تعددت اهتمامات الصحف الخليجية اليوم الأحد وكان من أبرز ما جاء فيها أن أميركا تتمنى هجوما من بن لادن لإنقاذ بوش من مأزقه، كما تناولت بالتعليق تفجيرات الأردن والتهديدات ضد سوريا، وكذا اختلاف وجهات النظر حول المقاومة العراقية.
مأزق سياسي
" الحزب الجمهوري أصدر مذكرة تشير إلى أن بوش يحتاج لهجوم من بن لادن ضد أميركا ليتسنى إنقاذ إدارته من مأزقها السياسي الراهن " الوطن السعودية |
في خبر لها أوردت صحيفة الوطن السعودية أن واشنطن تتداول في المرحلة الراهنة مذكرة أصدرها الحزب الجمهوري تشير إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش يحتاج إلى أن يقوم أسامة بن لادن في هذه الأيام بهجوم إرهابي ضد الولايات المتحدة ليتسنى إنقاذ الإدارة الحالية من مأزقها السياسي الراهن.
ونقلت عن صحيفة أميركية أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي أسفرت عن هزيمة الجمهوريين في فيرجينيا ونيوجرسي تعد مؤشرا لما سيحدث في الانتخابات النصفية للكونغرس العام المقبل ثم انتخابات الرئاسة بعد عامين, وأن الدلائل تشير إلى أن الحزب الجمهوري سيمنى بهزائم كاسحة في العمليتين ما لم يحدث أمر كبير من شأنه تغيير اتجاه الأمور.
وأضافت
الوطن من جانب آخر أن هناك جدلا يثور في واشنطن حول احتمال صعود نجم الإسلاميين في الشرق الأوسط إذا ما تم إجراء انتخابات في إطار الإصلاحات السياسية التي تدعو لها الولايات المتحدة.
أخطبوط الإرهاب
صحيفة البيان الإماراتية تساءلت في افتتاحيتها ما الذي يمكن أن نفعله لاجتثاث الإرهاب من جذوره؟ وذكرت أن ذلك هو السؤال الموضوعي الذي يطرحه كل من اكتوت أرضه بنيران الإرهاب الإجرامي الذي ينال من الجميع، ويعيث في الأرض قتلا وتخريبا ودمارا، وكلما قطعت له ذراع نمت له ذراع أخرى أشد فتكا كأنه أخطبوط يصعب تمزيقه والقضاء عليه.
" لا جدوى من بيانات الإدانة ما لم يتوفر عمل دولي جماعي فعال ومؤثر لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تحيل الأفراح إلى مآتم والبسمة إلى دموع وحسرة " البيان الإماراتية
|
وجاء في الصحيفة أن الكل يشجب ويدين، ولكن ما الجدوى من الإدانة أو الرفض الدولي للإرهاب من دون أن نفعل شيئا مجديا لاقتلاع جذوره من الأوطان الآمنة، وإعادة الأمن والاستقرار للبشرية التي بات شبح الإرهاب يطاردها بوحشية وبلا رحمة؟
وقالت إنه مع الأسف الشديد لا جدوى من بيانات وقرارات الإدانة ما دام لا يتوفر عمل دولي جماعي فعال ومؤثر لمواجهة تلك الظاهرة الإجرامية التي تحيل الأفراح إلى مآتم والبسمة إلى دموع وحسرة.
بديهيات
في موضوع آخر يتناول ما يجري في المنطقة، ذكر مقال بصحيفة الشرق القطرية أن ثمة بديهيات يجب تثبيتها على ضوء المستجدات التي أخذ مجلس الأمن يفرضها على سوريا ومن قبل على العراق ولبنان وفلسطين.
وتابع كاتب المقال منير شفيق أن أول هذه البديهيات هو أن مجلس الأمن ليس بكل ما يفعل يمثل الشرعية الدولية، فإذا اتخذ قرارات مخالفة لميثاق هيئة الأمم المتحدة، أو للقوانين الدولية فلا يجوز اعتباره الشرعية الدولية لأنه والحالة هذه يصادر الأسس التي تقوم عليها الشرعية.
وأضاف أن هذا المجلس لا يمثل أصلا المجتمع الدولي كما يحاول البعض اعتباره، فالمجتمع الدولي هو مجموع دول العالم أو هو الجمعية العمومية في هيئة الأمم المتحدة وليس قبضة من الدول مهما بلغت قوتها أو خلعت على نفسها اسم "الدول الكبرى".
جانب إيجابي
" الشعوب العربية لا يمكن أن تستوعب أن من يطلق عليهم "المقاومة العراقية" أفراد مجرمون، إلا إذا مست جرائم هؤلاء أبناء بلدهم بشكل مباشر " صلاح الفضلي/الرأي العام الكويتية |
أحد مقالات الرأي العام الكويتية تضمن رؤية تلفت إلى أنه على الرغم من أن إقدام جماعة الزرقاوي على قتل الموظفين المغربيين في العراق -إذا ما تمت- تعد جريمة بشعة، فإن لهذه الجريمة في الوقت ذاته جانبا إيجابيا.
وأوضح كاتب المقال صلاح الفضلي هذا الرأي بقوله "من الواضح أن الشعوب العربية لا يمكنها أن تصدق أن العمليات الإرهابية التي تقع في العراق من قبل الذين يدعون المقاومة هي في غالبيتها الساحقة جرائم تستهدف المدنيين الأبرياء، ولذا فإن هذه الشعوب لا يمكن أن تستوعب أن الذين يقومون بهذه الأعمال مجرمون، إلا إذا مست جرائم هؤلاء أبناء بلدهم بشكل مباشر".
وأضاف أن "المقاومة العراقية" هي نفسها التي كان قسم كبير من الشعوب العربية يؤيدها ويتغنى باسمها، ولكن بمجرد أن مست النار أذيال ثوبهم أصبحت هذه المقاومة "وحشية ومجرمة"، متسائلا هل يعني ذلك أن الدبلوماسيين والموظفين العرب المختطفين وضحايا تفجيرات الأردن مدنيون أبرياء، بينما المدنيون العراقيون الذين يقتلون بشكل عشوائي عملاء يستحقون القتل؟