تساؤلات تشكك في العدالة ببغداد

انصب اهتمام الصحف البريطانية اليوم الأربعاء على محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسط تساؤلات عدة تحوم حول شرعية المحاكمة على أيدي محكمة أعدتها الولايات المتحدة مسبقا، كما تطرقت إلى أزمة التجنيد في الجيش البريطاني بسبب العراق.
" كانت محاكمة صدام ستكتسب شرعية لو أنه خضع لمحاكمة جرائم دولية شبيهة بتلك الخاصة بيوغسلافيا السابقة " ذي غارديان |
محاكمة صدام
تحت عنوان "العدالة في بغداد" قالت صحيفة ذي غارديان في افتتاحيتها التي خصصتها للحديث عن محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين إنها لحظة غاية في الأهمية في تاريخ العراق.
وأضافت أن ثمة مخاوف تشوب تلك المحاكمة، أهمها أنها كانت ستكتسب شرعية لو أن صدام خضع لمحاكمة جرائم دولية شبيهة بتلك الخاصة بيوغسلافيا السابقة.
كما أشارت إلى أن إجراءات المحاكمة عبارة عن مزيج من القوانين العراقية والدولية، مضيفة أن المحاكمة أعدت تحت رعاية أميركية قبل تأسيس الحكومة العراقية، فضلا عن الإرجاء في توفير محام له.
ونوهت بأهمية أن يرى ويسمع العراقيون والعالم العربي محاكمة صدام وأعوانه، وتحميله مسؤولية الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه والآخرين، لافتة إلى ضرورة المراقبة الدولية لهذه المحاكمة حتى يتم إحقاق الحق والعدالة.
ومن جانبها اعتبرت صحيفة ديلي تلغراف أن المحاكمة تمثل تذكيرا للعالم بأن الإنسانية ستتخلص من أكثر طغاتها سوءا.
ولكنها تساءلت عن كيفية تعامل حكام العراق الجدد مع تلك المحاكمة، وعما إن كانت ستسهم في عملية بناء الشعب الواحد أم أنها فقط ستزيد من التوتر السياسي والطائفي.
وتساءلت أيضا الصحيفة عن مدى صلاحية الحكومة المؤقتة التي مازلت تحميها بنادق الأميركيين، في النظر في مثل تلك القضية، مضيفة أنها ستكون في حال أفضل لو أنها كانت في ظل البرلمان الجديد.
توقيت مقصود
وبدورها قالت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها أيضا إنه من الصعوبة بمكان رؤية كيف سيتمكن العراق من التخلص من ماضيه القريب، قبل أن يتحدد مصير دكتاتوره السابق.
وأشارت إلى أنه تم اختيار توقيتها بعناية إذ إنه يذكر بسوء النظام السابق في وقت تشهد فيه البلاد نتائج الاستفتاء على الدستور.
" لا بد من أن تكشف المحاكمة عن القوى الخارجية -من سياسيين ودبلوماسيين ورجال أعمال وغيرهم- التي ساهمت وعززت فساد نظام صدام المجرم " طاهري/تايمز |
وفي هذا الإطار أيضا كتب عامر طاهري تعليقا في صحيفة تايمز يطالب فيه السلطات العراقية بأن توضح في بداية المحاكمة أن قضية الدجيل ينبغي أن تكون واحدة ضمن سلسلة من الجرائم التي ارتكبها صدام حسين.
وأضاف أن على العراق المحرر أن يظهر أن الأمور اختلفت الآن في ظل نظام الديمقراطية الجديد، داعيا إلى عدم الهرولة نحو إرسال صدام إلى حبل المشنقة.
كما دعا إلى ضرورة أن تكشف المحاكمة عن القوى الخارجية -من سياسيين ودبلوماسيين ورجال أعمال وغيرهم-التي ساهمت وعززت فساد النظام المجرم، حسب تعبيره.
أزمة تجنيد
ذكرت صحيفة ذي غارديان أن الجيش البريطاني يواجه أزمة في التجنيد بسبب عملياته في العراق، وفقا لضباط رفيعي المستوى في الجيش.
وقالت إن النقص في إجمالي عدد الجنود ارتفع إلى أكثر من 300% هذا العام وفقا لآخر أرقام صدرت عن وزارة الدفاع.
ونقلت الصحيفة عن قائد التجنيد العميد أندرو جاكسون قوله "لا نستطيع أن ندعي أن العراق ليس عاملا في ذلك".
السجن لقاتلة قطة
أفادت صحيفة ديلي تلغراف بأنه صدر حكم على امرأة تدعى هولي ثاكر بالسجن مدة ستة أسابيع لقتلها قطة بوضعها في آلة الغسيل عقابا لها على خدشها بأظافرها.
وقالت الصحيفة إن ثاكر (34 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال حرمت من حقها في اقتناء الحيوانات إلى الأبد.