لا للاستبدال بحكم صدام المستبد حكما شيعيا
اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الأربعاء بالوضع في العراق, حيث اعتبرت أن الولايات المتحدة يجب ألا تبدل بحكم صدام المستبد حكما شيعيا مستبدا, كما تحدثت عن الجدل الدائر بشأن تعيين جون بولتون سفيرا لواشنطن لدى منظمة الأمم المتحدة, دون أن تغفل التضاعف المذهل للعمليات الإرهابية خلال العام الماضي.
" أكبر خطر يهدد العراق هو زعماء الشيعة النشطاء الذين يتوقون إلى بسط نفوذ حكمهم غير المتسامح على الأقلية السنية من العرب والأكراد, فضلا عن بسطه على الشيعة العلمانيين " نيويورك تايمز |
دعم المثل الديمقراطية
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن ملايين العراقيين الذين خاطروا بحياتهم للتصويت في الانتخابات الماضية لم يكونوا يتوقعون بعد ثلاثة أشهر من ذلك الاستحقاق أن سياسييهم المتنازعين لم يكونوا قد عينوا حكومة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك الوضع أدى إلى عدم الإفادة من زخم النجاح الذي لا يعوض, وإلى تردي الوضع الأمني بعد أن كان قد تحسن لفترة وجيزة.
وطالبت الولايات المتحدة بالتدخل بحكمة والابتعاد عن اقتراح أي شخصيات لشغل مناصب معينة أو عن فرض أي أجندة معينة, مشيرة إلى أن عدم التقيد بذلك سيكون خطأ جسيما.
وبدلا من ذلك رأت أن ما يحتاجه العراقيون هو أن يضع الأميركيون ثقلهم وراء القيم الديمقراطية الأساسية التي ينادي بها الرئيس الأميركي في شرق أوسط جديد أكثر حرية.
وذكرت أن القيم التي يحتاجها العراق أكثر من غيرها هي مبادئ الشمولية الدينية والإثنية المبنية على التسامح, إضافة إلى حماية حقوق النساء والحريات الفردية.
واعتبرت الصحيفة أن أكبر خطر يهدد العراق هو زعماء الشيعة النشطاء الذين يتوقون إلى بسط نفوذ حكمهم غير المتسامح على الأقلية السنية من العرب والأكراد, فضلا عن بسطه على الشيعة العلمانيين.
وختمت بقولها إنه لا يمكن القبول بأن يكون 1500 جندي أميركي قد ضحوا بأرواحهم لا لشيء إلا للإبدال بحكم صدام المستبد حكما شيعيا مستبدا, مشيرة إلى أن المبرر الوحيد لإبقاء القوات الأميركية في العراق الآن هو رعاية التحول الديمقراطي هناك الذي تمسك به بوش بديلا عن مبرره الأول الزائف, المتمثل في أسلحة الدمار الشامل وأن عليه ألا يفقده هو الآخر.
" بولتون يتصف بكل ما يمكن أن يضر بصورة وأهداف منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها, فإذا كان هدفنا تدمير الأمم المتحدة فإن بولتون هو الرجل المناسب لذلك " فريلاند/ يو أس أيه توداي |
السفير المناسب
قال توماس فريدمان في تعليق له في نيويورك تايمز إن مشكلته مع تعيين جون بولتون سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة هي أن هذا الرجل ليس هو أفضل من يشغل هذه الوظيفة بل ليس قريبا من ذلك.
وذكر فريدمان أنه إذا كان بوش يريد رجلا جمهوريا قويا محافظا يستحق ثقته الكاملة ويستطيع فعلا أن يبني تحالفات, رجلا يعرف مبنى الأمم المتحدة والبيروقراطية داخله وخارجه, رجلا يستطيع أن يعمل بطريقة حسنة مع وزارة الخارجية الأميركية ورجلا بحظى باحترام أصدقاء أميركا وأعدائها, فإن الخيار بدهي، ذلك الرجل ليس جون بولتون.
وذهب فريدمان أبعد من ذلك فاقترح تعيين الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في هذا المنصب.
وفي تعليق آخر في الصحيفة نفسها سخرت مورين دوود من الاعتراض على تعيين بولتون في الأمم المتحدة, معتبرة أنه يجب أن يكرم بمنصب مهم كما كرم المسؤولون الآخرون الذين عينهم بوش من أمثال كوندوليزا رايس وبول وولفويتز وستيفن هادلي وبوب جوزيف الذين عملوا مثله على تحوير الحقائق لتلائم المعتقدات اللاهوتية للبيت الأبيض وتبرر غزو العراق.
وعن الموضوع نفسه أوردت صحيفة يو أس أيه توداي ما قاله السفير الأميركي السابق بالمغرب فريدريك فريلاند من أن بولتون لا يتمتع بأي من الصفات الضرورية لمثل هذه الوظيفة, بل إنه على العكس من ذلك "يتصف بكل ما يمكن أن يضر بصورة وأهداف هذه المنظمة والمنظمات التابعة لها, فإذا كان هدفنا تدمير الأمم المتحدة فإن بولتون هو الرجل المناسب لذلك".
" الأعمال الإرهابية الدولية الخطيرة تضاعفت ثلاث مرات خلال العام الماضي " واشنطن بوست |
تزايد الإرهاب
أوردت صحيفة واشنطن بوست تقريرا نسبت فيه إلى تقرير للحكومة الأميركية أن الأعمال الإرهابية الدولية الخطيرة تضاعفت ثلاث مرات خلال العام الماضي.
وقالت الصحيفة إن ما تعتبره الولايات المتحدة أعمالا إرهابية خطيرة ازداد السنة الماضية في العراق ليصل 198 عملية مقابل 22 عملية في السنة التي قبلها أي أن تلك الأحداث تضاعفت تسع مرات.
وفي الإطار نفسه نقلت يو أس أيه توداي عن زعماء اللجنة التي تحقق في أعمال 11/9 قولها إن الكونغرس والرئيس بوش لا يتحركون بالسرعة المطلوبة لحماية البلاد من هجمات إرهابية جديدة.