الحوار الودي حل لخلافات العراقيين

علقت الصحف العربية اللندنية اليوم على الأوضاع المتردية في العراق معتبرة أن الحوار الودي هو الذي يحل خلافات العراقيين، كما تطرقت إلى آخر تطورات الانتخابات العراقية، وتحدثت عن شريط مسجل جمع بين عدي صدام وجاسم العلي المدير السابق لقناة الجزيرة، وعلمت أن هناك مبادرة لتهدئة الأوضاع بين الحكومة اللبنانية والمعارضة.
حوار ودي
" الذين يعتقدون حقهم في المقاومة يجب أن ينتبهوا إلى أنه لا إجماع في العراق حاليا على الأسلوب العسكري في المقاومة، وبذلك فإن سلوك نهج القتل من شأنه أن يزيد من انقسام المجتمع العراقي وينذر بتفكيكه بل وبحرب طائفية " نجاح محمد علي/ الوفاق |
دعا الكاتب نجاح محمد علي في مقال له بصحيفة الوفاق العراقيين إلى الحوار الودي لحل خلافاتهم وصراعاتهم، معتبرا أن "القوة العسكرية لا تحقق الأهداف المطلوبة خصوصا بعد أحداث سبتمبر/ أيلول عام 2001 والتي أدت إلى ما أصبح يعرف بالتضامن الدولي من أجل مكافحة الإرهاب".
وقال الكاتب إن "المؤيدين لإسقاط نظام صدام بالطريقة العسكرية والمعارضين يجب أن يقبلوا أن دم العراقي أحمر قان ومحرم سفكه، وأن قتل الأبرياء والمدنيين وحتى رجال الأمن العراقيين يجب أن يصبح خطا أحمر مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر".
ولفت الكاتب إلى أن الذين يعتقدون أن لهم الحق "في المقاومة يجب أن ينتبهوا إلى أمر خطير وهو أن لا إجماع في العراق حاليا على الأسلوب العسكري في المقاومة، وبذلك فإن سلوك نهج القتل والعمل العسكري من شأنه أن يزيد من انقسام المجتمع العراقي وينذر بتفكيكه بل وبحرب طائفية من العيار الثقيل لا تبقي ولا تذر".
وخلص إلى أنه "يجب التذكير بأن تنظيم المظاهرات وإطلاق حرية التعبير ورفض الانتخابات ومقاطعتها بشرط الامتناع عن العمل على تقويضها هي من أساسيات وأركان المجتمع المدني والديمقراطية في العراق الجديد، وهي الجادة الوسطى بين طريقين".
الانتخابات العراقية
أكد كمال محيي الدين مسؤول مكتب العلاقات في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني في تصريحات له بصحيفة الشرق الأوسط، أن حزبه يسعى لإجراء الانتخابات العراقية في موعدها إلا إذا نشأت ظروف طارئة وتوافقت القوى السياسية العراقية على التأجيل.
كما أكد محيى الدين أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لا يؤيد فكرة انفصال إقليم كردستان العراق، معتبرا أن الفدرالية ستكون "الحجر الأساس لترسيخ الوحدة العراقية ونظامها السياسي الديمقراطي، حيث تجعل كل طرف يشعر بأنه يعيش في ظل دولته الفيدرالية ويدافع بكل ما يملك من طاقة عن سيادة هذه الدولة".
ووصف المناهضين للفدرالية بأنهم "لا يخدمون الوحدة العراقية ولا الديمقراطية ولا يغلقون المنافذ أمام أعداء الشعب العراقي المناضل من أجل ترسيخ الديمقراطية والأمان".
وأعرب المسؤول الكردي عن قناعة راسخة بأن كركوك "كردستانية" وتعيش فيها أكثرية كردية.
قناة الجزيرة
" جاسم العلي أكد في لقطات من شريط مسجل أنه حضر إلى بغداد لتلقي ملاحظات عدي على أسلوب عمل قناة الجزيرة، كما أكد أنه لولا دعم عدي لما نجحت مهمته " الشرق الأوسط |
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أنها علمت من مصادر موثوقة في واشنطن وجود تسجيلات بالصوت والصورة تم فرزها أخيرا من بين أطنان من الوثائق التي عثر عليها في بغداد عقب سقوط النظام العراقي السابق تتضمن لقاءات خاصة جمعت بين عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي السابق مع شخصيات عربية من بينها محمد جاسم العلي المدير السابق لقناة الجزيرة الفضائية الذي أعفي من منصبه في مرحلة لاحقة من دخول القوات الأميركية بغداد.
وأشارت الصحيفة إلى أن جاسم العلي أكد في لقطات من شريط مسجل أنه حضر إلى بغداد لتلقي ملاحظات عدي على أسلوب عمل قناة الجزيرة، وأضاف "لولا دعم عدي لما نجحت مهمتي".
وأوضحت أن عدي علق على إحدى حلقات برنامج الاتجاه المعاكس الذي تبثه الجزيرة، مشيرة إلى أن جاسم العلي قال إن قناة الجزيرة "هي قناتكم"، وبالتالي فإن من حق عدي إبداء ملاحظاته.
ولفتت إلى أن عدي أعرب عن الارتياح البالغ تجاه الجزيرة، وعن قبول إدارة القناة لأفكار طرحها على المدير العام السابق للقناة.
وقالت الشرق الأوسط إنها قامت بأكثر من محاولة طوال يوم أمس للوصول إلى جاسم العلي، غير أنها لم تتمكن من الوصول إليه عبر هاتفه الجوال، كما لم تتمكن من الوصول إليه عبر المتحدث الرسمي لقناة الجزيرة جهاد بلوط الذي "امتنع عن التعليق" على الموضوع، قائلا إن "التعليق على مثل هذه الأمور بيد المرجع القانوني للجزيرة" المقيم ببريطانيا.
الوضع اللبناني
" بري لن يتجرأ على القيام بمبادرة ما لم يتلق إشارة من دمشق تطلب منه التحرك وتوفر له الدعم، خصوصا أنه لا قيمة لأي دور ما لم يكن مقرونا بالتوافق على الخطوط العريضة لقانون الانتخاب الجديد " الحياة |
علمت صحيفة الحياة من مصادر سياسية مطلعة أن وزراء ونوابا لبنانيين إضافة إلى مسؤولين في حركة أمل أثاروا أخيرا مع نبيه بري رئيس المجلس النيابي إمكانية القيام بمبادرة على الصعيد الوطني طالما أن الاتصالات بين الحكومة اللبنانية والمعارضة مقطوعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المسؤولين اللبنانيين تساءلوا أمام بري عن الموانع -سواء كانت سورية أم محلية- التي ما زالت تحول دون "اختراق الحائط المسدود" الذي وصلت إليه الأمور في لبنان.
وأوضحت أن بري حاول الإجابة عن التساؤلات "بأجوبة عمومية لم تشف غليل أصحابها" الذين لا يخفون قلقهم إزاء احتمال تدهور الوضع السياسي فيما لا يزال ممسوكا أمنيا في ظل غياب أي شكل من أشكال الاتصال بين الدولة والمعارضة من جهة، وفي ضوء التباين الذي يسود الساحة الحكومية على خلفية أن لبعض الوزراء أطروحات انتخابية مختلفة عن أطروحات الآخرين.
كما علمت الحياة من المصادر نفسها أن بري لن يتجرأ على القيام بمبادرة ما لم يتلق إشارة من دمشق تطلب منه التحرك وتوفر له الدعم، خصوصا أنه لا قيمة لأي دور إذا لم يكن مقرونا بالتوافق على الخطوط العريضة لقانون الانتخاب الجديد.