعية الدفاع الصاروخية الإسرائيلية المشكلة حديثا، إن الدرس الأول الذي ينبغي تعلمه من الحرب الأخيرة على لبنان هو الحاجة إلى جمع معلومات استخبارية تمهيدية حول التهديدات البالستية بما فيها صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلقها حزب الله على إسرائيل.
وأضاف أن واشنطن ضغطت على الزناد لإطلاق مشروع الليزر التكتيكي بالطاقة العالية، المعروف بـ"النوتي" في إسرائيل، لأنه لا توجد منظمة عسكرية أرادت الترويج لنظام الاعتراض الصاروخي قصير المدى.
ووفقا لروشي فإن إسرائيل تخلت عن هذا المشروع بعد أن أدرك مسؤولون في الدفاع أن الأميركيين لا يعتزمون تقديم المزيد من الموارد.
وأشار المسؤول السابق إلى أن نظام الدفاع قصير المدى عادة ما يكون مكلفا، ولكن على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية وجود صواريخ قصيرة المدى قادرة على حمل رؤوس أكثر تدميرا في المستقبل.
وحذر من أن امتلاك إيران للقدرات النووية يدفع الولايات المتحدة إلى تغيير سياسة انتشار جنودها في الشرق الأوسط، حيث يتعين عليها التخلص من قواعدها العسكرية الضخمة التي تضم 30 ألف جندي لأنها ستكون أهدافا سهلة لإيران.