مطلوب الخروج من المأزق الفلسطيني

ركزت الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الثلاثاء على تبعات الاشتباكات الأخيرة بقطاع غزة بين عناصر من حركة حماس والشرطة الفلسطينية والتي أوقعت ثلاثة قتلى و50 جريحا، مؤكدة أن الجماعات المسلحة كثيرة وأن المطلوب هو البدء في حوار فوري لوضع آلية عمل مشتركة بين الجميع والخروج من المأزق الحالي.
" المحصلة النهائية لكل الأحداث الأخيرة في غزة هي إضعاف الموقف الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا " حافظ البرغوثي/الحياة الجديدة |
إضعاف الموقف
تحت عنوان "استعراض" رأى رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي أن المحصلة النهائية لكل الأحداث الأخيرة في غزة هي إضعاف الموقف الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
وأضاف أن الفلسطينيين لم يلمسوا "توحيدا حقيقيا لأجهزة الأمن وكل ما قيل هو مجرد عبارات غير مجسدة على الأرض"، مضيفا أن الطريق أمام السلطة لإثبات وجودها ما زالت طويلة لأن استفزازات بعض عناصر حماس ليست الوحيدة بل إن الجماعات التي ترفض سيادة القانون كثيرة وكان يجب منذ فترة أن تمارس السلطة سلطتها على الأرض.
مبادئ أساسية
في السياق ذاته رأت صحيفة القدس في افتتاحيتها أنه مع تصاعد مخاطر الاقتتال الداخلي باتت الحاجة ملحة لاتفاق السلطة وفصائل المعارضة الإسلامية وخصوصا حماس حول مبادئ أساسية لإزالة أسباب الخلاف وتفادي أحداث مأساوية محظورة.
وأضاف تحت عنوان "مبادئ لا بد من الالتقاء حولها" أن المبدأ الأول هو تجنب الاحتكام للسلاح لحسم المنازعات أيا كان حجمها، والثاني أن هناك سلطة حكومية واحدة هي التي خولها الشعب صلاحية التشريع والتنفيذ وفرض القانون.
أما المبدأ الثالث الذي يتعين الالتفاف حوله فقالت الصحيفة هو منع الازدواجية في الولاء الوطني لأن فلسطين بلد واحد ينتمي إليه الشعب الفلسطيني.
أفق سياسي
في تعليقه على الأحداث الأخيرة أكد المحلل السياسي هاني المصري بصحيفة الأيام أن الأزمة الحالية تعود في جذورها لاستمرار التعددية في السلطات والإستراتيجيات ومصادر القرار التي عززت ظاهرة الفوضى والانفلات الأمني.
وأضاف في مقاله تحت عنوان "أحداث غزة تطرح معادلة التوفيق بين وحدانية السلطة وسلاح المقاومة"، كان المتوقع أن تتفاقم الأزمة الداخلية بعد الانسحاب من غزة لأنه سيحدث فراغ ستسعى قوى الواقع لملأه.
ورأى أن أي محاولة لسحب سلاح المقاومة خصوصا في الوقت الذي يغض فيه النظر عن سلاح الفوضى والانفلات الأمني الذي هو مثل السوس ينخر بالبيت الفلسطيني ستؤدي لاقتتال داخلي وحرب أهلية.
وشدد على أن الحفاظ على سلاح المقاومة لا يتعارض مع ضرورة تنظيمه وضبطه والقرار الوطني، ولا مع أهمية إنهاء المظاهر المسلحة وعسكرة المجتمع الفلسطيني، منتهيا للتأكيد أنه بدون وجود أفق سياسي قادر على إنهاء الاحتلال ستفسر أي محاولة من السلطة لجمع سلاح المقاومة باعتبارها خضوعا لإملاءات إسرائيل.
جرس إنذار
" من الضروري البحث في كيفية إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني برمته بعد أن أشار المراقبون إلى أن الاشتباك الذي حدث نجم عن ازدواجية السلطة " أبو سرية/الأيام |
من جهته رأى الكاتب رجب أبو سرية في الأيام أيضا تحت عنوان "الأحد الدامي: جرس إنذار أخير"، أن أقل ما يمكن أن يقال حول الاشتباكات بأنها تمثل صدمة تشبه الصعقة الكهربائية.
وشدد على أنه من الضروري أن تبحث كل الأوساط المعنية بحقيقة الواقع الداخلي الفلسطيني في الجذور والأسباب العميقة لهذه الأجواء المتلبدة خاصة بالقطاع بعد فك ارتباطه مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أنه "من الضروري البحث في كيفية إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني برمته بعد أن أشار المراقبون إلى أن الاشتباك الذي حدث نجم عن ازدواجية السلطة".
أزمة الحكومة
في تحليل إخباري رأت الأيام أن المجلس التشريعي بتعليقه حجب الثقة عن الحكومة قفز عن البند الأول في القانون الأساسي في المادة المتعلقة بإجراءات حجب الثقة عن الحكومة والتي تتضمن التصويت على حجب الثقة ليقرر مطالبة الرئيس بتكليف شخصية جديدة أو إعادة تكليف رئيس الوزراء نفسه بتشكيلها خلال أسبوعين.
وأضافت أن المجلس التشريعي صوت بالأغلبية لهذا الإجراء غير المسبوق والذي قد يبدو مستحيل التنفيذ، مشيرة إلى أنه أمام ما قام به المجلس من قفز على القانون لم تجد الحكومة من يدافع عنها خلال جلسة المجلس.
" كل ما يعترضنا اليوم هو نتاج تراكم هائل من الأخطاء والخطايا، والمعالجة ليست أمنية بحتة وليست الأسماء إنما في الوسائل التي تتعدد وتتشعب " عدلي صادق/الحياة الجديدة |
المصيبة أكبر
في الشأن نفسه رأى الكاتب عدلي صادق تحت عنوان "المصيبة أكبر من أية حكومة" بالحياة الجديدة أنه مخطئ من يظن أن معضلة الانفلات الأمني تكمن في الحكومة أو في وزارة الداخلية.
وأضاف أن تغيير الحكومة ومعها وزير الداخلية وبقاء المعادلات الصغيرة والكبيرة على الأرض مع معادلات الكواليس في ظل غياب تغيير حقيقي في العلاقات الداخلية وفي علاقات السلطة التنفيذية بمهام الإصلاح، فإن الأمور ستعود لسيرتها الأولى.
وقال إن كل ما يعترضنا اليوم هو نتاج تراكم هائل من الأخطاء والخطايا، وإن المعالجة ليست أمنية بحتة وليست الأسماء إنما في الوسائل التي تتعدد وتتشعب.
وحث جميع الأطراف على البدء في حوارات ليست مقتصرة على تطويق هذه الأحداث أو تلك وإنما بحوارات تشمل كل شيء لتوحيد الرؤى ولتكريس الشراكة في المسؤولية.
ــــــــــ
مراسل الجزيرة نت