إسرائيل تعين حدودها مع الفلسطينيين من جانب واحد
تعددت اهتمامات الصحف الأميركية الصادرة اليوم الثلاثاء فتحدثت عن عزم إسرائيل تعيين حدودها مع الفلسطينيين من جانب واحد, كما تناولت الصعوبات التي تعترض جهود إعادة بناء مدينة الفلوجة فضلا عن تطرقها لخطة معروضة أمام الكونغرس تقضي بحل مشكلة نصف مليون مهاجر في أميركا.
" خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون القاضية بترحيل 9000 مستوطن من قطاع غزة هذا الصيف ليست سوى جزء من تغير أوسع وأكثر تعقيدا للمشهد الإسرائيلي الفلسطيني ولسياسات شارون نفسها " نيويورك تايمز |
خطة إسرائيل الأحادية
أوردت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا من مراسلها في مستوطنة معاليه آدوميم في الضفة الغربية ستيفن إيرلانغر قالت فيه إن نية إسرائيل في مواصلة البناء في تلك المستوطنة التي تبعد ثلاثة أميال عن القدس أدت إلى "غضب بسيط" لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تطالب إسرائيل بتجميد نشاطها الاستيطاني.
واعتبر المراسل أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون القاضية بترحيل 9000 مستوطن من قطاع غزة هذا الصيف ليست سوى جزء من تغيير أوسع وأكثر تعقيدا للمشهد الإسرائيلي الفلسطيني ولسياسات شارون نفسها.
وقال إيرلانغر إن ما تقوم به إسرائيل في ظل حكم شارون هو تعيين حدودها المستقبلية مع الفلسطينيين من جانب واحد, مكثفة من استيطانها قرب القدس وراسمة طريقا جديدا للجدار العازل طبقا للمسار الذي وافق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم 20 فبراير/شباط الماضي.
وأشار المراسل إلى أن الفلسطينيين مستاؤون من التحرك الإسرائيلي الانفرادي ومن عدم انتظار إسرائيل لما تتمخض عنه المباحثات, مضيفا أن تأثير الحدود المؤقتة الجديدة على حياة الفلسطينيين يبدو أقل مما كان معتقدا رغم أن ربع المستوطنين الإسرائيليين سيبقون على الجانب الفلسطيني.
وذكر أن المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون أن كل المباحثات التي جرت بينهم مع الفلسطينيين كانت تقترح إبقاء إسرائيل على مستوطنة معاليه أدوميم وتعويض الفلسطينيين عنها بقطعة أرض أخرى, أما المستوطنات الأخرى بالضفة الغربية فإنها كانت ولا تزال محل نقاش.
لكنه نقل عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قوله إن تطبيق مثل هذه الخطة سيعني إغلاق مباحثات السلام ووضع مزيد من الفلسطينيين داخل سجن فعلي.
من جهة أخرى قالت واشنطن بوست إن إعلان شارون تأجيل الانسحاب من غزة سيمنح حكومته مزيدا من الوقت للتخطيط لترحيل المستوطنين, كما سيعطي المتطرفين اليهود وقتا أكثر لتنظيم معارضتهم لذلك الإجراء.
" السنة والشيعة يشحذون سكاكين التفرقة، والفجوة بينهما تتسع أكثر فأكثر " خديم/يو أس أيه توداي |
إعادة بناء الفلوجة
نقلت واشنطن بوست عن مراسلتها في الفلوجة آن سكوت تايسون أن حظر التجوال وحواجز التفتيش والإجراءات الأمنية الأخرى المشددة تعوق جهود إعادة بناء الفلوجة.
وأكدت المراسلة أن هذه العوائق تحول دون وصول الإمدادات والاستثمارات إلى هذه المدينة مما يبطئ خلق فرص العمل هناك والتي يحتاجها الشباب كبديل عن الانضمام للمتمردين, مشيرة إلى أن الإحصاءات تظهر أن 85% من سكان الفلوجة عاطلون أو شبه عاطلين عن العمل.
ووصفت المراسلة الفلوجة في الليل بأنها تشبه مدينة الأشباح حيث يخضع سكانها لحظر مشدد للتجوال لا يستطيعون حتى الذهاب لأداء الصلوات الليلية في المساجد ولا يستطيعون الذهاب إلى المراكز الطبية إلا تحت حراسة الجيش الأميركي.
ونقلت تايسون عن الجيش الأميركي قوله إن 39 ألف بيت هدمت خلال هجوم نوفمبر/تشرين الثاني الماضي, كما أن نصف الفلوجة لا يتوفر فيها الكهرباء حتى الآن, هذا فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بمواسير المياه مما اضطر أغلب السكان إلى الاعتماد على مياه الخزانات.
كما نقلت عن بعض سكان الفلوجة قولهم إنه لا أحد في الفلوجة راض عن الطريقة التي سويت بها مشكلة مدينتهم.
وفي موضوع آخر متعلق بالعراق قالت صحيفة يو أس أيه توداي إن الخلاف السياسي احتدم أمس بين الشيعة والسنة مما أدى إلى تأخير تعيين حكومة عراقية جديدة.
وذكرت أن العضو الشيعي جلال الصغير طالب باستبدال عدد من المسؤولين السنة العاملين في الأجهزة الأمنية متهما إياهم بأنهم بعثيون يسربون معلومات للمتمردين.
" مجلس الشيوخ الأميركي سيصوت اليوم الثلاثاء على خطة قد تفتح الباب أمام تصحيح أوضاع نصف مليون مهاجر غير شرعي " لوس أنجلوس تايمز |
كما نقلت عن صباح خديم المسؤول في وزارة الداخلية العراقية قوله إن كلا الطرفين (السنة والشيعة) يشحذون سكاكين التفرقة وإن الفجوة بينهما تتسع أكثر فأكثر.
المهاجرون في أميركا
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن مجلس الشيوخ الأميركي سيصوت اليوم الثلاثاء على خطة قد تفتح الباب أمام تصحيح أوضاع نصف مليون مهاجر غير شرعي يعملون في مجال الزراعة إضافة إلى أسرهم في الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن هذا التصويت سيمثل أول اختبار قوة بين الشيوخ الذين يؤيدون تصحيح أوضاع جزء من ثمانية أو عشرة ملايين عامل "دون وثائق" في الولايات المتحدة وبين الشيوخ الذين يطالبون بالحد من الهجرة غير الشرعية عن طريق سن قوانين أكثر تشددا ومراقبة أكثر وأدق للحدود الأميركية.