الضحية تتحول إلى متهم

أيقونة الصحافة الفلسطينية

عوض الرجوب-الضفة الغربية

تحدثت الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الاثنين بإسهاب عن تغير الموازين في التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، حيث تتحول الضحية إلى موضع اتهام، منتقدة الصمت المطبق تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني, وتطرقت أيضا إلى أهمية وجود مرجعية موحدة، وقضايا أخرى.


"
هل تحول الفلسطيني صاحب الأرض والضحية والقتيل والمسجون والمشرد إلى موضع الاتهام بينما الجلاد هو الضحية؟
"
حافظ البرغوثي/الحياة الجديدة

عالم غريب
تحدث الكاتب حافظ البرغوثي في الحياة الجديدة عن قرار اللجنة الرباعية بطرد حركة الجهاد الإسلامي من سوريا والاتهامات الموجهة إلى السلطة ومحمود عباس، فكتب تحت عنوان "عالم غريب" يقول: "غريب أمر هذا العالم فهو لا يطالب مثلا بتفكيك حاجز أو مستوطنة ولا يطالب بطرد المستوطنين أو تفكيك الجدار، ولا يدعو لاستبدال جنرالات القتل والدمار، ولا يجرؤ أحد على أن يقول إن الجيل الإسرائيلي غير مؤهل للسلام لأنه جيل يتحكم فيه هوس الاستيطان".

وتساءل: "هل تحول الفلسطيني صاحب الأرض والضحية والقتيل والمسجون والمشرد إلى موضع الاتهام بينما الجلاد هو الضحية؟"، منتهيا إلى مطالبة الرباعية بتغيير سياستها وبأن تعترف بالشرعية الدولية وأن تدين الاحتلال وإجراءاته بدلا من إدانة الضحية.


أكاذيب إسرائيلية
من جهته رأى الكاتب أشرف العجرمي في الأيام أن الساسة الإسرائيليين لم يغادروا بعد الأكذوبة التي أطلقها رئيس الحكومة السابق إيهود باراك تعقيباً على فشل محادثات كامب ديفد، وهي عدم وجود شريك فلسطيني، مؤكدا أنهم "كذبوا الكذبة وروجوها حتى أصبحت ثقافة إسرائيلية راسخة".

وأضاف العجرمي تحت عنوان "إسرائيل: أكاذيب لتكريس سياسة الإرهاب" أنه مع تدمير البنية التحتية للسلطة والتركيز بصورة خاصة على تفتيت الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإضعافها إلى أبعد مدى، تزايدت المطالبات الإسرائيلية بأن تقوم السلطة بواجباتها.

وأوضح الكاتب أن التصريحات والأقاويل بشأن عدم وجود شريك عادة ما تسبق تصعيداً عدوانياً ضد هذا الشريك، متوقعا أن إسرائيل ستواصل سياستها الإرهابية على مختلف المستويات.

"
سندفع ثمنا باهظا لغياب المرجعية الوطنية التي تمثل الجميع وتلزم الجميع، وكلما تأخر وصولنا إلى هذه المرجعية ستتقدم نحونا الأخطار لتزيد من إرباكنا وتمزيق صفنا
"
الكاشف/الحياة الجديدة

الثمن الباهظ
من جهته اعتبر حسن الكاشف في الحياة الجديدة تحت عنوان "تعدد القيادات وخطر غياب القيادة" أن الساحة الوطنية الفلسطينية لن تستطيع تجاهل خطورة وتأثيرات قرار وأوامر اللجنة الرباعية بطرد حركة الجهاد الإسلامية من الأراضي السورية.

وأضاف أن "القرار في جوهره الأساس حكم دولي على حركة الجهاد الإسلامي بعدم الشرعية، ولن يمر وقت طويل حتى نجد أنفسنا أمام إشكالات وتحديات إخراج الرباعية لحركة الجهاد من دائرة الشرعية وتحريم وجودها والتعامل معها".

ويؤكد الكاتب أن "استهداف الرباعية الملتقي مع الاستهداف الإسرائيلي لن يتوقف عند حركة الجهاد الإسلامي، بل إن قائمة المستهدفين أطول من سطر واحد في صفحة بيضاء وهذه أخطار وتحديات قادمة، علينا الاستعداد لمواجهتها".

وانتهى الكاتب إلى القول: "سندفع ثمنا باهظا لغياب المرجعية الوطنية التي تمثل الجميع وتلزم الجميع، وكلما تأخر وصولنا إلى هذه المرجعية ستتقدم نحونا الأخطار لتزيد من إرباكنا وتمزيق صفنا".

إعادة البناء
في السياق نفسه تحت عنوان "مقومات إعادة بناء السياسة" يجزم الكاتب طلال عوكل في صحيفة الأيام بأن الفارق في المواقف النظرية بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أو روسيا، أو الأمم المتحدة، لم يعد ينطوي على أي قيمة فعلية.

وأضاف أن على الفلسطينيين مراجعة خطابهم السياسي "باتجاه نبذ كل الكلمات والمصطلحات التي تشير إلى ضعفنا، وشعورنا بالمذلة"، معتبرا "ما تبقى من اهتمام الرباعية، ومن الزيارات والتصريحات، هو لمنح شارون الوقت لفرض آلياته، وسلامه أحادي الجانب".

وخلص إلى التأكيد على أن "شارون يلعب لعبة البيضة والدجاجة، بمعنى السياسة الدائرية التي لا مخرج للفلسطينيين منها حسب المعطيات الإسرائيلية، فالمقاومة إرهاب، وممنوع رفع الصوت بالشكوى لأن ذلك يعتبر تحريضا، والسلطة عاجزة وليست شريكا إلا إذا قامت بتدمير القلعة الفلسطينية من داخلها".

"
الوقت قد حان كي يبادر القادة إلى عقد قمة طارئة تخصص لبحث الأوضاع في فلسطين وتتعامل بشكل جاد مع التحديات التي يفرضها الاحتلال
"
القدس

لماذا الصمت؟
من جهتها قالت صحيفة القدس في افتتاحيتها تحت عنوان "لماذا هذا الصمت العربي والدولي؟!" إن العدوان الإسرائيلي الجديد يطرح تساؤلات عدة فلسطينيا وعربيا ودوليا، خاصة وأنه يعني تصعيد التوتر، وإعادة العجلة للوراء وسد الطريق أمام أي محاولة لاستئناف المسيرة السلمية.

وطالبت الصحيفة القادة العرب بتحمل مسؤلياتهم تجاه ما يجري، مشيرة إلى أن "الوقت قد حان كي يبادر القادة إلى عقد قمة طارئة تخصص لبحث الأوضاع في فلسطين وتتعامل بشكل جاد مع التحديات التي يفرضها الاحتلال".

وعلى المستوى الدولي أعربت الصحيفة عن استغرابها لقيام اللجنة الرباعية الدولية بإيلاء اهتمام واتخاذ مواقف جادة في قضايا أقل سخونة أو خطورة من القضية الفلسطينية، في حين أنها تغض الطرف عما ترتكبه إسرائيل وتتجاهل مخاطر الانفجار القادم جراء التصعيد الإسرائيلي.

انتخابات فتح
في سياق مختلف أفادت صحيفة القدس أن الرئيس محمود عباس أصدر مرسوما يحظر بموجبه على قادة وضباط وعناصر الأجهزة الأمنية ترشيح أنفسهم للانتخابات الداخلية في حركة فتح وهم على رأس عملهم.

وأوضحت أنه بموجب هذا المرسوم فإن ترشح أي منهم لمناصب يتطلب منهم أن يقدموا استقالاتهم أولا، مشيرة إلى أن هذا الإجراء جديد على تنظيم فتح، الذي نجح دائما في الجمع بين العمل الأمني والسياسي لأعضائه في بوتقة واحدة داخل الحركة.
__________________
مراسل الجزيرة نت

إعلان
المصدر : الصحافة الفلسطينية

إعلان