ليعلم بوتفليقة أن العدالة شرط في صمود السلم

اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم السبت بنتائج الاستفتاء الجزائري, فاعتبرت إحداها أن على بوتفليقة أن يعلم أن العدالة شرط في صمود السلم وتناولت تلك الصحف كذلك المخاطر التي تواجه مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي, دون أن تغفل اتهامات منظمة التجارة الدولية لأميركا بخرق قانون حظر دعم الصادرات.
" أي وفاق لا يبحث عن الأسباب الحقيقية للجريمة التي عصفت بالمجتمع الجزائري ولا يحدد مسؤوليات كل المتورطين, بمن فيهم الموجودون في السلطة سيظل هشا " لوموند |
سئموا العنف
قالت صحيفة لوموند في افتتاحيتها إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يخاطر عندما قدم مشروع ميثاقه للسلم والمصالحة, مشيرة إلى أنه حتى لو لم تزور النتائج -الأمر الحتمي في الأحكام البوليسية الأوتوقراطية- فإن نتائج الاستفتاء لم تكن محل شك لأن الجزائريين سئموا العنف.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان السلم والتوافق الوطني مضمونين بالميثاق الذي أقره الجزائريون, فاعتبرت أن ذلك ممكن في الوقت الحاضر وإن كانت بعض أعمال العنف المتفرقة ستتواصل هنا وهناك.
لكن الصحيفة شككت في أن يستتب ذلك السلم ويتواصل ذلك الوفاق في المستقبل, مشيرة إلى هشاشة أي "وفاق" لا يبحث عن الأسباب الحقيقية للجريمة التي عصفت بالمجتمع الجزائري ولا يحدد مسؤوليات كل المتورطين, بمن فيهم الموجودون في السلطة.
وأكدت الصحيفة أن العدالة شرط مسبق لاستتباب الأمن والسلم, معتبرة أن لجنة المصارحة والمصالحة التي كونتها جنوب أفريقيا في أعقاب انهيار الأبرتايد أظهرت مدى أهمية هذا العمل المتعلق بالضمير.
وعن نفس الموضوع كتب جوزي غارسون مراسل صحيفة ليبراسيون في الجزائر تعليقا قال فيه إن استفتاء ميثاق السلم والمصالحة أظهر أولا وقبل كل شيء أن بوتفليقة رجع إلى الممارسات القديمة ونتائج الحزب الواحد, مشيرا إلى أن نسبة المؤيدين للدستور وصلت 97.36%.
ونقلت الصحيفة عن حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية قوله إن هذه النتائج المعروفة مسبقا لن تحل شيئا بل على العكس من ذلك ستؤدي إلى إحياء النعرات والبغضاء, مضيفا أن لا شيء سيكون ممكنا ما دامت الحكومة ترفض الحديث عن جذور الأزمة التي عاشتها الجزائر ومسؤوليتها هي في تلك المأساة.
ونسب المعلق لديبلوماسي رفيع المستوى قوله إن الهدف من التضخيم الرسمي للمشاركة في كل أنحاء الجزائر ما عدا منطقة القبائل, هو إقناع الناس بأن "كل الجزائر صوتت للسلم ما عدا منطقة القبائل" مما يعد محاولة لتحويل الأزمة إلى أزمة بين العرب وسكان القبائل.
" تركيا لن تنضم إلى الاتحاد ما لم يتأسس عندها احترام حقوق الإنسان وما لم تعترف بقبرص بل وتوافق على وحدة ذلك الإقليم, وما لم تعترف بالتطهير العرقي الذي مارسته بحق الأرمن وما لم تظهر نية حقيقية في العمل على حل مشكلة الأكراد " روكار/لوفيغارو |
تركيا والاتحاد الأوروبي
كتب ميشل روكار وهو وزير فرنسي سابق تعليقا في صحيفة لوفيغارو حول المفاوضات المزمع إجراؤها بين تركيا والاتحاد الأوروبي قال فيه إن تغيير بعض المسؤولين السياسيين الفرنسيين لمواقفهم تجاه تلك المفاوضات أمر مقلق وغير صحي.
وقال روكار إنه يتفق مع الساسة الفرنسيين في أن تركيا لن تنضم للاتحاد ما لم يتأسس عندها احترام لحقوق الإنسان وما لم تعترف بقبرص بل وتوافق على وحدة ذلك الإقليم, وما لم تعترف بالتطهير العرقي الذي مارسته بحق الأرمن وما لم تظهر نية حقيقية في العمل على حل مشكلة الأكراد.
كما يعتقد روكار أنه من البديهي أن تجميد تركيا لقوانينها المتبعثرة (11 ألف صفحة) لن يتم خلال أقل من عشر سنوات, بعدها فقط سينظر في عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
وتحدث المعلق عن أهمية تركيا بالنسبة لأوروبا, فأشار إلى أن انضمامها سيمثل مؤشرا إيجابيا للعالم الإسلامي, إذ يؤكد أن أوروبا منفتحة أمام المسلمين, كما أن تطوير الاقتصاد التركي ستكون له إيجابيات كثيرة أقلها أن الأتراك لن يحتاجوا إلى الهجرة باتجاه الدول الأوروبية, هذا فضلا عن كون أربع من أهم الدول التي ستصبح أهم المصدرين للبترول في العالم في المستقبل تتحدث التركية.
وفي الأخير طالب روكار السياسيين بعدم محاولة تأجيج مشاعر الجماهير الأوروبية ضد تركيا وبالتفكير في كل الجوانب المحيطة بانضمامها إلى هذا الاتحاد.
دعم الصادرات
قالت صحيفة لونوفيل أوبسورفاتور إن حكام منظمة التجارة الدولية اتهموا الولايات المتحدة بعدم احترام القواعد التي تحظر دعم الصادرات الخاصة بالمؤسسات.
ونقلت الصحيفة عن المفوضية الأوروبية ترحيبها بهذه الخطوة باعتبار أن على الولايات المتحدة أن تتماشى مع النظم والقوانين المعمول بها في منظمة التجارة الدولية.