اليوم الأكثر خسارة للأميركيين في العراق

أيقونة الصحافة البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخسائر الأكثر فدحا التي تكبدتها القوات الأميركية أمس في العراق،  وتعرضت لتراجع حدة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك تسريح الجيش الإسرائيلي لوحدة من المتدينين إضافة إلى مقاطعة المسلمين البريطانيين احتفالات إحياء ذكرى ضحايا ما يسمى بالمحرقة اليهودية.
 

"
أحداث يوم أمس في العراق كبدت القوات الأميركية خسائر بشرية كانت الأفدح منذ بدء غزوها للعراق
"
فاينانشال تايمز

الخسارة الأفدح

تناولت صحيفة فاينانشال تايمز أحداث يوم أمس في العراق التي كبدت القوات الأميركية خسائر بشرية كانت الأفدح منذ بدء غزوها للعراق، حيث لقي واحد وثلاثون جنديا مصرعهم في حادث تحطم مروحية عسكرية، وستة آخرون قضوا خلال هجمات شنها رجال المقاومة، مما رفع عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق منذ الغزو إلى 1407 كما تقول الصحيفة.
 
وذكرت الصحيفة أن العنف في العراق قد تصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات التي تعتبر مثار جدل، فقد وردت تقديرات متناقضة إزاء حماس الناخبين العراقيين في الداخل والخارج لها برغم محاولات الأميركيين الحثيثة لدفع كافة العراقيين إلى المشاركة فيها.
 
وفي هذا السياق أوردت الصحيفة تصريحا لمفوض الأمم المتحدة لشؤون الانتخابات في العراق كارينا بيريلي الذي طالب الأميركيين بالنأي بأنفسهم عنها لأنها شأن عراقي داخلي بحت.
إعلان
 
تهدئة وتفاؤل
وعن الشأن الفلسطيني تحدثت الصحيفة نفسها عما أسمته تراجع وتيرة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين قائلة إن ذلك عزز الآمال باحتمال عقد مؤتمر قمة بين قادة الطرفين، وذكرت أن الاتصالات استؤنفت بين مساعدي كل من عباس وشارون لمناقشة وقف إطلاق نار شامل بين الطرفين.
 
وتقول الصحيفة إن الإسرائيليين يريدون أن تتركز الاتصالات حاليا على القضايا الأمنية فحسب في حين يطالب الفلسطينيون بأجندة أشمل. وفي هذا السياق أشارت الصحيفة إلى تراجع عدد الهجمات وذكرت أن مما يبعث على التفاؤل إعلان إسرائيل استعدادها لوقف عمليات الاغتيال المخططة التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000.
 
ومضت الصحيفة تقول إنه في حالة عقد مؤتمر قمة بين الطرفين فإن هناك احتمالا لمناقشة خطة إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة التي يخشى الفلسطينيون أن تبعد الأنظار عن خطة شارون بإحكام قبضته على الضفة الغربية.
 
تسريح عسكريين

تسريح بعض وحدات الجيش الإسرائيلي المشكلة من المتدينين
خطوة سياسية تشكل تهديدا خطيرا للحمة الجيش وتمس بالنسيج الخاص بالصهيونية المتدينة
"
آفي إيفتام/غارديان

أما صحيفة غارديان فذكرت أن الجيش الإسرائيلي بصدد تسريح بعض وحداته المشكلة من المتدينين المتعصبين واليمينيين المتطرفين خشية حدوث تمرد لدى صدور الأوامر بتنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وسط تصاعد المعارضة في أوساط الجنود لإخلاء المستوطنين والمستوطنات وذلك رغم نفي الجيش أن يكون ذلك السبب وراء تسريح هذه الوحدات.

 
وأشارت الصحيفة إلى اتهامات بعض أعضاء البرلمان الإسرائيلي والحاخامات للجيش بالتخطيط لتسريح الجنود الذين يمكن أن يشقوا عصا الطاعة في وجه الأوامر الصادرة لهم بإخلاء المستوطنين من قطاع غزة، وذكرت في هذا السياق أن الجيش قد سرح العشرات من قوات الاحتياط الذين  جاهروا بمعارضة خطة إخلاء غزة.
 
كما نقلت الصحيفة عن آفي إفتام أحد الوزراء السابقين في حكومة شارون مطالبته ببحث هذا الموضوع في جلسة للبرلمان، قائلا إن هذه خطوة سياسية تشكل تهديدا خطيرا للحمة الجيش وتمس بالنسيج الخاص بالصهيونية المتدينة.
إعلان
 
ونوهت الصحيفة بالدعوات المتكررة من جانب بعض المستوطنين والمتطرفين اليمينيين للجنود برفض تنفيذ أوامر الجيش بإخلاء مستوطنين ومستوطنات من بينهم شقيق وزير الثقافة من مستوطني الضفة الغربية الذي يتم التحقيق معه من قبل الادعاء العام بتهمة جمع تواقيع آلاف الجنود الذين تعهدوا برفض تنفيذ الأوامر.
 
وأوردت الصحيفة في هذا السياق رد شارون المتحدي على ذلك في البرلمان حينما قال "إن مصداقية النظام الديمقراطي تتجلى عندما تذعن الأقلية لقرارات الأغلبية حتى وإن كانت غير مستساغة من جانبهم".
 

"
الجالية الإسلامية ستقاطع الاحتفالات بذكرى المحرقة اليهودية ما لم تشمل تخليد ذكرى محرقة الفلسطينيين خلال الانتفاضة
"
صقراني/صنداي تايمز

مقاطعة احتفالات

وتناولت صحيفة صنداي تايمز مقاطعة مسلمي بريطانيا لاحتفالات إحياء ذكرى ما يعرف بالمحرقة اليهودية التي تحل هذا الأسبوع  بمناسبة يوم تحرير معسكر أوشفيتس نظرا لعدم تخليد ذكرى الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الصراع.
 
وفي هذا السياق اقتبست الصحيفة من رسالة إقبال صقراني الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني إلى وزير الداخلية البريطاني قوله إن الجالية ستقاطع الاحتفالات ما لم تشمل تخليد ذكرى محرقة الفلسطينيين خلال الانتفاضة أسوة بما حصل في دول أوروبية أخرى حيث جرى تكريم ذكرى الفلسطينيين والروانديين الذين سقطوا في الصراعات.
 
وعلى صلة بالأمر نقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الداخلية قولهم إن طلب سكرتير المجلس الإسلامي البريطاني الذي يمثل 1.2 مليون شخص قيد البحث لكنهم ذكروا أنه لا توجد في الوقت الحالي خطط لتوسيع الاحتفالات التي ستشهدها ملكة بريطانيا وقرينها ورئيس الوزراء البريطاني.
 
وذكرت الصحيفة أن المقاطعة تشكل إحراجا لوزير الداخلية الذي تتحمل وزارته مسؤولية الجاليات الدينية وأثارت كذلك غضب الجالية اليهودية التي ترى في ذلك مسا بقدسية المناسبة وذكرى ضحايا المحرقة والناجين منها من وجهة نظرها.
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان