انهمار المساعدات لضحايا الزلزال عبر الإنترنت

أيقونة الصحافة الاميركية

تمحورت اهتمامات الصحف الأميركية الصادرة اليوم حول تدفق المساعدات على المناطق المنكوبة جراء زلزال آسيا خاصة المساعدات عبر الإنترنت والهاتف وتطرقت إلى العراقيل التي تعترض جهود الإغاثة, كما تناولت الانتخابات العراقية وآفاق السلام في الشرق الأوسط.


"
انهمار المساعدات لضحايا زلزال آسيا على موقع للإنترنت أربك المسؤولين عنه حيث صرح أحدهم بأنهم يحصلون على تبرع كل ثلاث أو أربع دقائق
"
واشنطن بوست

التبرعات الفورية
قالت صحيفة واشنطن بوست إن صور المعاناة والبؤس التي رآها الأميركيون عبر شاشات التلفاز جعلتهم يستخدمون الإنترنت لتقديم تبرعاتهم بصورة فورية, مشيرة إلى أن أحد المواقع جمع حتى مساء أمس ثلاثة ملايين دولار بينما أدى انهمار المساعدات على موقع آخر إلى الارتباك حيث صرح أحد القائمين عليه أنهم يحصلون على تبرع كل ثلاث أو أربع دقائق, مضيفا أن الناس "يعطونها خالصة من قلوبهم".

أما الصليب الأحمر الأميركي فقد جمع حسب نفس المصدر حتى مساء أمس 19 مليون دولار مما جعل مسؤوليه يعبرون عن دهشتهم وسعادتهم الغامرة.


جهود الإغاثة
وعن جهود الإغاثة كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن طائرات الشحن العملاقة التي وصلت أمس إلى المنطاق المنكوبة محملة بآلاف الأطنان من مواد الإغاثة وضعت حمولتها في المطار بسبب عدم وجود الشاحنات والوقود وغياب نظام للتوزيع.

ونقلت الصحيفة عن جان إغلاند وهو منسق عمليات إنسانية في الأمم المتحدة قوله إن على دول العالم أجمع أن توحد جهودها من أجل التعامل مع أسوأ كارثة طبيعية عرفتها البشرية في تاريخها الحديث, مضيفا أن التنسيق في مثل هذه الحالة "أمر حيوي" في الوقت الذي يتزايد فيه عدد القتلى ساعة بعد ساعة, وقدر المبلغ الفوري الذي تحتاجه تلك المناطق 130 مليون دولار.

وتحدثت الصحيفة عن النقص الحاد في مواد الإغاثة الذي تعاني منه المنطقة خاصة في جزيرة آتشه الإندونيسية فضلا عما يتعرض له اللاجئون من معاناة, فذكرت قصة محمود بختيار الذي يجلس في مستشفى المدينة بعد أن فقد 16 فردا من أسرته ينتظر أن يعالج ذراعه المكسور وهو على هذه الحالة منذ أربعة أيام.

وأضافت الصحيفة أن عددا كبيرا من الجثث لا يزال ينتظر الدفن على الطريقة الإسلامية التي تقتضي تكفين الميت, الأمر الذي أصبح شبه مستحيل بسبب نقص القماش اللازم لذلك.


"
المبلغ الذي تعهد به بوش وهو 35 مليونا زهيد جدا لكنه يتماشى مع حجم المساعدات المتواضعة التي تقدمها أميركا كمساعدات مدنية للدول الفقيرة في العالم
"
نيويورك تايمز

هل نحن بخلاء.. نعم
هذا هو عنوان افتتاحية نيويورك تايمز التي قالت إن مبلغ 15 مليون دولار الذي تعهدت بتقديمه أميركا أغنى دولة في العالم (في البداية) للمتضررين من الكارثة لا يتعدى نصف ما ينوي الحزب الجمهوري إنفاقه على احتفالات تدشين بوش لبداية ولايته الثانية.

واعتبرت أنه حتى المبلغ الذي تعهد به بوش بعد ذلك وهو 35 مليونا زهيد جدا لكنه "يتماشى مع حجم المساعدات المتواضعة التي تقدمها أميركا كمساعدات مدنية للدول الفقيرة في العالم".

وذكرت الصحيفة أن ما تقدمه أميركا من مساعدات لا يتعدى 0.25% من دخل الخزينة الأميركية, بل إن أميركا كثيرا ما تتعهد بمبالغ مالية ولا تمنح منها سوى جزء, أو قد لا تمنح شيئا كما فعلت مع أفريقيا التي تعهد بوش في بداية الألفية الجديدة أن ينفق فيها خمسة مليارات دولار لدعم التنمية هناك ولم ينفق دولارا واحدا حتى الآن.

وفي الأخير طالبت الصحيفة الإدارة الأميركية بالوفاء بوعدها في تقديم 35 مليون دولار للمنكوبين وجعل ذلك خطوة أولى لمساعدات أشمل.

وفي مقال آخر قالت إن جهود الإغاثة الحالية اختبار للبشرية جمعاء, فالمأساة لم تفرق بين أبيض وأسود ولا بين من يتحدث لغة ما ومن يتحدث أخرى, "فليس للمأساة إلا وجه واحد وعلينا أن نواجهها بجبهة واحدة وموحدة".


الاقتراع العراقي
قالت صحيفة يو أس إيه توداي إن كل يوم يمر من الآن فصاعدا سيعتبر حاسما في نجاح الانتخابات العراقية, مشيرة إلى نية الرئيس بوش المعلنة في زرع الديمقراطية بالعراق.

"
انتخابات ناقصة تترك أجزاء واسعة من البلد غير ممثلة وملايين العراقيين مهمشين ستكون أسوأ من عدم إجراء انتخابات أصلا
"
باجاجي/يو أس أيه توداي

لكن الصحيفة طرحت الأسئلة التالية: هل يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل تفاقم العنف، وهل سيصوت عدد كبير من العراقيين بمن فيهم السنة العراقيين في هذا الاقتراع، وهل سيمتثل العراقيون لنتائج هذه الانتخابات ويلتفون حول حكومة شيعية أم ستؤول الأمور إلى صراعات طائفية ودينية قد تتطور لتصبح حربا أهلية؟

وفي معرض محاولتها الرد على هذه الأسئلة نقلت الصحيفة قول الزعيم السني المشارك في الحكومة المؤقتة عدنان باجه جي "إن أي انتخابات ناقصة تترك أجزاء واسعة من البلد غير ممثلة وملايين العراقيين مهمشين ستكون أسوأ من عدم إجراء انتخابات أصلا".

كما نقلت قول الكاتب الأميركي أدوين بلاك في كتابه تاريخ العراق "إن الانتخابات ستضمن سيطرة الشيعة وهذا يعني تهميش الآخرين وبذر حرب أهلية أخرى".

السلام في الشرق الأوسط
كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق وورن كريستوفر مقالا في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه إن هناك آمالا حقيقية للسلام في الشرق الأوسط وإن ما ينقص الآن هو الدور الأميركي الحيوي لتحريك عملية السلام هناك.

وذكر كريستوفر بأن هذا الدور كان دائما حاسما, لكنه في هذه المرحلة يحتاج أن يتمثل في أكثر من المال والكلام ليشمل "الفعل".

وأضاف بأن ما يعنيه بـ"الفعل" هو إما تردد وزيرة الخارجية نفسها على المنطقة أو تعيين الرئيس بوش لمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط يفضل أن يكون من الشخصيات المعروفة مثل جيمس بيكر.

وحذر الكاتب في الأخير من أن نوافذ الفرص في عملية سلام الشرق الأوسط سرعان ما تنغلق, مما يستدعي انتهاز الفرصة السانحة الآن.

إعلان
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان