إفطار رمضاني في تركيا لوداع شرودر

اهتمت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الجمعة بالاحتفاء بالمستشار غيرهارد شرودر ومشاركته كأول رئيس وزراء أوربي مسيحي في إفطار رمضاني أقامه على شرفه رئيس الوزراء التركي، واعتبرت الهجوم الذي شنه مقاتلون شيشان بجمهورية كباردينا بلقاريا القوقازية ضد السلطة الروسية ليس عملا إرهابيا، وتناولت رؤية الإعلام الأميركي للتحالف الألماني الجديد.

إفطار شرودر
ذكرت دير شبيغل أن الحكومة التركية أعدت أمس استقبالا حافلا وغير مسبوق للمستشار الألماني المنتهية ولايته غيرهارد شرودر، والذي شارك كأول رئيس وزراء مسيحي غربي في حفل إفطار رمضاني أقامه على شرفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بحضور 2000 من الشخصيات التركية البارزة.

ونقلت عن أردوغان قوله خلال الحفل إن تركيا لن تنسى أبدا صديقها الحميم شرودر ووقوفه معها في أحرج الأوقات، ودعمه لمساعيها دخول الاتحاد الأوروبي وبذله الأسبوع الماضي جهودا مكثفة أدت لقبول الاتحاد البدء معها في مفاوضات العضوية.

وأوضحت المجلة أن شرودر دعا في كلمته بالاحتفال الحكومة الألمانية الجديدة لمواصلة سياسته الداعمة لجهود أنقرة لدخول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن موافقة الاتحاد على البدء بمفاوضات عضويتها تعني أن دعوة حزب المستشارة المقبلة ميركيل لمنح تركيا شراكة تفضيلية مع الاتحاد الأوروبي بدلا من عضويته الكاملة أصبحت قضية عفا عليها الزمن.

وخاطب شرودر أردوغان بقوله: كن متأكدا أن الجميع في ألمانيا بمن فيهم الحكومة الجديدة ليس لديهم شك في أن الهدف النهائي لمفاوضات العضوية، هو حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي الكاملة وليس شيئا آخر.

وعبر المستشار السابق عن تأكده من عدم تأثر العلاقات التاريخية بين ألمانيا وتركيا بتغير الحكومات، واستعداده الشخصي لتقديم كل ما يستطيع لمساعدة الحكومة الألمانية الجديدة في الإبقاء على تميز هذه العلاقات.

اضطرابات القوقاز
اعتبرت يونجا فيلت أن الأحداث الدامية التي وقعت أمس في جمهورية كباردينا بلقاريا القوقازية ذات الحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي، مثلت هجوما مباشرا على قوات ومظاهر السلطة الروسية ولم تكن اعتداء إرهابيا ضد المدنيين العزل.

ورأت أن الهجمات في القوقاز الذي يمثل خاصرة روسيا الضعيفة، نقلت الصراع الدائر بالمنطقة لمستوى أعلى من التفاقم وأظهرت بوضوح أن الحرب الشيشانية باتت تدور منذ وقت طويل خارج أراضي جمهورية الشيشان المضطربة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاكتشافات البترولية الهائلة في القوقاز وآسيا الوسطى أوجدت تطابقا في الأهداف بين الحركة الاستقلالية الشيشانية والغرب، واتفاقهما على هز الاستقرار بمناطق الأطراف في الاتحاد الروسي، وعزل الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وإبعادها عن دائرة النفوذ الروسي.

وقالت إن روسيا بوتين لن تستطيع إيجاد حل للمشكلة الشيشانية المتأزمة، لأن هذه المشكلة تستمد مقومات بقاءها من التردي الكارثي الحالي للأوضاع المعيشية والإنسانية بالقوقاز، وضعف قبضة السلطة الروسية هناك مما أدى لتقدم الإسلاميين لسد الفراغ الموجود هناك.

وخلصت يونجا فيلت إلى أن أول خطوة في الاتجاه الصحيح لحل المشكلة المتفجرة شمال القوقاز، هي أن تنظر موسكو لهذه المشكلة ليس كمشكلة إرهابية.

ميركيل والإعلام الأميركي
قالت دير شبيغل أيضا إن ترحيب إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بحدوث تغيير حكومي في ألمانيا قابله تشكك الإعلام الأميركي في قدرات الحكومة الألمانية الجديدة بزعامة ميركيل، واتهامها للمستشارة المقبلة المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي بدفع ثمن باهظ للحزب الاشتراكي الديمقراطي لتحصل على المنصب.

واستغربت عدم موضوعية الإعلام الأميركي في تناول القضايا الألمانية، واقتصار تصنيفه للأحزاب والسياسيين في ألمانيا على أعداء وأصدقاء.

ونبهت الصحيفة إلى أن تحليلات المعلقين الأميركيين على السياسة الخارجية الألمانية، تظهر قلة معلوماتهم وجهلهم باتفاق الأحزاب الألمانية على المبادئ العامة لهذه السياسة.

وأكدت أن إسناد وزارة الخارجية في التشكيل الحكومي الألماني الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وجد له صدى سلبيا لدى الإدارة الأميركية التي تنظر للوزير القادم فرانك فالتر شتاين ماير كواحد من أقرب المقربين لشرودر وتتوقع منه مواصلة سياسة شرودر المعادية للولايات المتحدة.

ودعت دير شبيغل شتاين ماير الذي شغل منصب رئيس دائرة المستشارية بحكومة شرودر، لبذل جهود مكثفة لتغيير الصور النمطية والأحكام المسبقة السائدة داخل الحكم والإعلام الأميركي عن الأوضاع الألمانية.
ــــــــــ
مراسل الجزيرة نت