تفاؤل بقمة عباس ورايس وأولمرت
تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية اليوم الثلاثاء، فرحبت بعزم رايس على عقد قمة ثلاثية تجمعها مع عباس وأولمرت، كما تناولت مقالا حذر من قانون النفط الجديد في العراق وهيمنة إيران على البصرة، كما تطرقت إلى توسيع الاتحاد الأوروبي وما يمكن أن ينجم عن ذلك.
" سيجد المشاركون في القمة الثلاثية أنفسهم تحت ضغوط كبيرة للتوصل إلى تنازلات تؤدي إلى نتائج مرجوة " تايمز |
القمة الثلاثية
رحبت صحيفة تايمز بإعلان وزيرة الخارجية الأميركية عن عقد اجتماع ثلاثي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأميركيين، معتبرة أن تلك الخطوة قد تكون سببا للتفاؤل.
وحاولت الصحيفة أن ترفع من شأن استعداد الأطراف الثلاثة للدخول في المحادثات رغم ما يعصف بهم من مشاكل داخلية وخارجية، مفندة الصورة الكئيبة التي حاول منتقدو رايس رسمها قبل وصولها للشرق الأوسط، سيما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعيش صراعا مريرا مع حماس وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي مع حكومته المنقسمة، فضلا عن الهاجس العراقي الذي يلاحق الرئيس الأميركي جورج بوش.
وحاولت الصحيفة أن تخفف من وطأة منتقدي الأطراف الثلاثة، فقالت إن أولمرت التزم بدخوله في المحادثات رغم ما تضمه حكومته من معارضين لأي تنازل، كما أن عباس بقي صامدا أمام هجمات حماس التي استهدفت مؤيديه وإصرارها على رفض الاعتراف بإسرائيل أو الموافقة على حكومة وحدة وطنية.
وانتهت الصحيفة إلى أن القمة الثلاثية ينظر إليها المسؤولون في الإدارة الأميركية بأنها أكثر الاجتماعات طموحا منذ ست سنوات، ولأن الكثير من المصداقية السياسية على المحك لدى جميع الأطراف، فإن المشاركين في هذه القمة سيجدون أنفسهم تحت ضغوط كبيرة للتوصل إلى تنازلات تؤدي إلى نتائج مرجوة، مشيرة إلى أن الصبر والإصرار عاملان أساسيان في هذه العملية السلمية.
انتزاع النفط من العراق
كتب الأكاديمي العراقي والمحاضر حول اقتصاديات الشرق الأوسط من جامعة إكسيتر بانجلترا كمال مهدي مقالا في صحيفة ذي غارديان يسلط الضوء فيه على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة العراقية التي تهيمن عليها أميركا لنزع أثمن مصدر وهو النفط من السيطرة الوطنية.
وأوضح الكاتب في مستهل مقاله أن العراق ما زال يرزح تحت وطأة الاحتلال وما زالت الهوة بين الحاكم والمحكوم مملوءة بالدم، والحكومة فيه تدين قوات الاحتلال بالمسؤولة عن الكارثة الإنسانية والأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
ومضى يقول بينما يقتل المواطنون بمختلف الوسائل، تمضي الحكومة في العمل على حماية نفسها فقط وجمع الثروات وتبرير الاحتلال والإشراف على انهيار الأمن والاقتصاد والخدمات العامة، مشيرا إلى أن الحكومة أخفقت في تأدية واجباتها ومسؤولياتها.
وشدد الكاتب على أن الحكومة التي تفشل في تأمين مواطنيها يجب عليها أن لا تبدأ بالحديث عن تشريع مثير للجدل من شأنه أن يقيد أيدي القادة العراقيين في المستقبل ويهدد بتبديد أغلى مصدر بالتدمير والفساد واللصوصية.
ونوه إلى أن النسخة الرسمية لمسودة القانون الخاص بالنفط لم تنشر على الملأ، لذلك فما من شك بأنه سيتم تصميمه لوضع الشركات الأجنبية يدها على المصادر النفطية ضمن اتفاقيات طويلة الأجل من الاستكشاف والمشاركة في الإنتاج.
واختتم بالقول إن المنطق والإنصاف والمصالح العراقية، تملي بعدم السماح بتمرير هذا القانون في هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها العراق، كما يجب عدم توقيع عقود تمتد إلى 10 أو 15 أو 20 سنة قبل استتباب الأمن وقبل أن يضمن العراقيون الحماية لمصالحهم.
هيمنة إيرانية على البصرة
علمت صحيفة ديلي تلغراف أن المخابرات الإيرانية تستعد لفرض هيمنة كاملة على جنوب العراق عقب انسحاب القوات البريطانية، عبر اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية في البصرة.
وكشف مصدر في المخابرات العراقية للصحيفة عن أن إيران تخطط لحصد المكافآت المالية الكبيرة التي تؤمنها حقول الجنوب النفطية، ومنع قطاع الأعمال الغربي من وضع موطئ قدم له داخل البصرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة السياسيين والعسكريين الأميركيين والبريطانيين قلقون بشأن المساعدات التي تقدمها طهران للإرهابيين الذين يواصلون قتلهم للجنود.
" المخابرات الإيرانية تستعد لفرض هيمنة كاملة على جنوب العراق عقب انسحاب القوات البريطانية، عبر اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية في البصرة " ديلي تلغراف |
وينطوي قلق القادة أيضا كما تقول الصحيفة على تسلم المليشيات التي تدعمها إيران زمام الأمور السياسية والأمنية، بمجرد انسحاب القوات البريطانية المتوقع في مايو/أيار القادم.
القارة الأوروبية ومشاكل توسيعها
أما صحيفة ذي إندبندنت فخصصت افتتاحيتها للحديث عن انضمام بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد الأوروبي وما نجم عن ذلك من بزوغ جماعة متعصبة وعنصرية.
وقالت الصحيفة إن دخولهما سيسجل في التاريخ كلحظات سعيدة للقارة، ولكن على المدى القصير، جلب هذا الدخول نتيجة غير متوخاة وهي أن الأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة تحتل الآن مقاعد كافية لتشكيل جماعة سياسية منظمة تحت اسم "جماعة السيادة والتقاليد والهوية".
وأعربت الصحيفة عن امتنانها لعدم وجود إشارات تدلل على قدرة تلك الجماعة على تنظيم نفسها، سيما أن قائدها برونو غولنيش ينتظر محاكمة بتهم إنكار المحرقة اليهودية كما أن شيئا لا يجمع بين أعضائها سوى الكراهية للأجانب.
ودعت البرلمان الأوروبي إلى التوحد في إدانة تلك الجماعة وما تعتزم القيام به، وهذا هام جدا لقوى اليمين الوسط الرئيسية في أوروبا التي يتعين عليها أن تصر على معارضتها لهؤلاء المتعصبين والعنصريين.