الحرب الأهلية قادمة إلى العراق

جذب العراق اليوم اهتمام الصحف العربية الصادرة في لندن دون استثناء وإن تباين ما كتبت حوله, فقد نشرت القدس العربي افتتاحية حول موضوع التفكك والحرب الأهلية، في حين اكتفت الشرق الأوسط بالإشارة إلى حق صدام في التصويت ورغبة السنة في المشاركة في صياغة الدستور, أما الحياة فقد تحدثت عن القضاء على خلية لتجنيد المقاتلين الفرنسيين للحرب في العراق.
العراق علي طريق التفتيت
" ما يجري في العراق من قتل وتعذيب على أيدي الجلادين الأميركان في سجن أبو غريب ونظرائهم البريطانيين ورجالات حكومة علاوي يفوق مرات ما وقع في العهد السابق " عطوان/ القدس العربي |
تحت هذا العنوان كتب عبد الباري عطوان افتتاحية صحيفة القدس العربي وقال فيها إن "العراق يتحلل.. ويتجه بسرعة قياسية نحو التفتيت على أسس طائفية وعرقية، مما يؤكد أن نبوءة الكاتب اليهودي برنارد لويس الذي قال إن العراق دولة مصطنعة واحتلاله فرصة لتصحيح هذا الخطأ، أصبحت على وشك التحقق عمليا".
ويقدم عطوان دليلا على تنبئه إعلان الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي قبل يومين -دون تعليق من السيستاني- عن حتمية قيام إقليم شيعي في الجنوب على غرار الإقليم الكردي في شمال العراق، في نفس الوقت الذي يضع فيه الأكراد من جانبهم شروطا تعجيزية للبقاء في إطار العراق الجديد والتخلي عن فكرة الانفصال، من بينها تكريس مبدأ الفدرالية، وضم أراض جديدة مثل كركوك وأجزاء من الموصل إلى الإقليم الكردي.
ويؤكد عطوان أن الحرب الأهلية قادمة إلى العراق، ولكنها ربما لا تكون بين السنة والشيعة، أو العرب والأكراد حسب رأيه، وإنما بين من سماهم أبناء أميركا المحتمين بدباباتها وطائراتها، موضحا أنها ستكون بين معسكر الدكتور إياد علاوي ومعسكر القائمة السيستانية، بمجرد الانتهاء من "مهزلة الانتخابات".
ويتساءل الكاتب عما سيكون عليه الحال لو فازت القائمة الشيعية التي يؤيدها المرجع الأعلى بالأغلبية الساحقة من المقاعد، فهل سيقبل علاوي بالتنحي عن رئاسة الوزراء للدكتور الجلبي بطيب خاطر؟ وهل سيقبل بنتائج اللعبة الديمقراطية وفق الشروط الأميركية؟
وأبدى الكاتب ألمه لأن معظم أبناء العراق يعيشون حالة من الغيبوبة الوطنية، كأنهم لا يريدون أن يروا الحاضر أو أن يفكروا بالمستقبل.
وينقل عطوان اعتراف موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي السابق بأن الفساد الذي يعم العراق حاليا أكبر من نظيره في العصر السابق، مضيفا إليه أن ما يجري في العراق من قتل وعمليات تعذيب على أيدي الجلادين الأميركان في سجن أبو غريب ونظرائهم البريطانيين في معتقلات البصرة ورجالات حكومة علاوي في المنطقة الخضراء، يفوق كذلك مرات ما وقع في العهد السابق.
ويختم افتتاحيته بالتهكم على مقولة أن العراق الجديد سيكون واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، متسائلا هل ما يجري علي أرضه حاليا من مجازر وممارسات لأهل الحكم يعكس هذه البشائر؟
" أركان النظام العراقي السابق يحق لهم التصويت والمشاركة في الانتخابات ماعدا حق الترشيح " هنداوي/ الشرق الأوسط |
من حق صدام أن يصوت
نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية عبد الحسين هنداوي أن أركان النظام العراقي السابق يحق لهم التصويت والمشاركة في العملية الانتخابية، ما عدا حق الترشيح.
وقال الهنداوي "من الناحية القانونية يحق للرئيس العراقي السابق صدام حسين وأركان نظامه التصويت طالما أنهم لم يحاكموا حتى الآن ويعدون محتجزين، لكن ليس من حقهم الترشح لكونهم محالين إلى المحاكم بتهم تتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية".
المشاركة في صياغة الدستور
وفي موضوع آخر أفادت الشرق الأوسط أن أبرز حزب سني في العراق أعلن أمس أنه يرغب في المشاركة في صياغة الدستور وأنه قد يوافق على الانضمام إلى الحكومة المقبلة رغم مقاطعته الانتخابات التشريعية المقبلة.
ونسبت الصحيفة إلى الناطق باسم الحزب الإسلامي العراقي إياد السامرائي القول "نرغب في المشاركة في صياغة الدستور.. هذه ليست قضية سياسية".
وأكد السامرائي حسب الصحيفة أن حزبه موافق على أن يشارك بعض أعضائه أو شخصيات سنية أخرى في الحكومة، لكنه لم يبد نفس الحماس لتولي حقائب وزارية بقدر ما شدد على الرغبة في المشاركة في صياغة الدستور.
القضاء على شبكة للتجنيد
" السلطات الفرنسية قضت على شبكة إسلامية سرية لتجنيد مواطنين فرنسيين للقتال ضد القوات الأميركية في العراق " الحياة |
ذكرت صحيفة الحياة أن السلطات الفرنسية قضت على شبكة إسلامية سرية لتجنيد مواطنين فرنسيين للقتال ضد القوات الأميركية في العراق.
ونسبت إلى مصدر مقرب من وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أن جهاز المخابرات الداخلية الفرنسي اعتقل أعضاء الشبكة -وهم خمسة رجال وسيدتان- في باريس يوم الاثنين حيث يتمركز شبان مقربون من الجماعات الإسلامية "الراديكالية".
وأفادت الصحيفة أن الاشخاص السبعة رهن الاعتقال انتظارا لإجراء مزيد من التحقيقات معهم، مضيفة أن هذه هي العملية الأولى من نوعها حسب مصادر الأمن الفرنسي الذي يعتبر الحرب ضد الجماعات "الراديكالية الإسلامية" إحدى أولويات وزارة الداخلية.
وأشارت الحياة إلى أن تحقيقا قضائيا رسميا في شبكات تجنيد مقاتلين كان قد بدأ في أعقاب مقتل عدد من المواطنين الفرنسيين في العراق، مؤكدة أنه من الصعب تحديد عدد المتطوعين الأجانب في العراق بدقة.