العراق الجديد بحاجة لتوجيه بوصلته لمحيطه العربي

قالت بعض الصحف الخليجية الصادرة اليوم الثلاثاء إن العراق الجديد بحاجة لتوجيه بوصلته لمحيطه العربي وليس نحو الشرق، ودعت العرب لتغيير موقفهم تجاه واشنطن لدعمها الكيان الصهيوني، وأشارت لتضارب الآراء حول مقتل اللواء موسى عرفات.
" الكل يعي أن مصلحة أميركا ليست في وحدة العراق بل في تقسيمه وإبعاده لسنوات عن محيطه العربي " الوطن السعودية |
فتح البوابة العربية
تحدثت افتتاحية الوطن السعودية عن اقتراب موعد الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد العراقي الذي يؤسس لمرحلة جديدة لعراق ما بعد صدام. وذكرت أنه رغم الخلافات العميقة حول ما تضمنته المسودة من فقرات كانت محل نقاش موسع بين جميع الأطراف، فإن هناك من العراقيين من حاول تمرير مخططاته في الدستور.
وقالت إن محاولات لإقصاء العديد من الأطياف السياسية الفاعلة حدثت على الساحة العراقية وبالتالي التفرد بصنع القرار ورسم صورة المستقبل العراقي بالاعتماد على التصور الأميركي الذي لا يخدم سوى مصالح إدارة الرئيس بوش بالمنطقة ويؤجج الصراع مستقبلا بين أبناء الشعب العراقي الواحد.
وأضافت أن الكل يعي أن مصلحة أميركا ليست في وحدة العراق بل في تقسيمه وإبعاده لسنوات عن محيطه العربي، وبالتالي خلق حالة من الحذر لدى العراقيين من المبادرات والمقترحات العربية.
وأكدت الصحيفة أن على الحكومة الانتقالية التي رفضت جهود الجامعة العربية لإقامة مؤتمر للمصالحة الوطنية، التنبه إلى أن العراق الجديد بحاجة لتوجيه بوصلته لمحيطه العربي وليس نحو الشرق، كما أن هناك من يسعى لبث العداء وعدم الثقة مع دول الجوار خصوصا العربية، في محاولة للإيهام بأن البوابة الوحيدة المفتوحة للشعب العراقي هي البوابة الإيرانية رغم التخوف الأميركي.
متى يقتنع العرب؟
أعربت افتتاحية الخليج الإماراتية عن تشاؤمها إزاء تأجيل الاجتماع الذي كان متوقعا اليوم بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي للمرة الثانية، وقالت إنه قد يتأجل لعدة مرات لأن مثل هذه الاجتماعات إذا لم يكن لها هدف يوقف العدوان وينهي الاحتلال فالأفضل ألا تحصل، لأن المطلوب فلسطينيا إجراءات وقرارات إسرائيلية ملموسة تكون لها نتائج على الأرض وعلى قاعدة القرارات الدولية.
وتضيف أنه إذا كان صحيحا أن تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة إلى حد التماثل هو عامل قوة في يدها، وأن الوجود العسكري الأميركي بالمنطقة وتطابق الأهداف يعطيها ميزة التفوق، فالصحيح أيضا أن الموقف العربي المتهافت والمتخلي عن الثوابت القومية بل وعن قرارات قمم من المفترض أن تشكل السقف النهائي للتنازلات، يشكل عامل القوة الأكبر لإسرائيل، خصوصا في ظل حالة الانبطاح والزحف نحو تطبيع العلاقات معه دون ثمن أو حتى السؤال عن ثمن.
وتقول الصحيفة إن الموقف العربي هذا هو عامل ضعف للسلطة الفلسطينية التي تجد نفسها تقف وحيدة في التعاطي مع عدو يمتلك أوراقا رابحة كثيرة في يده ومن بينها الموقف العربي، ومتى يقتنع العرب بأن موقفهم يشجع شارون على عدم الامتثال لأي قرار كما يشجع الإدارة الأميركية على تجاهلهم والاستهتار بكل ما يعنيهم؟
" في حين أكد مصدر أن حماس وراء اغتيال موسى عرفات، اتهم آخر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بسبب اتصالات أجراها مع فاروق القدومي بهدف تشكيل مليشيات خاصة بفتح تعمل بشكل مستقل عن الأجهزة التابعة للسلطة " الرأي العام الكويتية |
من قتل موسى عرفات؟
ذكرت مصادر فلسطينية متعددة للرأي العام الكويتية روايتين حول الجهة التي تقف وراء اغتيال اللواء موسى عرفات في غزة منتصف الشهر الماضي, ففي حين أكد مصدر أن حماس وراء الاغتيال، اتهم آخر الأجهزة الأمنية الفلسطينية باغتيال المسؤول السابق عن الاستخبارات العسكرية الفلسطينية بسبب اتصالات أجراها مع فاروق القدومي رئيس فتح بهدف تشكيل مليشيا خاصة بالحركة تعمل بشكل مستقل عن الشرطة والأجهزة التابعة للسلطة الوطنية.
وعززت المصادر اتهامها لحماس بتسمية أربعة أشخاص كانوا على رأس عشرات المسلحين طوقوا منزله ليلا ثم اقتحموه بعد اشتباك مع الحراس تلاه اقتياده خارج المنزل وتصفيته علنيا, وبات معروفا من هو الشخص الذي أطلق عليه رصاصة الرحمة التي استقرت برأسه.
ونبهت إلى المصدر الآخر الذي يصر على تواطؤ الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع منفذي عملية التصفية إن لم يكن مشاركتهم فيها مباشرة، ويقول إن الدليل الأبرز على ذلك هو أن منزل عرفات يقع بمنطقة تخضع لحراسة شديدة من أجهزة الأمن, ورغم أن عملية اقتحامه استغرقت أكثر من نصف ساعة بسبب المقاومة التي أبداها حراسه، إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا.
وكشف أن المغدور ومنذ اللحظة التي شعر بأن هناك عملية تطويق لمنزله، أجرى 35 اتصالا من هاتفه بمسؤولين أمنيين وغيرهم بالسلطة طالبا النجدة, ورغم الوعود التي أعطيت له بأن النجدة آتية لم يتوجه أحد لإنقاذه أو حتى للتظاهر بذلك.