"لا" الهولندية تفجر أزمة ثقة في أوروبا
انشغلت الصحف البريطانية اليوم الخميس بـ"لا" الهولندية للدستور الأوروبي، فقد رجحت أن تزج هذه النتيجة أوروبا في أزمة ثقة، وطالبت إحداها بضرورة احترام الرأي الهولندي، كما تطرقت إلى المهمة الصعبة التي يواجهها الرئيس الأفغاني استعدادا لانتخابات سبتمبر/ أيلول، دون أن يغيب الشأن العراقي عن الساحة.
" الاستفتاء الهولندي الرافض للدستور من شأنه أن يزج أوروبا في أزمة ثقة غير مسبوقة خلال خمسة عقود من الاندماج الأوروبي " ذي إندبندنت |
الخطوة التالية
قالت صحيفة ذي إندبندنت في تقرير لها بعنوان "ماذا الآن لأوروبا؟" تقول فيه إن الاستفتاء الهولندي الرافض للدستور من شأنه أن يزج أوروبا في أزمة ثقة غير مسبوقة خلال خمسة عقود من الاندماج الأوروبي.
وأضافت أن هذه النتائج تبدو احتجاجا على الركود الاقتصادي الذي ساد بعد تقديم عملة اليورو، واستياء من التوسع الأوروبي الذي جرى العام الماضي ليشمل 10 أعضاء آخرين، فضلا عن تصور الانضمام التركي للاتحاد.
وتابعت أن الرفض الهولندي ترك الاتحاد الأوروبي دون خطة بديلة، وهذا سيحول قمة قادة الحكومات المزمعة في الـ16 هذا الشهر إلى أزمة شديدة بينهم.
من جانبها دعت صحيفة ذي غارديان في افتتاحيتها الاتحاد الأوروبي إلى معالجة الموقف من خلال البحث عن الخطوة التالية بحذر شديد، محذرة من تجاهل فحوى الرسالة التي خرج بها استفتاء هولندا وفرنسا.
وقالت أيضا إنه من الخطأ مطالبة الشعوب الأوروبية بالاستفتاء مجددا، مشيرة أن المضي قدما في التخطيط لاستفتاء آخر في الدانمارك مثلا يعتبر ضربا من التخبط.
وطالبت الصحيفة الحكومة البريطانية بتأجيل الاستفتاء على الدستور في بريطانيا.
أما صحيفة تايمز فجاءت افتتاحيتها تحت عنوان "الشجاعة الهولندية" تقول فيها إن الـ "لا" الهولندية كانت صفعة أكثر تأثيرا من الرفض الفرنسي لهذه الوثيقة المشؤومة.
وبعد أن استعرضت الصحيفة الأسباب الكامنة وراء الرفض الهولندي للدستور طالبت بضرورة احترام رأيهم، مشيرة إلى أنه تعبير عن الرفض لاتجاه الاتحاد الأوروبي الذي يقوده الدستور.
كرزاي والمهمة الصعبة
" التفجيرات الأخيرة في مسجد قندهار ما هي إلى تذكير بالتهديدات التي تعصف بالتحول البطيء من الحكم الثيوقراطي إلى الديمقراطي " ديلي تلغراف |
وفي الشأن الأفغاني كتبت ديلي تلغراف افتتاحية أخرى للحديث عن المهمة الصعبة التي يواجهها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي استعدادا للانتخابات المزمع إجراؤها في سبتمبر/ أيلول القادم.
وقالت إن التفجيرات الأخيرة في مسجد قندهار ما هي إلا تذكير بالتهديدات التي تعصف بالتحول البطيء من الحكم الثيوقراطي إلى الديمقراطي.
ومع هذا كله ترى الصحيفة أن الصورة ليست كئيبة في أفغانستان، مشيرة إلى برنامج المصالحة المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية الذي أفضى إلى إقناع رجال طالبان المعتدلين بالانضمام إلى الانتخابات المقبلة.
وأكدت الصحيفة على ضرورة الوجود العسكري والمدني الأجنبي لأجل غير مسمى، كي يتمكن كرزاي من مد نفوذ الحكومة على البلاد بدءا بالمنطقة الغربية.
شهر الخسائر
وكان للشأن العراقي نصيب في صحيفة ديلي تلغراف التي قالت في تقريرها من بغداد إن قوات الأمن العراقية شهدت أكثر الأشهر دموية في مايو/ أيار منذ سقوط نظام صدام حسين، ما يؤكد تصعيد العنف في البلاد.
وأضافت أن تصريحات وزارة الداخلية العراقية أمس جاءت لتدحض المزاعم التي تؤكد أن المخابرات الفاعلة والمزيد من الاعتقالات أسهمت في خفض قدرة "المتمردين" على توجيه الضربات القاسمة.
وكان مسؤولون صرحوا بأن 220 شرطيا وضابطا لقوا حتفهم في مايو/ أيار، دون أن تشمل تلك الأرقام المجندين الذين اصطفوا للانضمام إلى صفوف قوات الشرطة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة رفيع المستوى قوله إن "الأرقام لم تشمل حتى الذين قتلوا في الأيام الثلاثة الأخيرة من هذا الشهر".
وقالت الصحيفة إن أكثر من 500 مدني قتل الشهر الماضي فضلا عن مقتل 77 جنديا أميركيا، في أعلى مستوى للحصيلة منذ شهر يناير/ كانون الثاني.