العلاقات الخليجية الإيرانية تنطلق من الدوحة

علقت بعض الصحف الخليجية الصادرة اليوم الجمعة على زيارة وزير الخارجية الإيراني للدوحة وأهمية توقيتها، وتحدثت عن السياسة الأميركية وزيادة ميزانية الحرب على العراق تزامنا مع زيادة نسبة الفقر، كما تناولت الوضع بالعراق والموقف السوري، ودعت كل العراقيين لتحمل مسؤولياتهم.
" إيران أصبحت محط اهتمام دولي سياسي وإعلامي بسبب ملفها النووي وقرار وكالة الطاقة الذي يطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم ويمهد لإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي " الراية القطرية |
تشاور خليجي إيراني
تناولت افتتاحية الراية القطرية زيارة وزير الخارجية الإيراني للدوحة ونقله رسالة لأمير قطر من رئيس الجمهورية، وقالت إنها تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للظروف الإقليمية والعلاقات الخليجية الإيرانية، الأمر الذي يتطلب التشاور إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة.
وتضيف أنه لا شك أن التشاور بين طهران ودول مجلس التعاون أصبح أكثر إلحاحا في الآونة الأخيرة ومن هنا تكتسب الزيارة أهمية إضافية، ذلك أن إيران أصبحت مؤخرا محط اهتمام دولي سياسي وإعلامي بسبب ملفها النووي وقرار وكالة الطاقة الذرية الذي يطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم ويمهد لإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي.
كما تشير الصحيفة إلى أن اسم إيران أصبح يتردد كثيرا فيما يتعلق بالوضع المتوتر بالعراق واتهامات بعض الأطراف والدول لطهران بالتدخل في شؤون العراق الداخلية، علي أن الموقف القطري واضح تماما إزاء هذين الملفين، ونعتقد أن أفضل سبيل لحل هذه الإشكالات هو اللجوء للحوار والتفاوض واعتماد الصراحة عبر الطرق الدبلوماسية.
فاقد الشيء لا يعطيه
ذكرت افتتاحية الخليج الإماراتية أن الإحصاءات الأميركية الأخيرة تؤكد أن عدد الفقراء ازداد في البلاد العام الماضي بمقدار 1.1 مليون شخص حتى بلغ 37 مليونا يقبعون تحت خط الفقر، ولم تعد هذه الأرقام تثير الدهشة لدى الكثير من الناس بالعالم بعد ما شاهدوا على شاشات التلفزة مظاهر الفقر المحزنة في نيو أورليانز بعد إعصار كاترينا.
وتلفت إلى أنه في الوقت الذي ما زالت تصل فيه المساعدات من بلدان العالم الثالث لضحايا الإعصار، يقترح الجمهوريون بالكونغرس تخفيض برامج الغذاء للفقراء بمقدار 574 مليون دولار، وبرامج حماية البيئة بمقدار مليار دولار، وتقدموا بهذا الاقتراح وهم يوقعون على قانون بزيادة مخصصات الحرب ضد العراق بعشرات المليارات من الدولارات.
وتخلص الصحيفة إلى أنه بالنظر للصورة التي تكونها هذه الأرقام المتباعدة في أمكنتها المتطابقة في أزمنتها، تبدو عبثية إستراتيجية المتطرفين في واشنطن، فهي لا تعدو أن تكون إفقارا للناس في بلدهم من أجل إفقار أهل بلد بعيد عنهم.
أماكن القادة وأدوارهم
قال الجنرال مارك كيميت نائب قائد المنطقة العسكرية الأميركية الوسطى لصحيفة الرأي العام الكويتية إن واشنطن أطلعت السوريين على معلومات لديها عن عمليات التسلل عبر الحدود "وزودناهم بأسماء القادة البعثيين السابقين كما زودناهم بمعلومات حول أماكن إقامتهم بسوريا، وعن مدى انخراط كل واحد منهم في تقديم الدعم للمتمردين بالعراق".
وتمنى "أن يقر السوريون بأننا زودناهم بتلك المعلومات في الماضي وبأن يتخذوا الإجراءات الضرورية ضد الأشخاص المعنيين" ورفض كيميت مقولة أن يكون حل الجيش العراقي بعد احتلال العراق خطأ إستراتيجيا، فذلك الجيش في رأيه كان أداة طيعة في يد صدام, وكان هو الذي قام برش غازات كيمياوية سامة على مدينة حلبجة وسعى لتنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد الشيعة جنوب العراق.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الجيش الذي يجري تشكيله الآن يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ويعتمد على المبادئ الديمقراطية، وأن معظم أعضاء الجيش الحالي كانوا أيضا أعضاء بالجيش السابق "لكننا اخترناهم بعدما تأكدنا من أن أيديهم ليست ملطخة بدماء الأبرياء ومن أنهم على استعداد لتكريس ولائهم للديمقراطية".
" صُناع القرار بالعراق فشلوا في إخراج هذا البلد الذي مزقته الحروب من التفرقة والفوضى والانفلات الأمني والدخول في حرب أهلية " عكاظ السعودية |
المأساة في العراق
في الشأن العراقي أيضا قالت افتتاحية عكاظ السعودية إنه أصبح واضحا للعيان أن صناع القرار بالعراق، فشلوا في إخراج هذا البلد الذي مزقته الحروب من التفرقة والفوضى والانفلات الأمني والدخول في حرب أهلية.
وترى الصحيفة أنه ضمن أسباب هذا الفشل عدم وجود توافق في آراء مراكز القوى المذهبية والطائفية حول المستقبل، إلى جانب محاولة كل جهة داخل النسيج العراقي من الاستئثار بالقرار، ووضع مصالحها في الاعتبار وتجاهل مطالب الآخرين بل محاولة إفشالهم، إضافة للتنازع داخل مؤسسة الحكم سواء بين مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء، وتبادل الاتهامات حول محاولة كل مؤسسة الاستئثار بالقرار, وتجاهل مطالب فئة هامة ورئيسة بالمجتمع العراقي وهي طائفة العرب السُنة, ومحاولة طمس هويتها بعد الانتقام منها.
وتضيف أن السبب الجوهري في هذا الفشل هو وجود قوات الاحتلال الأميركي التي تقف صامتة، وتحاول هي الأخرى إخفاء فشلها في السيطرة على الوضع الأمني، وفي نفس الوقت فرض إملاءاتها على القرار العراقي بشقيه السياسي والعسكري.
ولكي يعود العراق لمحيطه العربي ويمارس دوره الطبيعي كدولة مؤسسة بالجامعة العربية، تدعو عكاظ العراقيين لأن يتحملوا مسؤولياتهم ويضعوا خلافاتهم جانبا، وأن يتوجهوا بقلوبهم وعقولهم نحو تحقيق هدف هم أنفسهم في حاجة ماسة لتحقيقه.