زيادة القوات الأميركية المرتقبة مقامرة عقيمة
صحف الأحد البريطانية حذرت من أن الزيادة المرتقبة في القوات الأميركية في العراق قليلة ومتأخرة, معتبرة أن ما ينوي بوش القيام به إنما هو مقامرة لن تؤدي إلا إلى تعميق الهوة بين الأميركيين والعراقيين, كما علقت على قانون جديد يمنح المؤسسات الغربية عقودا كبيرة لاستغلال النفط العراقي.
" بيدن يرى أن أي زيادة في عدد القوات هي في الواقع مجرد وسيلة لتأخير وقوع الكارثة المحدقة بالعراق " باكستر/صنداي تايمز |
قليل ومتأخر
قال الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك القائد السابق لقوات حلف الناتو في كوسوفو إن خطة الرئيس الأميركي جورج بوش الرامية إلى إرسال عشرين ألف جندي أميركي إضافي للعراق خطة محكوم عليها بالفشل, مشيرا إلى أن هذا العدد أقل من اللازم وأن الوقت لم يعد مواتيا.
وذكر كلارك في صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي أنه حث بوش على عدم إرسال هذه التعزيزات لأنها لن تؤدي إلا إلى تعميق الهوة بين الأميركيين والعراقيين.
وأضاف كلارك في مقال له خص به هذه الصحيفة بأن القوات الأميركية تفتقد للخبرات اللازمة والشرعية السياسية الضرورية لبسط الأمن في المناطق التي تعصف بها الصراعات.
وقال الجنرال إن إضافة مزيد من القوات الأميركية بالكمية المقترحة سيضع عددا أكبر من الأميركيين في طريق الخطر دون أن يلبي حاجيات العراقيين الأمنية.
وقالت صحيفة ذي أوبزيرفر إن خطة بوش التي من المقرر أن يعلن عنها يوم الأربعاء تمثل رفضا لتقرير لجنة بيكر لدراسة العراق، وتفتح الباب أمام معركة كبيرة بين البيت البيض ومجلسي النواب والشيوخ الأميركيين اللذين يسيطر عليهما الديمقراطيون نتيجة عدم رضا الناخب الأميركي عن سياسة بوش في العراق.
وتحت عنوان "مقامرة بوش الأخيرة لتحقيق النصر في العراق" قالت سيراه باكستر في صحيفة صنداي تايمز إن بوش سيحاول أن تشمل خطته الأخيرة إستراتيجية لسحب القوات الأميركية من العراق لطمأنة الأميركيين المتململين بالتأكيد على أن تنفيذ القوات الأميركية لإجراءات حاسمة في العراق قد يؤدي إلى البدء في سحب تلك القوات من هناك.
ونقلت الكاتبة عن المحلل العسكري دان غوري قوله إن تسليم كل شيء للعراقيين ما عدا بغداد والأنبار يمكن أن يعتبر بداية للانسحاب.
لكنها ذكرت أن السيناتور الديمقراطي جو بيدن, الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي ربما يقدم خطة بديلة لخطة بوش تنم عن معارضة صريحة لأية زيادات في القوات الأميركية في العراق.
وقالت إن بيدن يرى أن أي زيادة في عدد القوات هي في الواقع مجرد وسيلة لتأخير وقوع الكارثة المحدقة بالعراق.
رنا وشنق صدام
وفي موضوع ذي صلة, نقلت هلا جابر في صنداي تايمز عن رنا بنت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قولها إن الحياة لم تعد تعني أي شيء بالنسبة لها بعد رحيل والدها, مؤكدة أن النساء لن تلدن بطلا مثله في المستقبل القريب.
وأضافت رنا, التي يتهم صدام بالوقوف وراء مقتل زوجها عام 1996 إن خسارتها لصدام لا تقارن بأي شيء آخر, إذ كان مصدر قوتها وهي لا تستطيع حتى هذه اللحظة مشاهدة فيلم شنقه.
أما صحيفة صنداي تلغراف فتحدثت عن أدلة جديدة حول مجزرة حديثة التي قام بها عدد من جنود المارينز الأميركيين بحق مجموعة من المدنيين العراقيين العزل انتقاما لمقتل أحدهم.
وذكرت الصحيفة أن هناك معلومات جديدة أدلى بها أحد الشهود المذعورين تكشف عن أن الجنود الأميركيين أوقفوا سيارة تاكسي بيضاء مرت من المنطقة بعيد مقتل الجندي وأنزلوا راكبيها قبل أن يطلقوا عليهم النار بدم بارد, ثم قام أحدهم بإطلاق النار على الجثث وهي ملقاة على الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن حادثة حديثة التي قتل فيها 24 عراقيا تشبه في أميركا بحادثة ماي لاي عام 1968 في فيتنام التي أدت بصورة مباشرة إلى تقليص تأييد الأميركيين للحرب هناك.
" واشنطن شاركت في إعداد قانون يعطي لمؤسسات شيل وبي بي وأكسون عقودا لاستغلال النفط العراقي الخام لمدة ثلاثين سنة " ذي إندبندنت أون صنداي |
غنائم الحرب
من ناحية أخرى, وتحت عنوان "مستقبل العراق: غنائم الحرب" حذرت ذي إندبندنت أون صنداي من أن الاحتياطيات النفطية العراقية -الثالثة من حيث الأهمية عالميا- على وشك أن تفتح أمام الاستغلال الواسع للمؤسسات النفطية الغربية, من خلال قانون مثير للجدل سيعرض في الأيام المقبلة على البرلمان العراقي.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة شاركت في إعداد هذا القانون الذي سيعطي لمؤسسات شيل وبي بي وأكسون عقودا لاستخراج النفط العراقي الخام لمدة ثلاثين سنة, مما سيمثل أول عملية واسعة لمؤسسات نفطية أجنبية في العراق منذ تأميم هذا القطاع عام 1972.
وقالت الصحيفة إن هذه الجوائز الضخمة للمؤسسات النفطية الغربية ستعطي ذخيرة ثمينة لمن كانوا ينتقدون الحرب على العراق على أنها حرب من أجل النفط.