العراق ووحش الفتنة

تركز اهتمام الصحف الخليجية اليوم الأحد على العراق ووحش الفتنة الذي يطل عليه، وقد علق بعضها على الإرهاب الذي أطل من جديد في بالي، وعلى إطلاق سراح بعض السجناء في العراق، وعلقت إحداها على الوضع في لبنان في انتظار تقرير ميليس.
" أعمال العنف هي ما يشكل خطرا على مستقبل العراق لا الدستور المقترح الذي هو في نهاية الأمر نص قابل للنقاش والتغيير والتعديل، في حين أن ما يسببه العنف وعمليات التفجير سيكون من الصعب إصلاحه أو تعديله أو تغييره " الوطن القطرية |
المقتلة الكبرى
قالت الخليج الإماراتية إن محاولات زرع الفتنة الطائفية والمذهبية لإشعال الحرب الأهلية بالعراق المحتل بات واضحاً أنها لن تهدأ أو تتوقف، وإن الذين يصبّون الزيت على النار من أصحاب الأهداف والمشاريع المشبوهة لن تفتر همتهم حتى يحولوا كل أرض العراق إلى مقتلة كبرى ضحاياها مدنيون من كل الطوائف والملل والمواقع الاجتماعية.
وأضافت أنه أيا ما تكون الجهة التي تخطط أو تنفذ سواء كانت الاحتلال أو غيره -في إشارة إلى إسرائيل- فإن نتائج فعلها الآثم تصب في مجرى واحد، هو الحرب الأهلية التي تؤدي إلى تقسيم العراق وتفتيته وتحويله إلى دويلات مذهبية.
ولأن العراقيين سنة وشيعة وأكراداً وتركمانا وآشوريين يعرفون ذلك -بحسب الصحيفة- فإنهم متوحدون ضد هذا الوحش الذي يستهدفهم والذي يحمل أسماء متعددة، لكن هويته واحدة هي عدو العراق.
ولأن هذا هو واقع الحال ولا بد من مواجهة الأمر الواقع، تطالب الصحيفة الشعب العراقي وقياداته وخصوصاً الدينية بأن تكون على درجة عالية من الوعي للحذر من ارتكاب أي خطأ فيه خروج على الوحدة الوطنية الإسلامية، لأن ذلك يعني الوقوع في المحظور الذي ينتظره المتربصون بالعراق.
وفي نفس الموضوع قالت الوطن القطرية إن أعمال العنف في العراق تبدو دون نهاية، وإنها بدأت تأخذ طابعا شرسا للغاية ينذر بأوخم العواقب ما لم يدرك العراقيون أن ما يحدث سوف يترك الكثير من الآثار السلبية على وحدة بلدهم وأمنه واستقراره.
ونبهت إلى أن أعمال العنف هي ما يشكل خطرا على مستقبل العراق لا الدستور المقترح الذي هو في نهاية الأمر نص قابل للنقاش والتغيير والتعديل، في حين أن ما يسببه العنف وعمليات التفجير سيكون من الصعب إصلاحه أو تعديله أو تغييره.
" خيار المواجهة الأمنية مع الإرهاب بحاجة إلى مراجعة شاملة، والإستراتيجية المتبعة حاليا في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة باتت مشكلة عميقة تزيد من تفاقم الظاهرة أكثر من كونها مدخلا لحلها " الشرق |
الحرب على الإرهاب
في رأيها اليومي قالت الشرق القطرية إنه منذ إعلان بدء الحرب الشاملة على الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، لا يبدو في الأفق حتى الآن ما يشير إلى أن هذه الحملة العالمية التي تشارك فيها معظم الدول وتقودها أقوى دولة في العالم قد حققت هدفها بالقضاء على هذه الظاهرة.
فها هو الإرهاب -تضيف الصحيفة- يضرب مرة أخرى جزيرة بالي الإندونيسية ليخلف عشرات القتلى والجرحى، رغم التصريحات الأخيرة المتفائلة بأن الإجراءات الأمنية والملاحقات المستمرة منذ اعتداء بالي الأولى قد قضت على الإرهابيين.
وفي ظل هذه الحقائق والأجواء، ترى الشرق أن خيار المواجهة الأمنية مع الإرهاب بحاجة إلى مراجعة شاملة، كما أن الإستراتيجية المتبعة حاليا في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة باتت مشكلة عميقة تزيد من تفاقمها أكثر من كونها مدخلا لحلها.
وخلصت الصحيفة إلى أن الدعوة التي أطلقها خبراء وباحثون بينهم أميركيون قبل أيام باللجوء إلى خيار الحوار والتفاوض مع الجماعات المتطرفة، باعتبار أن هذه الجماعات تطرح قضايا سياسية أكثر من كونها قضايا دينية.. هي دعوة تستحق أن يُصغى إليها.
" لا نفهم هذا النوع من الهدايا عندما تأتي قوات أميركية وتعتقل الرجال ويخضعون للتعذيب لأشهر طويلة لا أحد يسأل عنهم ولا شبهة ضدهم، ثم يأتي إطلاق سراحهم بمثابة الهدية الكبرى التي يقدمها الأميركيون إلى الشعب العراقي " الزبيدي/الوطن العمانية |
هدية أميركية للعراقيين
وفي الشأن العراقي أيضا، علق وليد الزبيدى بصحيفة الوطن العمانية على ما وصفه مطلق الجبوري نائب رئيس الوزراء العراقي من أن إطلاق سراح المعتقلين العراقيين هو هدية من الأميركيين إلى العراقيين بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، فقال "إنها مسألة في غاية الخطورة أن يصل الأمر بالمسؤول العراقي إلى الاقتناع التام بأن خروج ابن البلد من معتقلات الاحتلال يمثل هدية يقدمها جيش الاحتلال لأبناء البلد".
وأضاف "أنا ومعي جميع العراقيين لا نفهم هذا النوع من الهدايا، عندما تأتي قوات أميركية وتحطم الأبواب وتعتقل الرجال وتطرحهم أرضاً ويخضعون للتعذيب لأشهر طويلة ثم يرمون في الزنزانات لا أحد يسأل عنهم ولا شبهة ضدهم، ثم يأتي إطلاق سراحهم بمثابة الهدية الكبرى التي يقدمها الأميركيون إلى الشعب العراقي".
وأبدى تهكمه "لا أدري إذا تبرع الجبوري بتلميع صورة الأميركيين، وربما نسمع عن مشاركتهم إيانا صيام شهر رمضان، وقد يفرشون موائد الإفطار للمسلمين في العراق".
بداية خيط كشف الإرهابيين
قالت الوطن السعودية إن إفشال محاولة تفخيخ سيارة أحد القضاة اللبنانيين أمس بإحدى القرى المسيحية ربما يكون أول خيوط الكشف عن الإرهابيين الذين يعيثون فسادا في المناطق اللبنانية, إذا ما سمحت الظروف باعتقالهم.
وأوضحت أن اللبنانيين كالإخوة العرب في كل مكان ينتظرون نتائج تحقيقات المحقق الدولي دتيليف ميليس يوم 21 الجاري من أجل الخروج من دائرة شد الأعصاب وفضح المجرمين الذين قضوا على حلم لبنان باغتيال الحريري، مشيرة إلى أنه حتى ذلك التاريخ سيبقى لبنان مهددا بالكثير من الهزات الأمنية إذا لم تحسم السلطة التنفيذية أمرها وتضرب المتآمرين ضد أمن المواطن بيد من حديد.
وانتهت الصحيفة إلى أن هذا لن يتم إلا من خلال طمأنة المواطن عبر التعيينات الأمنية التي طال انتظارها وكذلك عبر عودة بعض السياسيين من الخارج بعد تهديدات مجهولة بقتلهم، مؤكدة أن الطمأنينة التي يريدها اللبنانيون لأمنهم الشخصي لا تقل عن مطالبتهم بالطمأنينة الوطنية.