نرويجي من أصول صومالية متهم في قضية إرهاب بلندن

سمير شطارة ـ أوسلو
أعادت صحيفة آفتن بوسطن النرويجية فتح ملف نرويجي من أصول صومالية اعتقل ببريطانيا في سبتمبر/أيلول 2004 بتهمة التوسط لشراء الماء الثقيل.
وقالت الصحيفة إن الصومالي الذي يحمل الجنسية النرويجية وعاش حياة تهتك بأوسلو متهم بقضية الإرهاب، ومازال محتجزاً في سجن بلمرش الواقع خارج العاصمة لندن.
وتفيد الصحيفة بأن الجالية الصومالية بأوسلو أصيبت بالدهشة عندما سمعت نبأ اعتقال أحد أبنائها وهو في الثانية والخمسين من عمره بتهمة الوساطة بين شبكة إرهابية ذات توجه راديكالي يشتبه في أنها ترجع للقاعدة وتجار بريطانيين لشراء مادة الزئبق الأحمر المشعة من أجل إنتاج قنابل قذرة.
وقد زعمت بعض المصادر الصحفية أن القنابل كان من المخطط أن تستخدم في هجمات ضد الولايات المتحدة وبريطانيا.
شهادة صديق
وأجرت الصحيفة لقاء مطولاً مع أحد أصدقاء الصومالي المعتقل فأبدى استغرابه من عملية الاعتقال، وأضاف "علي محمد جمه" أنه لا يصدق ما قيل بشأن صديقه المتورط بانتمائه لشبكة إرهابية ذات توجهات إسلامية، مؤكداً أن صديقه لم تبد عليه علامات التشدد الإسلامي البتة، خاصة أنه يحب حضور الحفلات، وكان متفتحاً وأليفاً.
ويؤكد جمه أنه لم ير صديقه بالنرويج منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتبادر إلى أذهان أصدقائه أنه سافر وعاد إلى شرقي أفريقيا للقيام بأعمال التجارة هناك، مضيفاً أنه سمع مرة أن صديقه قد استقر فترة من الفترات بدبي بقصد التجارة والعمل.
وأكد أن صديقه المعتقل بلندن كثف أنشطته في مجال الاقتصاد والتجارة بعد أن انفصل عن زوجته قبل سنوات عدة، حين انهمك أكثر في أعمال التجارة، مستغرباً في الوقت نفسه أن يكون استقر بلندن وترك وليده من مطلقته بأوسلو.
وأكد جمه أنه في حال صدقت الادعاءات بأنه متورط بقضايا إرهابية مثل شراء الماء الثقيل أو الزئبق الأحمر، فإن دافعه وراء ذلك مالي بحت وليس أيدولوجياً، في إشارة إلى أن صديقه لم يكن يرتبط بأي من الجماعات الإسلامية فكرياً.
ليلة القبض على الصومالي
وأوضحت صحيفة آفتن بوسطن ملابسات اعتقال الصومالي المتهم بقضية الإرهاب، مؤكدة أن أحد "الكبار" في المملكة العربية السعودية كلف الصومالي بمهمة تدبير مادة الزئبق الأحمر مقابل مبلغ قدره 300 ألف جنيه إسترليني لدى وسيط في لندن وهو صحفي يعمل في صحيفة سنشيشن نيوز اسمه مظهر محمود وقد أظهر نفسه على أنه مسلم متشدد بناء على اتفاق مع وحدة مكافحة الإرهاب المتعارف عليها بـ"نيو أسكتلنديار".
وأكدت الصحيفة أن عملية الاستدراج والاختراق تمت في غضون ستة أسابيع من العمل والمتابعة، وأن إلقاء القبض على المتهم الصومالي الحامل للجنسية النرويجية تم خلال اجتماع عقده في فندق هوليداي إن شمالي لندن في تاريخ 24سبتمبر/أيلول الماضي، كما تم إلقاء القبض على شخصين كانا مرافقين للمتهم.
التهمة
وأفادت الصحيفة بأن التهمة التي وجهت إليهم أثناء جلسة المحاكمة التي عقدت الاثنين الماضي هي التآمر والتمويل لشراء مادة محرمة دولياً لاستخدامها في أغراض إرهابية، مضيفة أن الشرطة حصلت على وثائق ومعلومات إرشادية مع الصومالي لاستخدامها في العمليات الإرهابية، ورفض الصومالي ورفاقه كافة التهم الموجه إليهم.
ومن جانبه صرح يرن هلمه مسوؤل الأمن في الشرطة النرويجية بأن السلطات البريطانية أطلعتهم على مجريات المحاكمة وكافة التطورات التي تتداولها الجهتان أولاً بأول، في الوقت الذي رفض فيه هلمه الحديث عن أي تفاصيل أخرى.
_________________