انتحار الوزير مع اقتراب صدور التقرير

أشارت صحف خليجية صادرة اليوم الخميس إلى أن انتحار وزير الداخلية السوري أثار تساؤلات مع اقتراب تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل التي استجوبته مع مسؤولين سوريين آخرين، كما تطرقت لأزمة داخلية تعيشها الإدارة الأميركية، والتفاوض لتحرير التجارة بين أبوظبي وواشنطن.
" الربط بين الانتحار والتحقيق في الاغتيال دون انتظار نتائج التحقيق في القضيتين(الحريري وكنعان) سيؤدي إلى التشويش على جهود لجنتي التحري في الملفين وخلق أجواء من التوتر بالمنطقة تقود إلى نتائج غير محمودة العواقب " الشرق القطرية |
درء الفتنة مطلوب
قالت افتتاحية الشرق القطرية إن انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان الشخصية المحورية في ملف الوجود السوري في لبنان في هذا التوقيت أثار العديد من التساؤلات والجدل خاصة أنه تزامن مع اقتراب موعد تقديم تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل التي استجوبت كنعان إلى جانب مسؤولين سوريين آخرين.
وقدرت أن كثيرا من التأويلات التي سارعت بالربط بين انتحار كنعان وملف الحريري جاءت متعجلة، وهدفت للاصطياد في الماء العكر بطريقة يمكن أن تقود لكثير من التعقيدات خاصة أنها لم تستند إلى أية حقائق من الممكن أن تضفي صدقا على تصريحات مردديها.
وأشارت إلى أن من شأن الربط بين الانتحار والتحقيق دون انتظار نتائج التحقيق في القضيتين أن يؤدي إلى التشويش على جهود اللجنتين العاكفتين على التحري في الملفين ويخلق أجواء من التوتر بالمنطقة تقود لنتائج غير محمودة العواقب.
نذر تقرير ميليس
لاحظت افتتاحية الوطن السعودية أن تقرير رئيس هيئة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري بدا يسخن الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وتستعد جماعات وأحزاب لما تعتبره معارك سياسية في وجه نتائج التقرير التي لن ترضي جزءا من السياسيين، لأنها ستضعهم أو تضع مصالحهم في مهب الريح.
وأضافت أنه يمكن لتقرير ميليس أن يأخذ طريقه القانوني في الأمم المتحدة أو في المحاكم اللبنانية، وسواء اقتصر الأمر على اللبنانيين أو تعداهم لآخرين وراء الحدود، فالأمر ينحصر في من تورطوا في الجريمة ولن تقع الدنيا إلا على رؤوس المجرمين كما قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.
ونبهت إلى أنه ليس من صالح الوضع بالمنطقة تحميل التقرير تنبؤات وتكهنات تتعدى الجانب القانوني لما سواه من علاقات الدول والشعوب خاصة العربية المأزومة بتراكم تاريخي من الأخطاء السياسية والهزائم النفسية، فهي اليوم لا تحتمل اللعب بمشاعرها ولا بكراماتها، ولا بمصالحها.
أزمة إدارة بوش
تناولت افتتاحية الخليج الإماراتية أزمة الإدارة الأميركية الداخلية وقالت إنها تتعمق بسبب الحرب على العراق، بعدما اجتمع عليها تآكل شعبيتها وبدايات تفكك المعسكر المؤيد لها، حيث تبين آخر الاستطلاعات أن أغلبية الشعب الأميركي (55%) ترى خطل الحرب على العراق، وما يزيد هلع الإدارة وخوفها أن 50% ممن استطلعت آراؤهم من الأميركيين يحبذون محاكمة الرئيس في حال كذبه بشأن أسباب الحرب.
وتضيف أن هذه الاستطلاعات تؤرق الإدارة الأميركية، لكن القلق سيصبح الآن كابوسا بعد ظهور علامات التمرد داخل معسكر بوش، فالإدارة يتجاذبها همان، الخوف من تآكل التأييد الذي يمحضه لها الشعب الأميركي، والتوجس من تصدع قاعدتها المحافظة، وكل منهما يشد باتجاه.
وتشير إلى أنه في السابق أراد بيل كلينتون أن يختتم رئاسته بإنجاز على الساحة الفلسطينية تضيع فيه حقوق الفلسطينيين، لكن القيادة الفلسطينية خيبت آماله، وبوش بدأ الآن يلتفت إلى الفلسطينيين ولعله يبحث عن إنجاز يعوض إخفاقه في العراق، من ضمنه ضرب القوى الممانعة أيضا.
وتقول الصحيفة إن احتمال المغامرة لم ينته بعد، فإرهاصاتها تملأ الأجواء، ولن يهتم المحرضون عليها بحجم التخريب الذي ستحدثه أو الفوضى التي ستنجم عنها ما دامت تتراءى لهم صارفة نظر الأميركيين عن عمق الأزمة، لكن السؤال الحقيقي هو عما يعمله العرب من أجل منع أن تتحول منطقتهم إلى ساحة فوضى.
" الفريق الأميركي المفاوض يحاول فرض وجهة نظره من حيث توقيع اتفاقية ملزمة لجميع إمارات الدولة دون اعتبار التفاوت في السياسات الاقتصادية والاستثمارية بين إمارة وأخرى " مصادر مطلعة/الرأي العام الكويتية |
اتفاقية التجارة
ذكرت الرأي العام الكويتية أنه يرتقب أن تنجز اتفاقية تحرير التجارة بين الإمارات والولايات المتحدة قبل نهاية العام، رغم أن هناك مجموعة من النقاط الخلافية لا تزال عالقة بين الطرفين وتعتبر على قدر كبير من الأهمية.
ونقلت عن مصادر مطلعة أن الفريق الأميركي المفاوض يحاول فرض وجهة نظره من حيث توقيع اتفاقية ملزمة لجميع إمارات الدولة دون اعتبار التفاوت في السياسات الاقتصادية والاستثمارية بين إمارة وأخرى.
وتذكر أن وفدا رسميا برئاسة الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد والتخطيط سيلتقي خلال الأيام المقبلة في لندن مع وفد أميركي لبحث نقاط الخلاف بين الطرفين تمهيدا للجولة الثالثة التي تستضيفها الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتشير إلى أن الإمارات تتفاوض حاليا مع كل من الولايات المتحدة وأستراليا والصين لتوقيع اتفاقيات مع كل منها للتجارة الحرة بهدف تحقيق مكاسب عديدة منها زيادة حجم الاستثمار والتجارة البينية وفتح أسواق جديدة للصادرات وتسهيل دخولها للأسواق وحماية المنتجات الوطنية من خلال معاملتها بالمثل.