إقحام الطائفية في استجواب وزير شيعي
انشغلت الصحف الكويتية اليوم بالاستجواب الذي قدمه نواب إسلاميون من الأغلبية السنية ضد وزير الإعلام الشيعي محمد أبو الحسن، كما أشارت إلى أن هناك انعطافا حقيقيا سيطرأ على العلاقات بين إسرائيل وليبيا قريبا.
الاستجواب والفتنة الطائفية
" لا مكان للطائفية في الاستجواب، وإن إثارة الحكومة لموضوع الطائفية أمر في غير محله وأسلوب لا يتسم بالموضوعية لأن الرد على الاستجواب يكون بتفنيد محاوره وليس بإقحام قضايا سياسية إقليمية فيه " الطبطبائي/الرأي العام |
علقت صحيفة الرأي العام على الاستجواب الذي قدمه نواب إسلاميون ضد وزير الإعلام الشيعي محمد أبو الحسن بسبب إصداره تصاريح لإقامة حفلات موسيقية في الكويت، والتخوف من أن يكون ذلك بداية فتنة طائفية بحكم أن الوزير شيعي.
فقد رأت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "الاستجواب حق.. إنما الكويت أولا" أن "آخر ما تحتاج إليه الكويت الآن هو الخطاب الطائفي، وآخر ما نريد أن نراه هو التحريض المذهبي، وآخر ما نريد أن نسمعه هو الكلام الذي ينقل مساءلة سياسية مما يفترض أنه أخطاء إدارية وتنظيمية إلى مبارزة تخلق اصطفافا طائفيا يحتشد الناس خلفه بناء على انتمائهم ومعتقداتهم فيغيب العقل وتحضر الغريزة".
ولفتت إلى أنه "لا يختلف اثنان على نيات المستجوبين الصادقة وحقوقهم التي كفلها الدستور وواجباتهم في ظل النظام الديمقراطي، لكن المصطادين في الماء العكر كثر والظروف المشجعة على إذكاء الفعل الغريزي تتراكم من كل حدب وصوب يغذيها إجرام إرهابي فقد كل إحساس ديني وإنساني يضرب شمالا وجنوبا هدفه الفتنة الكبرى وتمزيق المجتمعات".
في نفس السياق أشارت الرأي العام في تقرير لها إلى أن النواب الإسلاميين سارعوا إلى تأكيد خلو استجوابهم من أي "طابع طائفي".
ونقلت عن النائب وليد الطبطبائي أحد مقدمي الاستجواب قوله إنه "لا مكان للطائفية في الاستجواب، وإن إثارة الحكومة لموضوع الطائفية أمر في غير محله وأسلوب لا يتسم بالموضوعية لأن الرد على الاستجواب يكون بتفنيد محاوره وليس بإقحام قضايا سياسية إقليمية فيه".
الاستجواب وجلسة المناقشة
على صعيد آخر أعلن مصدر برلماني كويتي لصحيفة الوطن أن اجتماعا جمع أمس مجموعة من النواب وقطبا حكوميا ووزير الإعلام أبو الحسن بغرض بحث الموقف ووضع آلية التحرك ومدى الشروع في تقديم طلب استيضاح لبعض المسائل والقضايا المبهمة المطروحة في مواد الاستجواب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر برلمانية أرجعت عدم اكتمال نصاب الجلسة المقررة لمجلس الأمة الكويتي إلى حالة المشاورات التي دارت بين نواب من جهة ونواب ووزراء من الجهة الأخرى بشأن الاستجواب.
ونقلت مصادر نيابية مؤيدة للوزير أبو الحسن لصحيفة الوطن قولها إنها أبلغت الوزير "بضرورة عدم التأجيل وخوض المناقشة في الجلسة المفترضة للمناقشة وهي الثالث من يناير/ كانون الثاني المقبل رغبة في عدم الإيحاء بوجود ما يخشاه الوزير أو ما يستدعي قرار التأجيل"، لافتا إلى ضرورة استثمار "حالة عدم الاتفاق" داخل الكتلة الإسلامية نفسها حول محاور الاستجواب.
" احتمال التعديل الحكومي بات أضعف في ظل الاستجواب، وهناك أصابع حكومية في هذا الملف، فقد كان رد فعلها هو الأبرز بعد أن وصف الشيخ صباح الأحمد الاستجواب بالفتنة " القبس |
الاستجواب والتعديل الوزاري
من جهة أخرى ذكرت مصادر حكومية مطلعة لصحيفة القبس أن احتمال التعديل الحكومي بات أضعف في ظل الاستجواب، وقالت "حتى لو كان هناك تفكير في التعديل فإنه لن يتم إلا بعد الانتهاء من جولة الاستجواب الجديد".
ولم تستبعد المصادر وجود أصابع حكومية في هذا الملف، فقد كان رد فعلها هو الأبرز بعد أن وصف رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الاستجواب "بالفتنة". مشيرة إلى أن الحكومة مقتنعة بأن التنازل في هذا المجال سيفتح "شهية المستجوبين لمزيد من التنازلات".
إسرائيل وليبيا
أفادت صحيفة الرأي العام الكويتية أن نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه كحلان تحدث عن انعطاف حقيقي سيطرأ على العلاقات بين إسرائيل وليبيا قريبا.
ونقلت الصحيفة عن كحلان (اليهودي من أصل ليبي) قوله إن يهود ليبيا الذين يقطنون في إيطاليا "يشكلون جسرا لإقامة علاقات بين تل أبيب وطرابلس".
وأشارت إلى أن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت أن هناك لقاءات إسرائيلية ليبية تجري في الولايات المتحدة وأوروبا, مذكرة بأن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أعرب أخيرا عن مظاهر صداقة واضحة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك إجراء اتصالات سرية مع إسرائيليين.
وحسب المصادر فان سيف الإسلام كان المسؤول عن الاتصالات التي جرت في باريس مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قبل نحو عام.