تجاهل عربي مقابل تحرك تركي

حملت بعض الصحف اللبنانية استنكارا لعدم صدور أي رد فعل عربي رسمي أو سياسي على اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات العضوية، وتطرقت للاهتمام الأميركي بالشأن اللبناني، وحذرت من فتنة فلسطينية داخلية لمصلحة إسرائيل، وتناولت تطورات الشأن العراقي والتدخلات الأجنبية.

عدم ارتياح
استنكر ساطع نور الدين بصحيفة السفير عدم صدور أي رد فعل عربي رسمي أو سياسي على اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي قبل أيام على بدء مفاوضات العضوية، وقال إن مختلف العواصم العربية تجاهلت الأمر، وأوحت بأنه لا يهمها ولا يعنيها كأنه يجري في قارة بعيدة وفي بلد ناء، ولا يتعدى كونه حدثا عابرا لن يغير في مجرى الأوضاع العربية شيئا.

ويشير إلى أن هناك إحساسا دفينا بعدم الارتياح لذلك التحول التاريخي: اكتساب تركيا الوعد بأن تصبح يوما ما في خلال الأعوام الـ 15 المقبلة دولة أوروبية، يمثل بلا شك خيبة أمل مزدوجة من جهة لدعاة الحداثة العربية التي قامت على نقض التجربة العثمانية وتجاوزها، ومن جهة أخرى للمنادين بإحياء الخلافة الإسلامية الذين ينبعثون من جديد على جبهات القتال المتعددة مع الغرب.

ونبه لأهمية أن الاتفاق يعيد تأسيس الدولة التركية المعاصرة وتشكيل الهوية الأوروبية الراهنة، ويشكل مادة تثقيفية غنية لكل عربي يحب أن يقرأ التاريخ ويشهد كتابة فصوله المهمة.

تورط على مستوى عال
نقلت النهار تأكيدات مصادر أميركية مطلعة أن الوضع السياسي والأمني في لبنان يستأثر باهتمام يومي كبير ومتزايد لدى المسؤولين البارزين بإدارة الرئيس جورج بوش، مع اقتراب موعد صدور تقرير المحقق ديتليف ميليس باغتيال الرئيس رفيق الحريري، في ظل قلق واستياء متناميين من دور سوريا والفئات الفلسطينية واللبنانية المتعاونة معها لإحباط نتائج التحقيق، ورغبة قوية في دعم الحكومة اللبنانية في إجراءاتها السياسية والأمنية والإصلاحية.

وكررت المصادر انزعاج واشنطن من الموقف المتشدد الذي يعتمده ميشال عون وكتلته من حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وألمحت إلى أن مواقف عون هذه واحتمال تعاونه مع حزب الله، قد تؤثر سلبا على طبيعة اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين ومستوياتها، إذا كان لا يزال ينوي زيارة واشنطن قريبا.

وقالت إن واشنطن مثلها مثل بيروت والعواصم الأخرى المعنية تنتظر انتهاء المحقق ميليس الموجود بفيينا من إعداد تقريره، وسارعت للتأكيد أنها لا تعرف ما الذي سيتضمنه التقرير، وإن تكن أوساط واشنطن تتوقع تورطا سوريا في اغتيال الحريري ورفاقه، يصل لمستويات عالية.

لقب القاتل والمقتول
في الشأن الفلسطيني علق محمد السماك في المستقبل على ما حدث بين السلطة وحماس في قطاع غزة متسائلا: عندما يقتل إسرائيلي فلسطينيا يطلق على الإسرائيلي لقب القاتل وعلى الفلسطيني لقب الشهيد، ولكن عندما يقتل فلسطيني فلسطينيا أي الألقاب تطلق على القاتل وعلى القتيل؟

وقال إنه عندما يطلع الإسرائيليون على الاتهامات المتبادلة فرد فعلهم الفوري هو وقف العمليات العسكرية ضد غزة، على أمل أن تؤسس الاتهامات المتبادلة لاشتباكات متبادلة ثم إلى حرب أهلية فلسطينية، هكذا فعل الإسرائيليون في لبنان، ومن الواضح أنهم هكذا يخططون لغزة والضفة.

وينبه الكاتب إلى أن أكبر هزيمة يمكن أن يتعرض لها الفلسطينيون بعد مأساة الشتات، تكمن في استدراجهم لحرب أهلية، ففيها الانتصار الإسرائيلي الحقيقي، لذلك فإن ما هو أهم من احتلال الأرض: احتلال عقول أصحابها، وإعادة توجيه عداواتهم من العدو المحتل للأخ والصديق وشريك المعاناة، هكذا تفعل الولايات المتحدة بالعراق، فهل يتعلم الفلسطينيون الدرس ويوفرون على أنفسهم وعلى قضيتهم المزيد من الدماء والدموع؟

توقيت وأهداف محسوبة
علقت الانتقاد على تصريحات وزير الداخلية العراقية التي قال فيها "إن وجود أفراد وجماعات يمارسون نشاطات مخابراتية تجسسية أمر طبيعي لأن العراق بسبب طبيعة الأحداث والوقائع التي شهدها بات بلدا متاحا لأي طرف لأن يدخله حتى من مجاهل أفريقيا، وإن لدينا معلومات ووثائق عن اختراقات مخابراتية لدول قد لا تخطر على البال".

ولكن أيا تكن الدوافع والمبررات، تقول الصحيفة إن حملة التصعيد ألقت بظلالها الثقيلة على الوضع العراقي أكثر من الإيراني، وأوجدت مزيدا من الانقسامات والاحتقانات والتقاطعات بين أطراف مختلفة في وقت يفترض أن يظهر الجميع حرصا على تهدئة الأمور وتجنب كل نقاط التأزم والاحتقان والتصعيد.