صحيفة أميركية: تغيير لاريجاني منحى آخر للتشدد
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية اليوم الاثنين إن استقالة كبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي علي لاريجاني تدل على أن سلوك طهران اتخذ خطا أكثر تشددا مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بشأن محادثات البرنامج النووي التي ستستأنف غدا.
كما يكشف هذا التغيير بحسب محللين عن الصراع على السلطة بين التيارات المحافظة في إيران، الذي عزز نفوذ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وسط تساؤلات متنامية حول حسابات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
المحلل علي الأنصاري صاحب كتاب "مواجهة إيران: فشل السياسة الخارجية الأميركية والصراع المقبل في الشرق الأوسط"، قال إن هذا التغيير يؤكد أن نجاد "مازال في مقعد القيادة" مضيفا أن "ذلك يصب في مصلحة المتشددين الأميركيين".
وبينما يؤكد المسؤولون الإيرانيون أن مغادرة لاريجاني -وزير مجلس الأمن القومي الأعلى المحافظ والمحسوب سابقا على خامنئي- لن تغير من السياسة النووية الإيرانية شيئا، فإن تسمية مسؤول مجهول نسبيا لا يتمتع بخبرة واسعة في التفاوض ليحل محل لاريجاني، من غير المرجح أن تحدث اختراقا أيضا.
ومن جانبها قالت الخبيرة في الشؤون الإيرانية فريدة فرحي المدرسة في جامعة هاواي، إن "المشهد السياسي الإيراني برمته يشهد صدمة كبيرة، وهذا يضع ضغطا كبيرا على خامنئي لتفسير وتبرير وحتى تهدئة الأجواء السياسية".
ونبهت الصحيفة إلى أن لاريجاني كان محبطا من موقف نجاد العلني المتصلب وتناقضاته العلنية التي أثرت على مساحته -أي لاريجاني- التفاوضية.
ورأت الصحيفة أن جزءا من المفاجأة التي شعر بها المراقبون الإيرانيون تكمن في سرعة مغادرة لاريجاني "لأسباب شخصية" وتسمية خلفه سعيد جليلي، نائب وزير الخارجية وحليف نجاد.
وقالت كريستيان ساينس مونيتور إن اختيار جليلي يتماشى مع صعود عدد من الموالين لنجاد في السلطة مثل الوزراء الذين يتولون وزارات الداخلية والمخابرات والثقافة، والذين يركزون على خلق رؤية أمنية محافظة في إيران للدفاع عن البلاد.