ماذا سيفعل بوش أمام كوريا؟
أحمد روابة – الجزائر
تناولت الصحافة الجزائرية الملف الإيراني وتجارب كوريا الشمالية، ثم عادت إلى التجارب النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية سرا في الصحراء الجزائرية, وتابعت تطورات توقيف المغني الجزائري في باريس, كما تناولت معنى الاحتفال بمناسبة ذكرى الثورة الجزائرية في الفاتح من شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
" مع أن العالم كله يدين التجارب الكورية فإنه لا أحد يشير ولو ضمنيا إلى إمكانية اللجوء إلى عمل عسكري، لأن الصين عندها قد تغير رأيها في مجلس الأمن " |
محور اللاشيء
كتبت صحيفة لوكوتيديان دوران تقول إن حكومة الرئيس الأميركي بوش لم تعد تعرف أين تولي وجهها في مسألة التجارب النووية، إذ أصبحت غير قادرة على الخوض في مغامرة جديدة تحملها إلى بلاد بعيدة وتورط فيها الجيش الأميركي الذي ظل منذ الخمسينيات يخوض حروبا غير مبررة في كوريا وفيتنام ثم في العراق وأفغانستان.
ونبهت الصحيفة إلى أن إيران تؤكد أن نشاطها النووي ذو أهداف سلمية بحتة، بينما لا تخفي كوريا الشمالية أن التجارب التي تقوم بها عسكرية، خاصة أن أطراف الولايات المتحدة المترامية في ألاسكا ليست بعيدة تماما عن رد تتوعد به كوريا الشمالية، ناهيك عن الحليف الياباني الذي هو على مرمى حجر من السلاح الكوري.
ومع أن العالم كله يدين التجارب الكورية فإنه لا أحد يشير ولو ضمنيا إلى إمكانية اللجوء إلى عمل عسكري، لأن الصين عندها قد تغير رأيها في مجلس الأمن.
ونوهت الصحيفة بأن كوريا الشمالية ليست إيران ولا لبنان ولا الدول العربية والإسلامية التي لا تتمتع بأي ثقل اقتصادي أو سياسي خلافا للكتلة الشيوعية في آسيا.
لذلك تقول الصحيفة إن بوش يفضل الحوار، لأنك إذا لم تكن قويا فيجدر بك أن تكون حكيما.
ولكن لوكوتيديان دوران رأت أن الولايات المتحدة خلقت لنفسها "محور الشر" بدلا عن "محور اللاشيء" المتمثل في الدول العربية التي ليست مع الحوار ولا مع المواجهة، إنها لا شيء.
جرائم فرنسا النووية
وفي نفس الملف، لكن عودا إلى التاريخ الاستعماري، أشارت صحيفة الخبر إلى التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية سنة 1960 أي قبيل الإعلان عن الاستقلال بسنتين.
وذكرت الصحيفة أن باريس أجرت في 13 فبراير/شباط من السنة 1960 تجربة نووية، وفجرت قنبلة في عملية أطلق عليها اسم "اليربوع الأزرق" قرب منطقة رقان وتبعتها ثلاثة تفجيرات أخرى على سطح الأرض.
وبعدها قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بتفجير 14 قنبلة نووية أخرى في منطقة عين إيكر قرب مدينة تمنراست بأقصى الجنوب الجزائري.
واستمرت التجارب النووية الفرنسية إلى غاية سنة 1965 أي بعد استقلال الجزائر وخروج إدارة الاحتلال، وقد طرح ذلك تساؤلات عديدة حول اتفاقيات إيفيان بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وسلطة الاستعمار.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذا الموضوع يمكن أن يثيره الملتقى الدولي الذي يجري التحضير له حول آثار التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر.
كما أن ذلك الملتقى قد يبحث مسؤولية الإدارة الفرنسية عن الأضرار التي لحقت بسكان المنطقة عبر عقود من الزمن، وما أصابهم من تشوهات وأمراض بسبب الإشعاعات النووية التي لاتزال في المنطقة، وتأثيرها على التوازن البيئي والمحيط.
وستكون فرنسا حسب الصحيفة ملزمة بتحمل المسؤولية وتصحيح ما انجر عن هذه الجرائم.
" الشعوب لم تعد تحفل إلا بالعيدين والمناسبات التي ترتبط بالدين الإسلامي، لأن علية القوم أفسدت بممارساتها الشائنة كل الأعياد الأخرى وأفرغتها من أي معنى " |
أعياد الشعوب وأعياد الحكام
أما صحيفة البلاد فقد أشار معلقها إلى طقوس الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية في العالم العربي انطلاقا من الجزائر، فرأى أن الشعوب مغيبة تماما عن هذه التظاهرات التي تبقى يمارس فيها الحكام ومقربوهم طقوسهم بعيدا عن الشعوب.
وقال المعلق إن الشعوب لم تعد تحفل إلا بالعيدين والمناسبات التي ترتبط بالدين الإسلامي، لأن علية القوم أفسدت بممارساتها الشائنة كل الأعياد الأخرى وأفرغتها من أي معنى.
ونبه المعلق إلى أن طقوس الحكام أبعدت ذكرى أول نوفمبر/تشرين الثاني في الجزائر عن نسبها الوحيد الذي كان سيخلدها في ذاكرة الشعب كيوم من أيام الله المجيدة، وهو النسب إلى بدر وحنين واليرموك والقادسية.
نقاط الظل
ومتابعة لقضية توقيف المغني الجزائري الشاب مامي في باريس بتهمة استعمال العنف تناولت صحيفة الوطن الصادرة باللغة الفرنسية القضية من زاوية التوقيت وطريقة معالجة القضية التي ترى فيها الكثير من نقاط الظل.
وقالت الصحيفة إن العدالة الفرنسية تحركت بسرعة كبيرة غير معهودة، في مثل هذه القضايا التي تتعلق بتهم عامة ضد شخصية مشهورة في فرنسا وفي العالم، وأضافت أنها تسرعت أيضا في توقيف المتهم دون أن يستفيد من حق الاستعداد للدفاع عن نفسه.
وربطت الصحيفة العملية بالصراع والحرب القائمة بين شركات النشر، وتضارب المصالح الذي ربما ذهب ضحيته المغني الجزائري.