الحديث عن عراق ديمقراطي مجرد أحلام
قالت الصحف الخليجية اليوم الثلاثاء إن الحديث عن عراق ديمقراطي ليس سوى أحلام بعد ما وقع في مدينة المدائن العراقية، وجاء فيها أن الشعب الفلسطيني أسير لاءات العدو وسجنه، وذكرت أن أميركا متمسكة بموقفها بخصوص منع طائرة تحمل أخوين سعوديين من التحليق في أجوائها.
خديعة المدائن
" إذا كانت محاولة الفتنة في المدائن قد أصيبت بالفشل، فمما لا شك فيه أن هناك محاولات أكثر قادمة في الطريق وربما ستكون أصعب خاصة مع تهميش دور السنة في العملية السياسية الباهتة في البلاد " الشرق القطرية |
قالت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها إن عملية اقتحام مدينة المدائن في العراق أثبتت زيف الادعاءات بوجود رهائن شيعة في تلك المدينة التي تقطنها غالبية سنية، كما أكدت تورط جهات عراقية محلية مسؤولة وأخرى عسكرية في إشعال هذه الفتنة بغرض إعطاء المزيد من الأهمية لهذا الحدث.
وجاء في الصحيفة أنه إذا كانت تلك هي تصرفات الجهات التي أوكل لها ولو مبدئيا الشعب العراقي مسؤولية بناء هذا البلد، فهل من الممكن الاعتماد عليه في تحقيق النبوءة المزعومة للولايات المتحدة بخلق عراق جديد وديمقراطي سيصبح على حد قولهم النموذج الديمقراطي الفريد للمنطقة العربية.
وأضافت أن تورط تلك الجهات سواء المحلية أو الأخرى في تلك الأزمة أخذ الكثير من مصداقيتها ليس فقط أمام الأطراف التي كان يمكن أن تكون دعما لها في المستقبل، ولكن أيضا أمام رجل الشارع العراقي، الذي بات مطحونا على جميع الجبهات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.
وذكرت الشرق أن الرؤية المعتمدة الآن تؤكد أن الحديث عن عراق موحد وديمقراطي ليس سوى مجرد أحلام أو كلام يراد منه منح الوقت الكافي للعمل على تفسخ هذا البلد، وليصبح فيما بعد نموذجا للترهيب ضد أي دولة يمكن أن تعترض على قادة النظام العالمي الجديد.
وأضافت أنه إذا كانت المحاولة المشبوهة لإشعال نار الفتنة بين الطوائف العراقية في المدائن قد أصيبت بالفشل، فمما لا شك فيه أن هناك محاولات أكثر قادمة في الطريق وربما ستكون أصعب خاصة مع تهميش دور السنة في العملية السياسية الباهتة في البلاد.
اللاءات والسجن
" تبدو المخاوف من تحول غزة إلى سجن كبير مشروعة جدا، خاصة أن العدو يعمل على محاصرتها بالأحزمة والجدران، بحيث لا يبقى لها أي متنفس، لا سيما أن البحر والجو سيكونان محتلين وخارج إطار السيادة الفلسطينية " الخليج الإماراتية |
جاء في صحيفة الخليج الإماراتية أن اللاءات القديمة الجديدة التي يعيد مجرمو الحرب في الكيان الصهيوني إطلاقها ويكررون فيها تمسكهم باحتلال الضفة من خلال عدم إزالة الكتل الاستيطانية وتهويد القدس ورفض عودة اللاجئين، تؤكد أن شعار "غزة أولا" سيكون "غزة فقط"، ما يعني أن الدولة الفلسطينية الموعودة لن تتعدى حدود قطاع غزة حتى لو ناور العدو ببعض الانسحابات التجميلية من جزء من الضفة.
وقالت الصحيفة إنه لهذا السبب تبدو مخاوف السلطة والقوى الفلسطينية من تحول غزة إلى سجن كبير للفلسطينيين مشروعة جدا، خاصة أن العدو يعمل قبل جلائه عن القطاع على محاصرته بالأحزمة والجدران، بحيث لا يبقى له أي متنفس، لا سيما أن البحر والجو سيكونان بالتالي محتلين وخارج إطار السيادة الفلسطينية.
وأضافت أن ما جرى منذ أوسلو حتى الآن يحمل الكثير من الدروس والعبر، بدءا بالكم الكبير من الابتزاز والترهيب والتراجعات والتنازلات، وصولا إلى غزة فقط، وربما معها بعض من الضفة، دون القدس وحق العودة، ولا يدري أحد إلام تتقلص الأمور من الآن وحتى تأتي المواعيد التي يضربها بوش وشارون لقيام الدولة.
وأوردت الخليج أن السلطة والقوى الفلسطينية مطالبون بأداء مختلف قبل أن يجدوا أنفسهم بعد حين مغلوبين على أمرهم ولا يقوون إلا على القبول بالفتات الذي يقدمه القتلة في الكيان، ولا يمكن الرهان في هذا الإطار لا على الأمم المتحدة المكبلة أميركيا ولا على الدول العربية أسيرة إدارة الظهر لقضاياها الحيوية، ولا على الدول الغربية المتلونة مواقفها حسب مصالحها.
بل الرهان على الذات هو المفيد فلسطينيا، وبرنامج العمل الواضح والموصل إلى استعادة الأرض والمقدسات هو المطلوب، ومن دون ذلك سيبقى الشعب الفلسطيني كله أسير لاءات العدو وسجنه.
" واشنطن بررت موقفها بالتأكيد على أن السعوديين الممنوعين من التحليق في أجوائها درسا الطيران في نفس المدرسة التي تخرجت منها العناصر التي نفذت اختطاف وتفجير الطائرات في 11 سبتمبر/ أيلول " الوطن السعودية |
طائرة تحمل سعوديين
ذكرت صحيفة الوطن السعودية أن واشنطن أكدت أن الأخوين وضاح ومروان راجخان اللذين كانت منعت طائرة هولندية تقلهما من التحليق في مجالها الجوي بريئان لكنهما درسا مع هاني حنجور أحد منفذي أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
وجاء في الصحيفة أن الإدارة الأميركية سعت لتبرير موقفها بالتأكيد على أن السعوديين المذكورين درسا الطيران في أريزونا في نفس المدرسة التي تخرجت منها العناصر التي نفذت اختطاف وتفجير الطائرات في 11 سبتمبر/ أيلول، وأن أحدهما تم التحقيق معه بشأن صلته بأحد منفذي حوادث سبتمبر/ أيلول، وهو الذي عرف باسم هاني حنجور, حيث درس الاثنان نفس الدروس في نفس الفترة وفي نفس المدرسة.
وأنه رغم أن التحقيقات الأميركية الدقيقة بهذا الشأن لم تسفر عن إدانة الشاب السعودي وهو الأمر الذي دفع السلطات لعدم إدراج اسمه في قائمة المحظور دخولهم للولايات المتحدة, فقد عادت السلطات الأميركية لمنع الطائرة التي تحمل الأخوين راجخان إلى المكسيك.
وورد فيها أن الجانب الأميركي أوضح أن مروان ووضاح كانا في طريقهما للاطمئنان على والدهما في المكسيك, وأن الأخيرة تعد في الوقت الحالي من وجهة النظر الأميركية أرضا جديدة لخلايا القاعدة, وتسعى عناصر التنظيم للانطلاق منها لتنفيذ عمليات مماثلة لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
وقالت الوطن إن الأخوين راجخان سخرا من المزاعم الأميركية في وجود علاقة لهما بتنظيم القاعدة، وأن مروان صرح لها بأنه تعرض فعلا لاحتجاز لمدة تسعة أيام واستجواب من قبل الـ"إف بي آي" عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول على خلفية دراسته للطيران الذي كان هوايته، مؤكدا أن التحقيقات لم تستمر فترة طويلة حيث لم تثبت إدانته بأي شيء، وبرأه القضاء الأميركي.