موسم التبرعات لصالح ضحايا زلزال آسيا

أيقونة الصحافة البريطانية

ركزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم على الدعوة الملحة إلى مساعدة ضحايا كارثة المحيط الهندي فيما اعتبرته موسما للتبرعات, كما تحدثت عن مكانة المرأة في المجتمع البريطاني, فضلا عن تطرقها لما أسمته غياب الخيارات الجيدة في العراق.


"
التبرعات في مثل كارثة آسيا تقع على عاتق الفرد وليس الدولة فحسب رغم أن هذه الأخيرة يجب أن تساهم لتأمين المبالغ الضخمة التي يحتاجها المتضررون
"
تايمز

مساعدات ملحة
قالت تايمز في افتتاحيتها لهذا اليوم إن ضحايا كارثة المحيط الهندي يحتاجون للمساعدة مما يستدعي تخصيص هذا الموسم للتبرعات لصالحهم.

وأكدت أن هذه المأساة أدت إلى مقتل 76 ألف شخص وتشريد خمسة ملايين آخرين, مشيرة إلى أن أسرا كثيرة تقطعت أوصالها, فهذا طفل هائم يبحث عن ذويه وتلك أم تمسح رأس طفلها الميت، وصور المأساة تتنوع والقصص كلها محزنة.

وطالبت الصحيفة البريطانيين بالتبرع بكل ما يستطيعون محذرة في الوقت ذاته من مغبة اعتبار ما خصصته الحكومة لضحايا الكارثة كافيا رغم أهميته, إذ لا يمثل سوى نصف جنيه عن كل دافع ضرائب.

واعتبرت أن التبرعات في مثل هذه الكوارث تقع على عاتق الفرد وليس الدولة فحسب، رغم أن هذه الأخيرة يجب أن تساهم لتأمين المبالغ الضخمة التي يحتاجها المتضررون.

وعن نفس الموضوع قالت إندبندنت إن كل يوم بل كل ساعة تمر "نطلع فيها على تقارير جديدة مروعة عن حالة الضحايا في بلدان المحيط الهندي, لكن مدى الكارثة يفوق كل التصورات ومدى الدمار لم يسبق له مثيل إذ دمرت أسر بأكملها وجرفت مجتمعات كانت بالأمس القريب تنعم بالرخاء والازدهار".

وتبرعت الصحيفة بعشرة آلاف جنيه وطالبت المواطنين بالتبرع السخي لمساعدة أناس لم يعد لهم بيت يأوون إليه ولا طعام يقيم أودهم ولا حتى ماء صالح للشرب يروي ظمأهم ولا دواء يضمد جراحهم, مذكرة بالحاجة أيضا إلى أمور أخرى لإعانة هؤلاء الناس -على المدى القريب- في بدء حياة طبيعية.


"
انهيار بركان كامبري بيخا في جزر الكاناري سيتسبب في كارثة مماثلة للتي وقعت في المحيط الهندي مما ينذر بخطر حقيقي سيهدد بريطانيا والدول الأخرى المطلة على المحيط الأطلسي
"
غارديان

الإنذار المبكر
وفي نفس الإطار قالت غارديان إن موجات تسونامي قد تجرف بريطانيا, معتبرة أن المملكة المتحدة ليست مستعدة لمواجهة مثل هذه الكوارث.

وذكرت الصحيفة بأن ما حدث في مأساة المحيط الهندي عائد أساسا إلى غياب نظام إنذار مبكر مماثل للذي يوجد في منطقة المحيط الهادي والتي تعرف 80% من موجات تسونامي.

وقالت إن أي انهيار لبركان كامبري بيخا في جزر الكاناري سيتسبب في كارثة مماثلة للتي وقعت في المحيط الهندي مما ينذر بخطر حقيقي سيهدد بريطانيا والدول الأخرى المطلة على المحيط الأطلسي, مشيرة إلى أن ذلك يتطلب من الدول المطلة أن تطور نظاما للإنذار المبكر لتفادي الأضرار البشرية الباهظة لموجات تسونامي.

وعن نفس الموضوع كتب كوينتين بيل بصحيفة فايننشال تايمز يقول إن كارثة شواطئ المحيط الهندي أظهرت أن البشرية لا تزال قاصرة عن التصدي للقوة التدميرية للطبيعة مما يستدعي من العالم أن يحاول إصلاح الضرر, وهذا بدوره يستدعي تحليلا واضحا ومفصلا لما وقع.


النساء والسامية
أوردت إندبندنت تقريرا للجنة الفرص المتكافئة حول وضع المرأة في بريطانيا، قال فيه إنه رغم مرور ثلاثين سنة على جعل التمييز ضد النساء في أماكن العمل جريمة فلا تزال مواقف القطاعين العام والخاص متشبثة بأفكار الماضي.

"
نسبة البريطانيات بالوظائف السامية بقطاع الأعمال لا تتعدى 11%  و15% بالصحافة والثقافة و21% بالوظائف السامية العامة والمجال التطوعي
"
إندبندنت

وأوضحت الصحيفة أن البحوث أثبتت أن أغلب الوظائف السامية في الأعمال والقضاء والشرطة يشغلها رجال, مضيفة أن الانطباع العام يظهر نموا ضئيلا لم يتعد 1% السنة الماضية.

وأشارت إلى أن النساء لا يمثلن سوى 11% من العمال الساميين بقطاع الأعمال و15% بالصحافة والثقافة و21% بالوظائف السامية العامة والمجال التطوعي, مشيرة إلى أنه رغم أن النساء يمثلن أكثر من 50% من المجتمع البريطاني فإن تمثيلهن بالبرلمان لا يتعدى 18.1% ولا يمثلن سوى 16.6% من زعامات التجمعات المحلية.

وعن نفس الموضوع قالت تايمز إن عضوات البرلمان البريطاني اشتكين من محاولة زملائهن بسط نفوذهم عليهن بل وإهانتهن أحيانا.


لا خيارات بالعراق
خصصت غارديان افتتاحيتها لهذا اليوم لما اعتبرته غيابا للخيارات الجيدة في العراق, مشيرة إلى أن أخبار العنف هناك تعطي انطباعا متزايدا بتلك الفرضية.

وذكرت أن كل يوم جديد يحمل معه أخبار رعب جديدة, في الوقت الذي يقترب فيه البلد من موعد إجراء الانتخابات المترقبة نهاية الشهر القادم.

وأوضحت الصحيفة أن ظهور رجال غير ملثمين يعدمون بعض عمال الانتخابات نهارا جهارا في شارع ببغداد يشهد على الثقة "الوقحة" للمتمردين, مضيفة أنه حتى تصميم الإدارة الأميركية بدأ يتداعى تحت وطأة الحقائق الصارخة للوضع في العراق.

من ناحية أخرى أكدت غارديان أنه حتى المناهضين للحرب في العراق يأملون في إجراء انتخابات تنهي "هذا الوضع المأساوي وتعبد الطريق أمام سحب القوات الأميركية والبريطانية من هذا البلد".

أما العراقيون فتقول الصحيفة إنهم غير متفقين على هذه النقطة, "فأغلبيتهم الشيعية تريد انتخابات فورية بينما يدعو السنّة وآخرون إلى تأجيلها".

إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان