الاستفتاء في مصر.. إقبال أم تزوير؟
تباينت آراء الصحف المصرية الحكومية والمعارضة الصادرة اليوم الخميس في تغطياتها للاستفتاء الذي شهدته مصر أمس على تعديل المادة 76 من الدستور والخاصة باختيار رئيس الدولة بين أكثر من مرشح، وفيما أشادت الحكومية بالإقبال ووصفته بالكبير, قالت المعارضة إنه فضيحة وفوضى وتزوير.
" شعب مصر وجه من خلال تدفقه أمس على صناديق الاستفتاء رسالة واضحة للعالم بأن إصلاحنا السياسي نابع من داخلنا ويحقق أهدافنا وأمانينا " الجمهورية |
تدفق الجماهير
قالت صحيفة الأهرام في عناوينها إن المشاركة الشعبية كانت كبيرة في الاستفتاء وشملت كل المحافظات وإن الاستجابة الجماهيرية أسقطت دعوة بعض أحزاب المعارضة للمقاطعة.
وأكدت الصحيفة أن لجان الاقتراع الفرعية التي زاد عددها على 54 ألف لجنة شهدت إقبالا كبيرا, وأن عملية الاستفتاء بكاملها تمت تحت الإشراف الكامل للهيئة القضائية منذ لحظة بدء الاقتراع حتى انتهائه.
وكان أبرز ما كتبته صحيفة الجمهورية في عنوانها "بكل إرادة حرة صنع شعب مصر تاريخه الجديد.. وتدفقت الجماهير على صناديق الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور وإضافة المادة 192 مكرر" وقالت "إن شعب مصر وجه من خلال تدفقه أمس على صناديق الاستفتاء رسالة واضحة للعالم بأن إصلاحنا السياسي نابع من داخلنا ويحقق أهدافنا وأمانينا".
وأضافت الصحيفة أن الهدوء ساد جميع اللجان بكافة المحافظات ومارس القضاة مهامهم في الإشراف على الاستفتاء دون أي تدخل من أجهزة الإدارة. ونقلت عن المستشار محمود أبو الليل وزير العدل تأكيده أن يوم الاستفتاء كان بالفعل عرسا للأمانة والنزاهة والديمقراطية وشارك فيه رجال القضاء وأشرفوا على جميع مراحله بحيدة ونزاهة.
وللمرة الأولى أتيحت الفرصة لمشاركة نواب محكمة النقض ومستشاريها ونواب رؤساء الهيئات القضائية ومستشاريها وشاركت النساء بكامل عددهن في هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة.
فضيحة الاستفتاء
" تم الاعتداء على معارضين للاستفتاء أمام نقابتي الصحفيين والمحامين بحضور رجال الأمن وتعرضت محامية للضرب المبرح ومزقت ملابس صحفية " الوفد |
رسمت صحيفة الوفد المعارضة صورة مخالفة تماما لغيرها من التي أشادت بالاستفتاء وقالت في عنوانها الرئيسي "فضيحة الاستفتاء.. فوضى وتزوير في اللجان واعتقال وضرب المعارضين.. الحكومة استعانت بجيوش المأجورين للتصويت والتغطية على نجاح المعارضة الشعبية.. وإجبار القضاة على البقاء باللجان الرئيسية وعدم المرور على اللجان الفرعية".
وأضافت الوفد أن لجان الاستفتاء بالقاهرة والمحافظات خلت من المشاركين في التصويت، وأن الحكومة استعانت بجيوش ممن أسمتهم الصحيفة بالمأجورين وموظفي وعمال المصالح والهيئات الحكومية والمصانع الذين تم إغراؤهم بالمال والوجبات الغذائية.
كما تم الاعتداء على المعارضين للاستفتاء أمام نقابتي الصحفيين والمحامين وبحضور رجال الأمن, وتعرضت إحدى المحاميات للضرب المبرح ومزقت ملابس صحفية.
الإقبال رد حاسم
كتب رئيس تحرير صحيفة الأخبار جلال دويدار قائلا إن هذا الإقبال غير المسبوق على المشاركة في الاستفتاء على التعديل الدستوري رد حاسم يؤكد حرص الشعب على حقوقه السياسية وعلى أداء واجبه الوطني.
" الإقبال غير المسبوق على المشاركة في الاستفتاء على التعديل الدستوري رد حاسم يؤكد حرص الشعب على حقوقه السياسية وعلى أداء واجبه الوطني " الأخبار |
وأضاف أن ما جرى في اللجان الانتخابية رفض بكل المقاييس للدعوات السلبية الانهزامية التي حاولت بالصراخ والادعاءات الكاذبة إقناع المواطنين بالجنوح للوقوف في صفوف المتفرجين حتى لا يمارسوا دورهم بإثراء وتعظيم وتفعيل الحياة السياسية.
وقال دويدار إنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء على التعديل الدستوري الذي استهدف فتح آفاق جديدة لاستكمال مسيرة الإصلاح السياسي المنشود.. فالشيء المؤكد وقبل إعلان النتيجة هو أن الشعب بهذا الإقبال المنقطع النظير على المشاركة في التصويت أراد أن يقول للأصوات الداعية للمقاطعة: لا، إننا نرفض سلبيتكم ودعاواكم للتنازل عن حقوقنا في أداء الواجب الوطني ولن نسايركم في عنادكم ومواقفكم غير المبررة لتعطيل مسيرة العمل الوطني.. ولننتظر ما سيحدث اليوم وإن غدا ناظره لقريب.