الديمقراطية المنقوصة
لا تكاد تخلو صحيفة من الصحف العربية الصادرة اليوم في لندن من تعليق على الانتخابات العراقية، وإن اختلفت وجهات نظرها ما بين مناهض شديد الحرص على إظهار أنها ديمقراطية منقوصة، ومؤيد شديد الحرص على إظهار نزاهتها وشموليتها. ومع ذلك فإن بعض هذه الصحف تطرق أيضا إلى الشأن الفلسطيني.
| " أي ديمقراطية هذه التي يشيد بها بوش إذا كان الناخبون فيها لا يعرفون أسماء المرشحين ولم يستمعوا إلى برامجهم الانتخابية " عطوان/ القدس العربي |
ديمقراطية الاحتلال
تحت هذا العنوان كتب عبد الباري عطوان افتتاحية صحيفة القدس العربي أبرز فيها أنه ليس من الصدفة أن يكون الرئيس الأميركي جورج بوش أول زعيم عالمي يشيد بالانتخابات العراقية ويصفها بأنها نجاح باهر يؤكد رفض إيديولوجية الإرهاب المعادية للديمقراطية، ثم يتبعه بدقائق تابعه الأوثق توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، مرددا العبارات نفسها.
وأكد عطوان أن الشعب العراقي يريد الديمقراطية مثل كل الشعوب العربية الأخرى المقهورة من قبل حكامها الدكتاتوريين، مضيفا أن ذهاب نسبة كبيرة منه إلى صناديق الاقتراع في أنحاء متفرقة من البلاد هو أحد الأدلة البارزة في هذا الخصوص، ولكن هذا لا يعني أن هذه الانتخابات حقيقية وأن نتائجها ستخرج البلاد من أزماتها المتفاقمة، وتؤسس لنقلة ديمقراطية نوعية في تاريخ البلاد.
ثم تساءل الكاتب عن أي ديمقراطية هذه التي يشيد بها بوش إذا كان الناخبون فيها لا يعرفون أسماء المرشحين ولم يستمعوا إلى برامجهم الانتخابية؟ ويضيف متسائلا أي ديمقراطية هذه التي يراقبها المراقبون الدوليون من العاصمة الأردنية عمان، أي على بعد 2000 كلم على الأقل عن بغداد؟
ويتعجب عطوان من سرعة إعلان مسؤول في اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة فيها زادت عن 75%، خاصة أن ذلك جاء قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، مؤكدا أن تلك كذبة كبيرة تثير الشكوك حول مصداقية هذه اللجنة والعملية الانتخابية برمتها! واعتبر أن هذا الإعلان بداية التزوير.
ويختم الكاتب بأن الديمقراطية هي مشاركة الجميع في تقرير شكل حكومتهم ونظامهم السياسي، غير أن الديمقراطية العراقية المصممة أميركيا استعدت طائفة في العراق ووضعتها في الخندق الآخر وحكمت عليها بالموت سياسيا، وهي ديمقراطية منقوصة بل مسمومة.
ثم يضيف متهكما: تخيلوا انتخابات أميركية لا تشارك فيها ولايات مثل نيويورك وميامي وكاليفورنيا، هل هذه انتخابات شرعية؟
| " الانتخابات تشكل الاستعداد الكبير لخطوة تاريخية أخرى يجب أن تتوافر لها أجواء الروية والهدوء والتعقل والتأمل، هي تجربة كتابة دستور العراق " الزمان |
مشاركة فاقت كل التوقعات
جاء في تعليق لصحيفة الزمان أن مشاركة العراقيين في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة فاقت كل التوقعات، مضيفة أن المقترعين استطاعوا تحدي الأخطار الأمنية مؤكدين تمسكهم بخيار دعم أكبر الممارسات الديمقراطية التي تعبر عن إرادة موحدة لدحر عهود الانفراد بالسلطة والقمع السياسي.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الاستحقاق السياسي الأول للعراقيين هو خوض تجربة الانتخابات والتفوق في نسبة المشاركة، فإن الاستحقاق الثاني سيكون في الدعوة لظهور ائتلافات سياسة هادئة في ضوء نتائج هذه التجربة العظيمة.
ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة تشكل الاستعداد الكبير لخطوة تاريخية أخرى من الواجب أن تتوافر لها أجواء الروية والهدوء والتعقل والتأمل، هي تجربة كتابة دستور العراق.
وختمت الزمان تعليقها بأن مرحلة صعبة قد تم إنجازها بنجاح وينتظر العراقيون مراحل أخرى أعدوا لها إرادة وعزماً قويين حتى يتم عرض مشروع الدستور المقبل على الشعب في استفتاء عام لإقراره وليشعر بأنه المسهم الرئيسي في تكوين العهد الجديد.. عهد الحرية والخلاص من جميع أنواع الهيمنة وتحرير إرادة العراقيين من أجل بناء حاضر البلد ومستقبله.
لقاء المطالب الأربعة
أعلنت صحيفة الشرق الأوسط أن أبا مازن سيحمل خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أربعة مطالب هي احترام الهدنة في حال حصوله على موافقة الفصائل الفلسطينية على وقف متبادل لإطلاق النار، وإطلاق سراح 8 آلاف أسير فلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل إلى مواقع ما قبل 28 سبتمبر/ أيلول 2000 تاريخ انطلاقة انتفاضة الأقصى، والتنسيق مع شارون حول الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن لقاء شارون-عباس لن يتطرق إلى موضوع استئناف المفاوضات بين الجانبين، مشيرة إلى أن الوقت لا يزال مبكرا لاستئناف تلك المفاوضات.
| " لقاء شارون-عباس لن يتطرق إلى موضوع استئناف المفاوضات بين الجانبين، لأن الوقت لا يزال مبكرا لاستئنافها " الشرق الأوسط |
ومن جهة أخرى أفادت الشرق الأوسط أن مصدرا مصريا رفيع المستوى في القاهرة قال إن مباحثات سياسية مهمة ستجرى مع جميع الأطراف المعنية بالشأن الفلسطيني خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح سيصلان إلى القاهرة يوم الجمعة المقبل لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن الحوار الفلسطيني-الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة أن هذا الحوار يأتي في إطار الترتيب للمؤتمر الموسع الذي ستشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية في مارس/ آذار المقبل.
وأوضح المصدر للصحيفة أن وفدا أمنيا مصريا رفيع المستوى سيغادر القاهرة الأحد المقبل إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل حيث سيجري مباحثات مع السلطة والفصائل الفلسطينية في غزة إضافة الى المسؤولين الإسرائيليين.
وفي المقابل قالت الصحيفة إن وفدا من الضباط الفلسطينيين مكونا من دفعة أولى من 42 ضابطا فلسطينيا سيصل القاهرة الخميس المقبل لتدريبهم على القيام بالمهام التي سيضطلعون بها في قطاع غزة على ضوء انسحاب قوات الاحتلال منه.