النبض الصامت المشؤوم للحرب على العراق

اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الأربعاء بالوضع في العراق, فاعتبرت إحداها أن تصاعد عدد قتلى المدنيين العراقيين هو النبض الصامت المشؤوم للحرب, وتناولت أخرى الرؤيا الكردية للعراق, بينما تساءلت ثالثة عن ما إذا كانت السعودية صديقة أم عدوة لأميركا.
" إذا كان ألفا جندي أميركي قد قتلوا في العراق منذ بداية الغزو 2003 فإن أكثر التقديرات تحفظا تشير إلى أن عدد القتلى بين المدنيين العراقيين منذ تلك اللحظة اقترب من ثلاثين ألف قتيل " نيويورك تايمز |
مصائب العراق
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن عدد الضحايا بين الجنود الأميركيين بدأ في التزايد قبل سنة ونصف من الآن, مشيرة إلى أن كل التطورات السياسية والخطط العسكرية التي تبعت ذلك أخفقت في التقليل من الوتيرة المتزايدة لذلك العدد بين الجنود الأميركيين.
ولاحظت الصحيفة أن سبب موت أغلب الضحايا هو الألغام وليس الصواريخ أو الطلقات النارية, كما لاحظت تزايدا كبيرا في عدد القتلى بين قوات الحرس الوطني وقوات الاحتياط مقارنة بما كانت عليه الحال السنة الماضية.
وذكرت أن متوسط عدد القتلى بين الجنود الأميركيين في العراق هو 17 أسبوعيا, كما جرح 15 ألفا, نصفهم عاهته شديدة بحيث لن يستطيع العودة للخدمة, مشيرة إلى أن هؤلاء الضحايا ينحدرون من 1400 مدينة وقرية عبر الولايات المتحدة.
أما صحيفة نيويورك تايمز فاعتبرت أن العدد المتزايد للقتلى المدنيين العراقيين هو النبض الصامت المشؤوم للحرب هناك.
وقالت الصحيفة إنه إذا كان ألفا جندي أميركي قد قتلوا في العراق منذ بداية الغزو 2003 فإن أكثر التقديرات تحفظا تشير إلى أن عدد القتلى بين المدنيين العراقيين منذ تلك اللحظة اقترب من ثلاثين ألف قتيل, كما قتل ما لا يقل عن 2150 جنديا وشرطيا عراقيا في ما مضى من هذه السنة.
وتحت عنوان "الطريق أمام العراق" امتدحت نفس الصحيفة في افتتاحيتها الزعماء السياسيين للطائفة السنية في العراق لحملهم مجتمعهم على العودة من جديد للمسلسل السياسي, مشيرة إلى أن ذلك قد لا يكون له تأثير فوري على العنف, لكن تزايد قوة صوت السنة في مجريات السياسة العراقية سيكون له دور كبير في تجنيب هذا البلد ويلات حرب أهلية شاملة.
وبدورها أوردت صحيفة يو إس إيه توداي نتائج استطلاع للرأي أجرته بالتعاون مع CNN و معهد غالوب أظهر أن مزاج الأميركيين باتجاه رئيسهم جورج بوش معكرا, إذ قال 57% من الذين استطلعت آراؤهم إن الحرب على العراق تدار بطريقة سيئة, كما قال 55% منهم إنهم سيختارون أي مرشح ديمقراطي لو تنافس في انتخابات رئاسية اليوم مع بوش.
" رغم التنازلات التي قدمها الأكراد من أجل التسويات السياسية في العراق ورغم تشجيعهم الأطراف الأخرى على المرونة والوفاق فإن هناك من يذمهم بأنهم "انفصاليون يحاولون الحصول على أكثر مما يستحقون " البرزاني/واشنطن بوست |
الرؤية الكردية للعراق
تحت هذا العنوان كتب مسعود البرازاني رئيس كردستان العراق تعليقا في صحيفة واشنطن بوست قال فيه إن التطورات الأخيرة التي عرفها العراق في مسيرته إلى الديمقراطية لم تكن لترى النور لولا عملية تحرير العراق التي قادتها أميركا, مشيرا إلى أن قوات البشمركة الكردستانية كانت أهم حليف لأميركا في حملتها العسكرية تلك.
وذكر البرزاني أنه رغم التنازلات التي قدمها الأكراد من أجل التسويات السياسية في العراق ورغم تشجيعهم الأطراف الأخرى على المرونة والوفاق إلا أن هناك من يذمهم ويصفهم بأنهم "انفصاليون يحاولون الحصول على أكثر مما يستحقون".
وقال البرزاني إن سبب هذه الادعاءات ليس سوى الاعتقاد السائد بأن ما يصبو إليه الأكراد هو الاستقلال التام وكذلك الغلو السياسي الذي يعرف الشرق الأوسط بأنه متجانس, مع رفض الاعتراف بالتعدد الدفين.
وأشار البرزاني إلى أن الأكراد وعكس ما يشاع عنهم واقعيون ومعتدلون, مضيفا أنهم يعلمون أن لهم حقوق لكنهم يدركون أيضا أن عليهم مسؤوليات.
وقال إن الأكراد لم يكونوا ملزمين بإعادة كردستان منطقة من العراق, فأميركا لم تطالب كوسوفو مثلا بالانضمام إلى صربيا.
" أميركا لا يمكن أن تظل تتجاهل الخطر القادم إليها من السعودية " غفنير/واشنطن تايمز |
أعداؤنا السعوديون
تحت هذا العنوان كتب فرانك غفنير تعليقا في صحيفة واشنطن تايمز إن اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي أرجأت نقاشات كانت ستبدأها بشأن موقف السعودية من الحرب التي تشن من "أجل عالم حر".
وذكر المعلق أن سبب أهمية هذه المسألة هو تضاعف دخل السعودية من صادراتها النفطية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني2001, إذ بلغ دخلها نصف مليار دولار يوميا, محذرا من أن أي جزء ولو بسيط من هذا المبلغ يسقط في يد "الفاشيين الإسلاميين" سيعرض أميركا لخطر أكبر مما تتعرض له الآن.
وقال المعلق إن ما يثير هذه المخاوف هو أن السعودية هي منبع "الإسلام الفاشي", بل كما قال بوغو "لقد عرفنا العدو وهو السعودية".
وبعد أن ذكر المعلق بعض ما قال إن الباحثين كانوا سيقدمونه للجنة الكونغرس تلك, قال إن أميركا لا يمكن أن تظل تتجاهل الخطر القادم إليها من السعودية.
وحث غفنير الإدارة الأميركية على البحث بجد عن بدائل للنفط السعودي, قائلا إنه ما دام السعوديون في الجانب المخطئ لهذه الحرب فإن على الأميركيين أن يتعاملوا معهم حسب ذلك.