خطط أميركية لضرب إيران

تعددت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم، ففي حين تحدث بعضها عن خطط الولايات المتحدة السرية لضرب مواقع في إيران، تطرقت أخرى لارتفاع نسبة الجرائم العنصرية ضد المسلمين في بريطانيا، كما تناول بعض تلك الصحف الضحايا المنسيين للحرب على العراق.
" |
خطط سرية
قالت صحيفة إندبندنت إن وزارة الدفاع الأميركية تجري منذ فترة استكشافات سرية لمواقع من المحتمل استهدافها داخل إيران.
ونقلت الصحيفة عن سيمور هيرش في تقرير لها نشرته صحيفة "نيويوركر" أن نقاشا حادا يجرى في وزارة الدفاع الأميركية بشأن إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية بهدف تدميرها.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي جورج بوش سمح بتكوين فرق كوماندوز وفرق من القوات الخاصة للقيام بعمل ضد أهداف إرهابية في عشر دول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا, مضيفة أن الهدف الأهم –حسب الخبراء- هو إيران.
وعن نفس الموضوع قالت صحيفة فايننشال تايمز إن تأييد تغيير الحكم في إيران يتزايد داخل أروقة الكونغرس الأميركي, مشيرة إلى أن هناك تشجيعا لمجموعات إيرانية معارضة جديدة مؤيدة من طرف المحافظين الجدد للظهور من
أجل الحصول على التمويل الأميركي.
وفي نفس الإطار قالت صحيفة ديلي تلغراف إن الإدارة الأميركية تعمل على إعاقة الجهود الأوروبية الرامية إلى إقناع إيران بتجميد برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين غير راضين عما أسموه "التزام" الأوروبيين اتجاه إيران, مضيفين أن أميركا لن تكون شريكة في إعطاء الحكومة الإيرانية "مكافئات على سلوكها السيئ".
" الحرب على الإرهاب زادت من "الكراهية الإسلامية" وقادت إلى مجتمع أكثر انقساما, مما قد يسبب شرخا في المجتمع البريطاني المتعدد الثقافات " CPS /إندبندنت |
ازدياد الجرائم العنصرية
وفي موضوع آخر قالت صحيفة إندبندنت إن جهاز CPS الذي يعنى بمتابعة الجرائم العنصرية أكد في تقرير له اليوم أن تلك الجرائم سجلت رقما قياسيا في بريطانيا السنة الماضية مما ينذر بتفشي كراهية المسلمين التي تنامت بسبب الحرب على الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن الجهاز الذي يتابع هذه الظاهرة أكد أن الدعاوى القضائية المتعلقة بالجرائم العنصرية قفزت بنسبة 20% السنة الماضية.
وأشارت إلى أن هذا التقرير يبرر المخاوف التي ما فتئ زعماء الجالية الإسلامية والجالية الآسيوية يثيرونها من أن هناك علاقة بين الحرب على الإرهاب وازدياد الجرائم العنصرية.
ونقلت إندبندنت عن مدير CPS قوله إن الحرب على الإرهاب عززت تنامي "الكراهية الإسلامية" وقادت إلى مجتمع أكثر انقساما, محذرا من أن الإرهاب قد يسبب شرخا في المجتمع متعدد الثقافات, ومضيفا أن ذلك يلزمنا باحترام تعدد الثقافات ومتابعة هذه الحوادث في المحاكم دون تمييز عنصري.
المدارس الإسلامية
وفي موضوع ذي صلة, قالت صحيفة ديلي تلغراف إن زعماء المسلمين في بريطانيا عبروا أمس عن غضبهم إزاء تصريح المفتش العام للتعليم في بريطانيا ديفد بيل الذي قال إن المدارس الإسلامية تقوض التحام المجتمع البريطاني.
ونقلت الصحيفة عن بيل قوله إن على المدارس الإسلامية أن تكيف مناهجها بحيث يتسنى للطلاب التعلم عن الديمقراطية والمؤسسات السياسية البريطانية، مشيرا إلى أن التعاليم الإسلامية التقليدية لا تهيئ الطلاب بصورة كاملة للعيش في بريطانيا الحديثة.
وفي الموضوع ذاته نقلت صحيفة غارديان عن رئيس رابطة المدارس الإسلامية في بريطانيا محمد مقدم اتهامه لبيل بكراهية الإسلام وتحديه له بتقديم أي دليل على أن المدارس الإسلامية لا تحضر الطلاب للاندماج في المجتمع البريطاني.
" وزير الدفاع البريطاني لم يزر المستشفى الذي يعالج فيه 790 جنديا بريطانيا جرحى بسبب العمليات في العراق سوى مرة واحدة قبل 21 شهرا " تايمز |
الجرحى البريطانيون
تحدثت صحيفة تايمز عن الضحايا المنسيين في إشارة منها إلى الـ790 جنديا بريطانيا الذين نقلوا إلى بريطانيا من العراق بعد تعرضهم لجراح خطيرة هناك.
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع البريطانية لم تنشر حتى الآن سوى عدد الجنود الذين قتلوا في العراق وإن الحكومة البريطانية لم تلفت انتباه الرأي العام إلى الجنود الذين جرحوا رغم أن عددا كبيرا منهم تعرض لجراح إبان تأديته لمهام تقتضي شجاعة فائقة.
وذكرت أن وزير الدفاع البريطاني لم يزر المستشفى الذي يعالجون فيه سوى مرة واحدة قبل 21 شهرا, مشيرة إلى أن العديد من هؤلاء الجرحى وأقاربهم رفضوا التحدث إليها إما لأن وزارة الدفاع البريطانية أمرتهم بذلك أو لأنهم ينتظرون بعض التعويضات أو لأنهم رجعوا من جديد إلى ثكناتهم.
لكن تايمز نقلت عن بعضهم امتعاضه من غياب اهتمام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بجرحى هذه الحرب حيث قال أب أحد الجرحى "بعد جرح ولدي كنت معه في المستشفى وكانت بداية الألعاب الأولمبية فاشمأززت لرؤية رئيس الوزراء بلير يتبختر خلال افتتاح تلك الألعاب يحاول كسب المزيد من الدعاية".
وقالت الصحيفة إن تسعة من أولئك الجرحى بترت بعض أطرافهم, مشيرة إلى أن وزارة الدفاع منعتها من زيارة جرحى الحرب في المستشفى.