الاحتلال يواجه طريقا مسدودا في العراق

سيطر الشأن العراقي على اهتمامات الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم, فقد وصفت الاحتلال الأميركي بأنه يواجه طريقا مسدودا في العراق وأن الانتخابات يشوبها المخالفات, ونقلت تحذيرات صادرة من قمة دافوس المنعقدة حاليا, بالإضافة إلى تمسك أبو مازن بالقدس الشرقية كعاصمة فلسطينية.
طريق مسدود
" الانتخابات العراقية محاولة من جانب الاحتلال لإعادة البريق إلي المسوغ الأخلاقي للغزو، وعبر هذه الانتخابات سيمكن إعلان النجاح الأميركي في العراق " بشير نافع/ القدس العربي |
فقد كتب بشير نافع مقالا في القدس العربي قال فيه إن إحدى أهم المسوغات التي برر بها المسؤولون الأميركيون والبريطانيون غزو العراق واحتلاله أن الحرب هي حرب تحريرية للشعب العراقي، ولكن الواضح أن القوات المحتلة للعراق باتت تتصرف كما تصرفت القوات الإمبريالية المحتلة عبر التاريخ.
وأضاف بأن الغزاة حاولوا تغطية الاحتلال بغلالة أخلاقية، ولكن بعد أن انتشرت ممارسات التعذيب وزرعت أرض العراق الجديد بالمقابر والمعتقلات، انهار المسوغ الأخلاقي للغزو والاحتلال. ولم تسقط غلالة الاحتلال الأخلاقية فقط، بل وبات الاحتلال يقف أمام طريق سياسي مغلق أيضاً.
واعتبر أن الانتخابات هي محاولة من جانب الاحتلال لإعادة البريق إلي المسوغ الأخلاقي للغزو، وعبر هذه الانتخابات سيمكن إعلان النجاح الأميركي في العراق وتبرير الخسائر البشرية والمادية الهائلة للمحتلين والعراقيين علي السواء، وعبر الانتخابات ثمة أمل ما زال في انقاذ مشروع الاحتلال.
وأضاف الكاتب أنه بعد عقد الانتخابات سيكون علي واشنطن أن تسلك واحداً من طريقين: الأول أن توحي للحكومة العراقية القادمة، أيا كان سادتها، بطلب جدولة انسحاب قوات الاحتلال، وبعد تفاوض شكلي، تعلن إدارة بوش انسحابا كاملا من العراق خلال عام أو أقل، مؤكدة أن الولايات المتحدة قامت بواجبها الأخلاقي والسياسي والأمني في بلاد الرافدين.
أما الطريق الثاني فهو طريق العناد والمكابرة، طريق الإمبراطوريات الإمبريالية التقليدي. لأن الانسحاب من العراق بدون تحقيق مكاسب ملموسة سيري في المنطقة العربية والعالم باعتباره هزيمة أميركية بالغة.
" يطمح منظمو منتدى دافوس إلى إحياء الحوار الإسرائيلي-الفلسطيني، خاصة في ظل حضور أبو مازن ووزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم " الشرق الأوسط |
تسونامي صامت
أما صحيفة الشرق الأوسط فقد كتبت عن افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس ونقلت تحذيرات الرئيس الفرنسي جاك شيراك مما أسماه بـ«التسونامي» الصامت الذي يهدد العالم، وهو البطالة والإرهاب، وذلك في إشارة إلى أن مخاطره تماثل المد البحري المدمر الذي ضرب جنوب آسيا عقب الزلزال البحري.
وأفادت بأن اقتراحات شيراك شملت فرض ضريبة دولية على التحويلات المالية أو بطاقات الطيران لتمويل مكافحة الإيدز.
ويطمح منظمو المنتدى إلى إحياء الحوار الإسرائيلي-الفلسطيني، إذ إن شخصيات إسرائيلية مهمة تشارك في دافوس مثل وزير الخارجية سيلفان شالوم, بالإضافة إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
تحذيرات دولية
وفي الشأن الاقتصادي أيضا قالت الشرق الأوسط إن التحذيرات الدولية تكاثرت بشأن عجز الولايات المتحدة المالي وآثاره السلبية على الاقتصاد العالمي ككل قبيل اجتماع واضعي السياسة المالية والنقدية في الدول الصناعية الكبرى السبع الذي يعقد في لندن الأسبوع المقبل بحضور الصين.
وفي أحدث تحذير قال خبراء الأمم المتحدة إنه لا يمكن للولايات المتحدة الاعتماد على انخفاض الدولار وحده في تقليص العجز الضخم في ميزانها التجاري. ودعوا إلى خفض الإنفاق الحكومي وزيادة المدخرات وإلا "ستغامر واشنطن بالتسبب في صدمة خطيرة للاقتصاد العالمي".
وأشارت الصحيفة إلى التقرير الدوري الذي يحمل عنوان "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ونقلت عنه "أنه من دون اتخاذ إجراءات إضافية فإن الاقتصاد العالمي سيعاني من "حركة تصحيحية مفاجئة ذات آثار ضارة على المستوى العالمي".
ترتيب البيت الفلسطيني
من جانبها أجرت صحيفة الحياة مقابلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كشف فيها عن تشكيل لجنة خاصة تضم اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني للبحث في "إعادة تقويم عمل منظمة التحرير الفلسطينية" وتوجيه دعوة إلى كافة التنظيمات للمشاركة في هذا التقويم، في خطوة تعتبر بمثابة مدخل لضم كافة الفصائل إلى البيت الفلسطيني الرسمي.
" قلنا للإسرائيليين في كامب ديفد نحن نعترف بالقدس الغربية لكم, والقدس الشرقية لنا، أما الاثنتان فلا " أبو مازن/ الحياة |
وأوضح أن الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في يوليو/ تموز المقبل ستعتمد النظام الانتخابي المختلط (الدوائر+القوائم الحزبية) باعتبار أنها الباب الذي سيفضي إلى "الشراكة السياسية" وانخراط الحركات الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وحذر أبو مازن من أنه بدون الدعم الأميركي للخطوات التي أنجزناها في إطار ما هو مطلوب فلسطينيا في "خريطة الطريق"، فإن الجميع "سيسقط في هوة سحيقة"، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني لن يقبل بمنطق "عليكم عمل المزيد".
وفي ما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس، بما فيها تطبيق قانون "أملاك الغائبين" الإسرائيلي على المقدسيين وعقاراتهم، قال أبو مازن إن "القدس الشرقية لنا، هي عاصمتنا واحتلت عام 1967، قلنا للإسرائيليين في كامب ديفد نحن نعترف بالقدس الغربية لكم, والقدس الشرقية لنا، أما الاثنتان فلا".