المجلس العسكري الموريتاني متهم بخرق الحياد
أفردت الصحف الموريتانية اليوم الاثنين حيزا كبيرا للحديث عن الاتهامات التي وجهها ائتلاف أحزاب المعارضة للمجلس العسكري الحاكم والتي يتهمونه فيها بخرق الحياد والوقوف إلى جانب أحد المرشحين المستقلين، وقالت إن الأمر سيقود المشهد السياسي الموريتاني إلى مربع الأزمة وانعدام الثقة بين الطرفين.
" السلطات الانتقالية تخلت عن الحياد وانهمكت في حملة مفتوحة لصالح مرشح بعينه، وعهدت إلى رجال الأعمال والأطر بمساندته " أخبار نواكشوط |
مطالب الائتلاف
أوردت صحيفة أخبار نواكشوط المطالب التي توجه بها ائتلاف قوى التغيير إلى الاتحاد الأوروبي والتي جاء فيها: "نعلمكم أن السلطات الانتقالية تخلت عن الحياد، وانهمكت في حملة مفتوحة لصالح مرشح بعينه، وتمثل هذا التوجه في استدعاء الوجهاء ورجال الأعمال والأطر السامين في الدولة والإدارة، والعهد إليهم بمساندة مرشح معين في الانتخابات القادمة".
وذكرت الصحيفة نقلا عن البيان أنه لا يخفى على أحد أن هذه التصرفات تهدف إلى التأثير على اختيار الناخبين، وأن المجلس العسكري بهذا، يفرغ المسار الانتقالي برمته من معانيه السامية، وهو أمر يذكر بالفترات الحالكة من دكتاتورية النظام البائد.
كما أوردت أخبار نواكشوط أن رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه طالب باسم الائتلاف رئيس المجلس العسكري بالابتعاد خلال الشهرين المتبقيين من الفترة الانتقالية، عن التعيينات في الوظائف السامية في الدولة والإدارة، أو العزل منها، وكذا بتجميد المناقصات والصفقات العمومية.
صدق مسعود
تحت هذا العنوان وفي افتتاحيتها أدلت صحيفة العلم بدلوها في موضوع خرق الحياد الذي يتهم به المجلس العسكري الحاكم، وقد اختارت موقف رئيس حزب التحالف الشعبي مسعود ولد بولخير.
وقالت: "كم كان مسعود ذكيا وحكيما عندما طلب من زملائه رؤساء الأحزاب في اجتماع ضمهم إلى جانب رئيس المجلس العسكري عدم التصفيق له والتريث قليلا في الاندفاع الأعمى، حتى يتم التأكد من صدق نوايا هذا المجلس".
وعقبت الصحيفة بأن زعماء أحزاب المعارضة، رغم كل تلك الدعوات لم يبالوا واندفعوا كل الاندفاع، وهللوا لكل خطوات المجلس، وساهموا في إعطائه المصداقية الدولية قبل أن يساورهم الشك في نواياه عند الحديث عند دعمه للترشح المستقل.
غير أن خطاب قصر المؤتمرات وما طبعه من لهجة عسكرية حادة حسب رأي الصحيفة كان كفيلا بإسكات تلك الأصوات المبحوحة التي شجبت ونددت بالتدخل.
وجاء في العلم أن الائتلاف اليوم يجد نفسه محرجا من الحديث حول هذا الموضوع، لأن العديد من الشخصيات السياسية التي التحقت بصفوفه بعد 3 أغسطس/أب قد جاءت نتيجة قناعتها بأنه هو صاحب السلطة المستقبلية، وعندما ترى أن المجلس العسكري لا يدعمه أو أنه قد لا يصل إلى السلطة فعلا فهي ستنسحب مباشرة إلى الجهة الأكثر حظوظا.
وأكدت الصحيفة أن بوادر انسحابات من هذا النوع أخذت تلوح في الأفق أمام الشائعات الأخيرة.
عمليات مشبوهة
في موضوع ليس بالبعيد عن ما ينتقده ائتلاف المعارضة على الحكومة الانتقالية تحدثت إحدى مقالات صحيفة الأخبار عن عمليات مشبوهة تجري على قدم وساق، يسعى من ورائها أعضاء الحكومة الانتقالية إلى تأمين مستقبلهم المعيشي قبل مغادرتهم الحكومة المفترض أن تتم بعد شهرين.
وتناول كاتب المقال المختار السالم ما يجري خلف الكواليس المالية في هذه المرحلة، فنقل عن خبير في وزارة المالية الموريتانية أن فواتير الصفقات الصغيرة والمتوسطة ارتفعت خلال الشهور الماضية، وأن الصرف تم بكثرة على مشاريع وهمية، وأن مصاريف مشاريع أخرى تضاعفت من دون أن تتخذ الأموال الإضافية طريقها إلى تلك المشاريع.
وذكر أن أحد المطلعين على ملفات التسيير في المرحلة الانتقالية أكد أن أكبر الصفقات التي ستكون مثار جدل هي تلك التي منحت في مجال التنقيب عن النفط، إذ منحت الحكومة الانتقالية عشرات الرخص للتنقيب وتقاسم الإنتاج النفطي في مقاطع حيوية وبشروط وإجراءات لم يطلع عليها بشكل كاف.
وأورد كاتب المقال أنه مما يزيد الطين بلة، أن حملات التفتيش وأعمال محكمة الحسابات أصبحت شبه متوقفة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن كشفت تلك الحملات في بدايتها عن مساوئ لا تعد ولا تحصى على مستوى التسيير الإداري والمالي.
ورأى الكاتب أن إجراء توقيفها لا يمكن أن يكون عفويا في هذه المرحلة الحساسة، ما دامت كشفت عن عشرات الملايين المختفية ومئات العمال الذين لا وجود لهم في المؤسسات التي وظفتهم.
دلائل قاطعة
أما صحيفة الفجر فقد تحدثت عن اتهامات ذكرت أنها تشير إلى تورط المجلس العسكري في دعم المرشح الرئاسي المستقل سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي أصبح -حسب بعض المعطيات- هو مرشح المجلس العسكري المدعوم بشكل خفي من طرف السلطة وأجهزتها المختلفة.
" التوتر الجديد بين الائتلاف والمجلس العسكري ربما يقود المشهد السياسي الموريتاني إلى مربع الأزمة وانعدام الثقة وينهي شهور العسل بينهما " الفجر |
وجاء في الصحيفة أن تلك التخوفات تشير إلى حصول قادة الائتلاف على دلائل قاطعة تؤكد وقوف بعض أعضاء المجلس العسكري خلف المرشح المستقل، فضلا عن التأثير السلبي للتعيينات والإقالات التي يقوم بها المجلس العسكري في بعض المرافق الحكومية بغية إحداث شرخ في بعض التحالفات السياسية وخدمة لأجندات تصب في صالح المرشح.
وذكرت الصحيفة أن رئيس المجلس العسكري اعلي ولد محمد فال كان قد أقال عددا من كبار المسؤولين المقربين من أحزاب المعارضة السابقة وعين مكانهم بعض قيادات تجمع المستقلين.
وأشارت الصحيفة إلى أبرز المقالين مدير شركة "اسنيم" المقرب من رئيس التكتل أحمد ولد داداه وتعيين أحد قياديي تجمع المستقلين خلفا له، ومدير أهم شركة عاملة في مجال الصيد البحري في البلاد عبد الله ولد حرمة الله الذي عين ولد أرزيزيم القيادي في تكتل المستقلين خلفا له.
ورأت الفجر أن التوتر الجديد بين الائتلاف والمجلس العسكري ربما يقود المشهد السياسي الموريتاني إلى مربع الأزمة وانعدام الثقة بين الطرفين لينهي شهور العسل بينهما، وقد تنعكس آثاره السلبية على مستقبل البلاد القريب.
ترشحات جديدة
في خبر لها نقلت صحيفة السراج عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن كلا من حزبي حاتم وتكتل القوى الديمقراطية سيحسمان في القريب العاجل خياراتهما أمام الاستحقاق الرئاسي، وسط مؤشرات متعاظمة على أن الحزبين سيرشحان رئيسيهما صالح ولد حننا وأحمد ولد داداه.
وأوردت الصحيفة أن حزبي اتحاد قوى التقدم والتحالف الشعبي التقدمي كانا قد حسما ترشيح رئيسيهما، مما يعنى أن ائتلاف قوى التغيير سيخوض السباق في النهاية بخمسة مرشحين على الأقل، خاصة أن رئيس الجبهة الشعبية اشبيه ولد الشيخ ملعينين سبق أن أعلن ترشحه، في حين أن الإصلاحيين الوسطيين ما زالوا يدرسون خيارات، من بينها ترشيح أحد قادتهم أو دعم أحد المرشحين القائمين.