اهتمت غالبية الصحف اللندنية اليوم بالانتخابات العراقية معتبرة إياها طبخة أميركية جاهزة, وأفادت أن الحادثين اللذين وقعا في الرياض عمليتان "انتحاريتان" وكشفت عن قرار سوريا المفاجئ بالغياب عن اجتماع دول الجوار العراقي المقرر عقده في الأردن الشهر القادم.
انسحاب السنّة
" اقتراح الإدارة الأميركية تعيين أعضاء سنّة في البرلمان المقبل يؤكد عدم نزاهة العملية الانتخابية وأنها عبارة عن طبخة أميركية جاهزة " حارث العبيدي/الحياة |
فقد كتبت الحياة عن الانتخابات العراقية، وقالت إن المقاطعة السنّية اتخذت شكلاً أكثر وضوحاً تمثل في اعتبار هيئة العلماء المسلمين إن انسحاب الحزب الإسلامي العراقي وموقفها يشكلان "رفضاً سنياً قاطعا" للانتخابات سيدحض أي إعلان لخسارتهم فيها، كما انعكست في انتقاد الحزب الديمقراطي العراقي السني لتمسك الأحزاب الدينية الشيعية بموعد الانتخابات، إذ اتهمها بـ "استغلال" الحسينيات والمساجد لتعزيز موقعها الانتخابي.
ونقلت عن عضو مجلس شورى الهيئة حارث العبيدي أن "موقف الهيئة يلتقي مع انسحاب الحزب الإسلامي ليشكل رفضاً سنياً قاطعاً للانتخابات، لكن هذا الرفض لا يعني تخوف السنّة من عدم المشاركة في العملية السياسية وبالتالي عدم مشاركتهم في إعداد الدستور".
واعتبر العبيدي أن إجراء الانتخابات سيفضي إلى "جمعية وطنية لا تشمل أطياف المجتمع العراقي مع الحال غير المستقرة التي تعيشها غالبية المدن السنية في الأنبار وصلاح الدين والموصل وغيرها". ورأى العبيدي أن اقتراح الإدارة الأميركية تعيين أعضاء سنّة في البرلمان المقبل "يؤكد عدم نزاهة العملية الانتخابية وأنها عبارة عن طبخة أميركية جاهزة".
اقتراح عنصري
وفي إطار الاقتراحات والأوصاف العنصرية التي تبدر من أعضاء برلمان إسرائيليين تجاه الفلسطينيين والعرب عموما، قالت الحياة إن ذهن أحد قادة المستوطنين النائب اليميني المتطرف بالكنيست أوري أريئيل تفتق عن فكرة عنصرية جديدة للتخلص من الفلسطينيين حين اقترح ترحيلهم إلى شواطئ الهند "حيث الآن توجد أماكن خالية كثيرة" بعد الزلزال الذي ضربها.
وأضافت أن هذا "الاقتراح الخلاق" جاء في سياق بحث الكنيست مشروع قانون تقدم به النائب المذكور لترحيل سكان قرى فلسطينية في منطقة القدس المحتلة "على غرار ترحيل المستوطنين من قطاع غزة" ليدعي لاحقاً أنه تقدم بمشروعه ليثبت أن حزب ليكود الذي أيد خطة الفصل وإخلاء المستوطنات ورفض اقتراحه "إنما يدعم فقط اقتراحات عنصرية ضد اليهود".
تفجيران انتحاريان
أما الشرق الأوسط فقد تناولت الأحداث الأمنية التي وقعت في العاصمة السعودية أمس واستهدف أحدهما مبنى وزارة الداخلية والآخر مبنى تجنيد قوات الطوارئ.
ونقلت عن مسؤول أمني قوله "إنه عمل تفجيري، إما أن يكون عملا انتحاريا بسيارة وفجر سائقها نفسه بها، أو أن المنفذين وضعوا السيارة بالقرب من الموقع، وتركوها هناك" مشيرا إلى أن رجال التحقيقات يعملون حاليا على كشف التفاصيل.
وأضافت الصحيفة بحسب شهود العيان أن السيارة المستخدمة في العمليتين من نوع GMC وأنهم سمعوا قبل دوي الانفجار صوت إطلاق رصاص، وبخصوص الانفجار الثاني كانت السيارة منطلقة باتجاه البوابة الرئيسية لمبنى الطوارئ قبل أن تفجر على مسافة ليست بالبعيدة محدثة أضرارا مختلفة في المبنى إضافة إلى أضرار في المباني المحيطة.
تجربة مرّة
" التجربة المرّة التي عشتها لم تغير نظرتي إلى العراق أو الشعب العراقي، وأنا أقول في نفسي: سأعود إلى العراق عندما يصبح حرا ومستقلا " كريستيان شينو/الشرق الأوسط |
وفي حديث هو الأول من نوعه لصحيفة عربية التقت الشرق الأوسط أحد الصحفيين الفرنسيين اللذين اختطفهما الجيش الإسلامي في العراق وأطلق سراحهما الأسبوع الماضي، وروى كريستيان شينو تفاصيل "التجربة المرّة" التي عاشها وزميله جورج مالبرونو طيلة الأشهر الأربعة التي أمضياها في الأسر وتفاصيل عملية إطلاق سراحهما.
ويتضمن حديث شينو الذي يجيد العربية ويعرف العراق ومنطقة الشرق الأوسط جيدا، معلومات تنشر للمرة الأولى عن الجيش الإسلامي في العراق المكون من عناصر بعثية من بقايا النظام العراقي السابق ومجموعات أصولية متطرفة موالية لتنظيم القاعدة. ومن بين ما رواه أن حارس عبد حمود السكرتير الشخصي للرئيس العراقي السابق صدام حسين كان من المجموعة التي تولت حراسته.
وقال الصحفي الفرنسي إنه يود أن يقول إن التجربة "المرة" التي عاشها لم تغير نظرته إلى العراق أو الشعب العراقي، و"أنا أقول في نفسي: سأعود إلى العراق عندما يصبح حرا ومستقلا.. أربعة أشهر من الأسر لم تغير رؤيتي السياسية لما هو حاصل في العراق الذي يخضع لاحتلال أجنبي، لكن المقاومة العراقية تسيء لقضيتها عندما تخطف الأبرياء وتمثل بهم وتمارس الإرهاب والقتل الأعمى".
قرار مفاجئ
أما القدس العربي فقد تحدثت عن القرار المفاجئ لدمشق بالنسبة لاجتماع دول الجوار العراقي. وقالت إن سوريا أبلغت الحكومة الأردنية بأنها ستتغيب عن اجتماع دول جوار العراق في يناير/ كانون الثاني المقبل، ولم توضح الأسباب المباشرة لقرارها رغم أنها حضرت الاجتماعات المماثلة سابقا. فيما امتنعت العاصمة الأردنية عن إجراء اتصالات خاصة لإقناع دمشق بالعودة عن قرار الغياب.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية إن سوريا لا ترغب الآن بحضور اجتماع إقليمي لدول جوار العراق حتى لا تدخل في نقاشات لها علاقة بحدودها مع العراق، إلا أن مصادر دمشق تشير إلى أنها ترتاب بوجود نوايا عراقية وغير عراقية لإحراجها على هامش الاجتماع.
وأضافت أنه من المعتقد على نطاق واسع أن سوريا ستتغيب عن اجتماعات عمان بالتنسيق مع الحكومة الإيرانية، حيث أبلغ الجانب الأردني بالقرار السوري بعد الزيارة التي قام بها لدمشق وزير خارجية إيران كمال خرازي.
من أجل البرغوثي
" دحلان أطلع القيادة المصرية على فحوى زيارته لمروان البرغوثي، وضرورة إطلاق سراحه من أجل تهدئة الأوضاع واستئناف عملية السلام " القدس العربي |
وفي الشأن الفلسطيني، قالت القدس العربي إن وزير الأمن الداخلي السابق محمد دحلان بدأ زيارة للقاهرة أمس الأول لبحث السبل الكفيلة لإطلاق سراح مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني فلسطيني أن زيارة دحلان للقاهرة جاءت عقب زيارة الأخير لمروان البرغوثي في سجنه يوم الاثنين الماضي, وأنه سيطلع القيادة المصرية علي فحوي تلك الزيارة وضرورة إطلاق سراح البرغوثي من أجل تهدئة الأوضاع واستئناف عملية السلام.
وكان دحلان زار البرغوثي في سجنه وتركز اللقاء علي آخر التطورات المتعلقة بانتخابات الرئاسة ووقف إطلاق النار في حالة وقف إسرائيل لهجماتها ضد الشعب الفلسطيني. وتعتقد
القدس العربي أن دحلان حمل رسالة من مروان للقيادة المصرية تتضمن الموافقة على هدنة مشروطة مع إسرائيل.