10 آلاف مهاجر خلال أربعة أشهر
عوض الرجوب – الضفة الغربية
احتلت قضيتان رئيستان اهتمامات الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الأربعاء، الأولى قضية هجرة الكفاءات إلى الخارج والثانية قضية حكومة الوحدة الوطنية القديمة الجديدة، كما تطرقت للشأن الفتحاوي الداخلي والعديد من القضايا الأخرى.
هجرة الكفاءات
" يحسن بنا ونحن نلقي الشعارات جزافا أن نبحث عن حلول للمأزق وأسباب هذه الهجرة المعاكسة، لا أن نحمل الوطن أوزار البحث عن لقمة العيش والأمن وسط هذا القحط " البرغوثي/ الحياة الجديدة |
أبرزت صحيفة القدس خبر هجرة نحو عشرة آلاف مواطن من ذوي الكفاءات المختلفة إلى الخارج، مشيرة إلى وجود 45 ألف طلب قيد البحث في الممثليات والقنصليات الأجنبية.
وقالت الصحيفة نقلا عن أحمد صبح وكيل وزارة الخارجية إن من أبرز أشكال الهجرة هجرة الكوادر المتقدمة في فلسطين، ومنع عودة حملة الجوازات الأجنبية إلى الأراضي الفلسطينية، وهجرة البحث عن الأمان الاقتصادي والشخصي بعيدا عن الوضع الحالي.
من جهتها نقلت صحيفة الأيام عن صبح قوله في ذات المؤتمر إن أعداد المهاجرين الفلسطيني إلى الخارج في تزايد، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطنون جراء الحصار والعزلة الدولية، التي تتزامن مع تسهيلات وحوافز تقدمها بعض الدول الأجنبية للمهاجرين.
وتعقيبا على الخبر أشار حافظ البرغوثي في الحياة الجديدة تحت عنوان "قحط" إلى أن المهاجرين الجدد ليسو عمالا غير مهرة بل من الكفاءات التي تجد أعمالا بسهولة في الخارج وتبدأ مشاريع خارج الوطن.
وأضاف أن كبار رجال الأعمال الفلسطينيين استماتوا للحصول على الجنسية الكندية وأودعوا أموالا وفتحوا مشاريع هناك ليحصلوا على الجنسية، مشددا على أن استمرار الوضع على ما هو عليه أجبر البعض على الهجرة وعدم البقاء.
وانتهى البرغوثي إلى القول: يحسن بنا ونحن نلقي الشعارات جزافا أن نبحث عن حلول للمأزق وأسباب هذه الهجرة المعاكسة، لا أن نحمل الوطن أوزار البحث عن لقمة العيش والأمن وسط هذا القحط.
فترة حاسمة
عودة إلى حكومة الوحدة، نقلت صحيفة الأيام عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة قولها إن الفترة ما بين الخامس عشر والعشرين من الشهر الجاري ستكون حاسمة باتجاه اتخاذ الرئيس محمود عباس قرارا فيما يخص مستقبل الحكومة، وذلك في حال لم تستجب حماس لقرار فيما يخص تشكيل حكومة كفاءات بتوافق وطني.
" الجهود المبذولة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تسير باتجاه الانفراج, وحماس هي التي ستسمي رئيس الحكومة المقبلة " غازي حمد/ الأيام |
ولم تكشف مصادر الصحيفة عن الخيارات المطروحة لكنها أشارت إلى أن من بينها انتخابات مبكرة أو استفتاء الشعب الفلسطيني على إجراء انتخابات مبكرة أو حكومة طوارئ تقوم بالإعداد لاستفتاء حول انتخابات مبكرة.
لكن الناطق باسم الحكومة غازي حمد حسبما ذكرت الصحيفة أكد أن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تسير باتجاه انفراج قريب، مشددا على أن حماس هي التي ستسمي رئيس الحكومة المقبلة.
المرونة المطلوبة
أما صحيفة القدس فرأت في افتتاحيتها تحت عنوان "المرونة المطلوبة من الفصائل" أنه لا بد من التوصل إلى صيغة مقبولة من الفصائل المعنية أولا ومن المجتمع الدولي ثانيا، لاجتياز هذه العقبة السياسية. موضحة أن وثيقة التفاهم الوطني المستندة إلى مبادرة السلام العربية يفترض أن تلبي المطالب الدولية.
وتابعت الصحيفة أن الخروج من عنق الزجاجة الذي وصل إليه الوضع الفلسطيني يتطلب الآن ما هو أكثر من التوافق بين حركتي حماس وفتح حول شكل وتسمية وصلاحيات الحكومة المقبلة، وهل هي حكومة وحدة أم حكومة كفاءات مؤقتة بعام واحد، موضحة أن ضمان موقف دولي إيجابي من هذه الحكومة لا يقل أهمية عن النجاح في تشكيلها، وهذا يحتاج إلى قدر مضاعف من المرونة من جانب الفصائل.
لماذا وكيف؟
في السياق ذاته كتب الدكتور محمد المدهون، رئيس ديوان رئيس الوزراء في الحياة الجديدة يقول إن حكومة الوفاق الوطني يجب أن تشكل على أرضية ضمان فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وكذلك رفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية لا عن عدد من الوزراء.
وأضاف تحت عنوان "حكومة الوفاق الفلسطيني.. لماذا وكيف؟"، أن الطريق إلى حكومة الوفاق الفلسطيني ليس شائكا ولا طويلا، ولكن المطلوب تحقيق الإرادة الجمعية الفلسطينية بتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الفئوية الضيقة أو الاشتراطات الخارجية، مع ضرورة توفر النية الصادقة للعمل المشترك على قاعدة المصالح العليا كي يتم تجسيد وبحق شعار "شركاء في الدم شركاء في القرار".
انتفاض داخلي
" شهدت حركة فتح تجاذبات داخل أطرها العليا تدور في دائرة البحث عن الذات وتذويب الهوية الوطنية للحركة " القدس |
نشرت صحيفة القدس ملخص دراسة أعدتها المؤسسة الفلسطينية للإعلام في نابلس أكدت أن حركة فتح تعيش حالة من الانتفاض الداخلي للخروج من تبعات خسارتها في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وأوضحت الدراسة أن عشرات الكوادر في الحركة يرجعون السبب في تراجع وضع الحركة إلى ما يسمونه السياسات والتوجهات الفردية والشللية وحشر الحركة في ظروف غاية في التعقيد والبؤس، الأمر الذي بات يهدد مصيرهم ومصير تاريخهم النضالي الحافل ومصير حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وتنقل الدراسة عن ماهر الفارس من كوادر الحركة قوله إن الحركة شهدت تجاذبات داخل أطرها العليا تدور في دائرة البحث عن الذات وتذويب الهوية الوطنية للحركة.