انتصار حماس يقلب المفاهيم

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم في لندن بالشأن الفلسطيني بدءا بفوز حماس القوي الذي قلب كثيرا من الموازين ومرورا بالتهدئة وانتهاء باللقاء المنتظر بين محمود عباس وشارون. وانفرد بعضها بالحديث عن السودان قبيل تسليم تقرير الأمم المتحدة الذي ستقدمه لجنة التقصي الدولية بشأن وقوع جرائم حرب في دارفور.
" نتائج الانتخابات البلدية هذه ألغت بصورة غير مباشرة نتائج الانتخابات الرئاسية التي سبقتها، وشككت في صحة التفويض الممنوح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس " عطوان/القدس العربي |
انتصار حماس الانتخابي
في افتتاحية القدس العربي كتب عبد الباري عطوان عن ما سماه بالفوز الساحق الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات البلدية التي جرى الإعلان عن نتائجها النهائية رسميا أمس، قائلا إنه هو أهم رسالة سياسية يوجهها الشعب الفلسطيني إلى الدولة العبرية والعالم حول حقيقة مشاعره تجاه كل ما يجري طبخه حاليا في الغرف المظلمة من تسويات.
وقال الكاتب إن هذا الفوز قد قلب كل المفاهيم والتوازنات والتصنيفات، التي كان يتم على أساسها تقييم حجم القوى في الساحة الفلسطينية، مضيفا أنه بدد انطباعات سابقة كانت تعطي القوى غير الإسلامية أغلبية مطلقة تبرر سيطرتها علي القرار الفلسطيني، والانخراط في عملية تفاوضية مع الطرف الإسرائيلي للتوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية.
وأضاف عطوان أن نتائج الانتخابات البلدية هذه ألغت بصورة غير مباشرة نتائج الانتخابات الرئاسية التي سبقتها، وشككت في صحة التفويض الممنوح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ونسفت شرعية المجلس التشريعي الفلسطيني وأحقيته في تمثيل الغالبية من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولخص الكاتب أهمية هذه الانتخابات في مجموعة نقاط منها إثبات كون حركة التحرير الفلسطيني فتح، حزب السلطة ترهلت وفقدت زمام السيطرة علي الشارع الفلسطيني، بسبب وجود قيادة هرمة على رأسها، باتت عاجزة تماما عن قراءة المتغيرات في الشارع الفلسطيني، وفهم التيارات الشابة في صفوفها.
ومنها حسب الكاتب أن التصويت لحماس هو تصويت لصالح المقاومة، والعمليات الاستشهادية، وحق العودة، مثلما هو تصويت ضد الفساد وكل رموزه، وضد التسويات المنقوصة.
وتؤكد هذه النتائج أيضا حسب رأي الكاتب أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان هو مصدر الثقل الرئيسي في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وغيابه ترك فراغا قياديا كبيرا، بدأت الحركات الإسلامية، وحركة حماس على وجه التحديد تتجه بقوة لملئه.
ويؤكد عطوان أن هذه النتائج كشفت زيف كل الدعايات التي يحاول أنصار التسوية المطروحة حاليا بثها، ومفادها أن الشعب الفلسطيني تعب من حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، كما كشفت زيف استطلاعات الرأي التي تحصر نسبة حركات المقاومة في 20% متهما الجهات التي تصدر تلك الاستطلاعات بالتضليل المتعمد.
وعلق الكاتب بأن هذه النتائج ستقع موقع الصاعقة على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها أرييل شارون، مثلما ستصيب السيد محمود عباس بحالة من الأرق والكوابيس المزعجة لعدة أسابيع مقبلة، خاصة وهو يستعد للعودة إلى مائدة المفاوضات على أمل تطبيق خريطة الطريق.
لكن عطوان أبدى تخوفه من أن تؤدي هذه النتائج إلى نسف ما سماه ربيع الديمقراطية في فلسطين عندما توعز الولايات المتحدة وإسرائيل إلى السلطة الفلسطينية بالمماطلة أو حتى إلغاء الانتخابات التشريعية.
" هناك حاجة ماسة إلى وقف متبادل للعنف وعلى ضرورة النظر إلى الانسحاب من غزة على أنه جزء من إنهاء الاحتلال وإدراك أن التنمية الاقتصادية ليست بديلاً عن العملية السياسية " فياض/الحياة |
التهدئة بالتهدئة
قالت صحيفة الحياة إن الإجراءات الفلسطينية الأخيرة الخاصة بالتهدئة وضبط الأمن أطلقت موجة من التفاؤل في إسرائيل عكست نفسها في إجراءات أولية شملت فتح المعابر ووقف العمليات العسكرية الهجومية في قطاع غزة وتقليصها في الضفة الغربية ووقف ملاحقة الناشطين.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، زعيم حزب العمل حسب ما أوردت الحياة عن أمله في أن يكون اجتماع عباس وشارون جيد التحضير هذه المرة، متوقعاً أن يجري خلال أيام وليس أسابيع، في نفس الوقت الذي وصف فيه وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الوضع بأنه "عصر جديد".
أما وزير المال الفلسطيني سلام فياض فقد أكد على الحاجة إلى وقف متبادل للعنف وعلى ضرورة النظر إلى الانسحاب من غزة على أنه "جزء من إنهاء الاحتلال"، مؤكداً أن "التنمية الاقتصادية ليست بديلاً عن العملية السياسية".
وفي إسرائيل، أفادت الحياة بأن أجواء التفاؤل الرسمي انعكست على موقف الشارع الذي أظهر استطلاع للرأي أن غالبيته تدعو إلى الرد على التهدئة بوقف الاغتيالات.
" حكومة السودان لن تسلم أي سوداني يثبت تورطه في جرائم دارفور ليحاكم في المحاكم الدولية بسبب جريمة وقعت في السودان وضد مواطنين سودانيين " محمد طه/الشرق الأوسط |
السودان لن تسلم مواطنيها
قالت صحيفة الشرق الأوسط إن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قال في أول حوار له بعد توقيع اتفاقية السلام حول الجنوب، إن حكومته لن تسلم أي سوداني يثبت تورطه في جرائم دارفور ليحاكم في المحاكم الدولية، مؤكدا قدرة القضاء السوداني على النظر في مثل هذه القضايا طالما أن "الجريمة وقعت في السودان وضد مواطنين سودانيين".
وأفادت الصحيفة بأن الحكومة السودانية ينتظر أن تتسلم اليوم تقريرا من الأمم المتحدة يحوي نتائج تحقيقات لجنة التقصي الدولية حول وقوع جرائم حرب في دارفور، معلقة بأن هذا التقرير مثير للجدل، وأنه قد يوصي بمحاسبة مسؤولين في الحكومة لدى محاكم دولية بتهمة ارتكاب أعمال ضد الإنسانية.
لكن مصادر في الخرطوم أشارت حسب الصحيفة إلى أن التقرير تحاشى تعبير وجود "إبادة جماعية".