أميركا تشن حملة سرية على النفط الإيراني
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية اليوم الأحد إن واشنطن التي تشن حربا علنية ضد طهران بسبب ملفها النووي، تعمل سرا على كسب جبهة أخرى، في إشارة إلى حقول النفط الذي يعد قوام الحياة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن صناعة النفط جلبت أموالا طائلة لإيران على مدى السنوات الثلاث الماضية، بيد أن الحملة الأميركية الرامية إلى تجفيف منابع تمويل مشاريع تطوير النفط والغاز الطبيعي تشكل تهديدا لقدرة إيران على المضي في تصدير النفط على مدى العقدين القادمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحملة تأتي في لحظة فريدة من الهشاشة في صناعة النفط الإيرانية التي تواجه عدة تحديات بدءا من الاستهلاك المحلي المتزايد والعزلة الدولية، فضلا عن المشاكل في إنهاء العقود مع شركات النفط الأجنبية.
ونقلت الصحيفة عن محمد هادي نجاد حسيني وهو نائب وزير النفط للشؤون الدولية قوله "إذا لم تستطع الحكومة التحكم في استهلاك المنتجات النفطية في إيران، وفي نفس الوقت إذا أخفقت مشاريع زيادة القدرة النفطية وحماية آبار النفط، فلن يكون هناك نفط للتصدير بعد عشر سنوات قادمة".
وقال محللون إن إيران إذا ما توقفت فجأة عن تصدير 2.6 مليون برميل يوميا عقب ضربة عسكرية، فإن أسعار النفط قد تصل أرقاما قياسية، غير أن الانحدار التدريجي يمكن تعويضه عبر الأعضاء الآخرين في أوبك، وعلى رأسهم العراق والسعودية.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن جهود أميركا وحلفائها على مدى الأشهر الماضية في إقناع البنوك وشركات النفط العالمية بالانسحاب من إيران، من شأنها أن تهدد عشرات المشاريع بما فيها تطوير حقلين نفطيين كبيرين قادرين على زيادة الإنتاج بمعدل ثمانمائة ألف برميل يوميا على مدى السنوات الأربع المقبلة.
ومن المشاكل التي تعصف بإيران داخليا في هذه الفترة -والتي يمكن أن تجعلها هشة أمام الضغوط الأميركية- قدم حقول النفط التي لم تتعاف من الدمار الذي لحق بها في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي.
ثم إن ارتفاع عدد الإيرانيين الشباب الذين يفضلون السيارات الكبيرة المستهلكة للوقود بات يفوق المعدل في الإنتاج المتزايد للمصافي النفطية، لاسيما أن إجمالي الدعم للطاقة المحلية يصل إلى عشرين مليار دولار سنويا، وفقا لمنوشهر تاكين وهو خبير جيولوجي ومحلل في مركز دراسات الطاقة الكونية في لندن.