ظروف المسلمين وراء كراهيتهم لأميركا

أيقونة الصحافة الاميركية
انصب اهتمام بعض الصحف الأميركية الصادرة اليوم على انطباع لدى المسلمين بالعداء للولايات المتحدة الأميركية رغم خدمتها لهم في مناطق متفرقة من العالم الإسلامي يتجلى آخرها في إصرارها على استتباب الأمن في العراق، كما انتقدت صحف أخرى حكومات المناطق المنكوبة لإعاقتها لحملات الإغاثة.
 

"
جذور التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي تعود إلى الظروف التي يقبع في ظلها المسلمون وليس ما يرتكبه الأميركيون
"
فريدمان/نيويورك تايمز

العداء لأميركا

تناول توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك  تايمز الانطباع العام لدى المسلمين إزاء الولايات المتحدة حيث علق على التبرعات الأميركية السخية التي قدمتها الولايات المتحدة لمنكوبي  تسونامي في خطوة لتخفيف ذلك الشعور بعدم كتم الأنفاس انتظارا لبطاقات شكر.
 
وتابع الكاتب قائلا إذا كانت مجازفة الجنود الأميركيين بحياتهم لإنقاذ مسلمي البوسنة والكويت والصومال وأفغانستان والعراق قد أكسبت الولايات المتحدة تهمة العداء للمسلمين فلن يستطيع الجنود الأميركيون الذين يحملون المياه المعبأة وقوالب الكعك إلى الإندونيسيين أن يقوضوا تلك الفكرة.
 
وقال إن الولايات المتحدة عاكفة على خدمة المسلمين منذ 15 عاما ليس إنقاذا لهم من كوارث تسونامي فحسب بل من أنظمتهم المستبدة.
 
وعزا الكاتب جذور التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي إلى الظروف التي يقبع في ظلها المسلمون وليس ما يرتكبه الأميركيون.
إعلان
 
ويعتقد فريدمان أن الأحرار الذين يعيشون في ظل حكومات انتخبت بنزاهة إلى جانب توفير حرية الصحافة والأنظمة الاقتصادية والتعليمية من شأنه أن يمكنهم من تحقيق كيانهم، فلا يهدرون الوقت في التفكير بمن يكرهون أو يلومون أو يهجون.
 
ولا يريد الكاتب من المسلمين أن يكنوا لأميركا الحب بل أن يحبوا ويحترموا أنفسهم وبلادهم وحكوماتهم، كما يريد أن يتحول شغلهم الشاغل إلى تطوير أنماط حياتهم واعتلاء المناصب ودراسة ما يحلو لهم ومن ثم يجدوا الأعمال التي تروق لهم.
 
وأعرب الكاتب عن أمله في أن تأتي الانتخابات العراقية انطلاقا من احترام العراقيين الذين يجازفون بحياتهم للإدلاء بأصواتهم، وردا على حقد "المتمردين الذين يسعون لتقويضها.
 
وفي الختام يقر فريدمان بأن الانتخابات في العراق لن تغير ذلك البلد بين عشية وضحاها ولكنها تشكل بداية لما صرح به الخبير بشؤون العراق إسحق نكاش الذي قال "عملية سياسية عراقية حقيقية تجري بأيدي عراقية ولأجلهم".
 

"
إذا ما تأجلت الانتخابات العراقية، فسينتهى المطاف إلى الفوضى أو الحرب المدنية وإراقة الدماء
"
كيري/واشنطن تايمز

البقاء في العراق


وفيما يتعلق بالانسحاب من العراق كتب الضابط البحري المتقاعد ورئيس نقابة المستشارين الدولية للدفاع جون كيري مقالا في صحيفة واشنطن تايمز يدعم فيه الإصرار الأميركي على البقاء في العراق حتى يستتب الأمن.
 
وعلق الكاتب على أولئك الذين يقارنون العراق بفيتنام قائلا إن ذلك ينطوي على مشاكل جمة.
 
وأخذ الكاتب يسرد مآلات الحرب الفيتنامية وما يعانيه الفيتناميون حتى الآن من تمزق وتفرق في البلاد ومن استبداد النظام الشيوعي في الجنوب عقب انسحاب الأميركيين عام 1975.
 
ثم يعود كيري لفكرة تأجيل الانتخابات العراقية التي ينادي بها البعض ليقول إن ذلك من شأنه أن يمثل دفعة "للمتمردين" الذين يسعون لتقويض الإرادة الأميركية، وأن أي مؤشر لانسحاب القوات الأميركية يعني بأن "المتمردين" على الطريق الصحيح، وهذا هو مبتغاهم لفعل ما يريدون بالعراقيين.
إعلان
 
ويتوقع الكاتب أن انسحاب القوات الأميركية من العراق سيضع الأكراد بين مطرقة الأتراك وسندان السنة بما فيهم من تبقى من أقطاب نظام صدام الذين يعلنون احتقارهم للأكراد.
 
ثم تساءل عما سيحدث إذا ما تأجلت الانتخابات العراقية، فرجح إما الفوضى أو الحرب المدنية وإراقة الدماء.
 
واختتم الكاتب قوله بأن "متمردي العراق" تعلموا الدرس الحقيقي من فيتنام وهو أن أي دلالة على القصور في التصميم الأميركي أو الانسحاب العاجل يعني فوضى لفترة وجيزة ومن ثم نصر محتوم لقياديي "التمرد".
 

"
لو أحسنت حكومات البلاد المنكوبة إدارة الإغاثة لساهمت في إضافة معاني جليلة للإغاثة ومدت يد العون لشعوبها في آن واحد
"
واشنطن بوست

عقب تسونامي

تحت هذا العنوان وصفت صحيفة واشنطن بوست في  افتتاحيتها الاستجابة الدولية لكارثة تسونامي بأنها كرم لم يسبق له مثيل وأنها تعكس شعورا بأنها مأساة من نمط مختلف.
 
ويفهم من فحوى الرسالة التي تنطوي عليها افتتاحية الصحيفة أن النجاح بجهود الإغاثة يعول على مدى نضج الحكومات التي تتلقى المساعدة، في انتقاد مبطن لعرقلتها سير الجهود الدولية.
 
وتستعرض الصحيفة الأخطاء الفادحة التي ترتكبها تلك الدول وعلى رأسها الشعور بالاعتزاز الوطني الذي مثل عائقا أمام إيصال مواد الإغاثة إلى المنكوبين.
 
وأخذت الصحيفة تسرد بعض الأمثلة حيث رفضت الهند المساعدات الخارجية، وحظرت السلطات الإندونيسية على قوات المارينز الأميركية البقاء على أراضيها فضلا عن مواقف بروناي المتشددة مما حرم المنكوبين من الإغاثة.
 
ومن العوائق الأخرى التي أوردتها الصحيفة السماح بضخ المساعدات الخارجية التي من شأنها أن تدمر الاقتصاد المحلي، بينما يكون الغذاء حاجة ماسة في بداية الأمر إلا أنه قد يخفض أسعار المواد الغذائية المحلية إذا ما طال أمد المساعدات أو ترتفع إذا تدفقت الأموال إلى تلك المناطق.
 
وتقترح واشنطن بوست على صانعي السياسة أن يمسكوا بزمام المبادرة في تلك البلاد بحيث لا يمس الأقتصاد المحلي وتصل مواد الإغاثة إلى المناطق الأكثر حاجة والتي لا تقوى على الشراء.
إعلان
 
وتخلص الصحيفة إلى أن الكوارث تحدث تصادما بين جانبين من البشر حيث يندفع المحظوظون من الغربيين إلى التبرع السخي بينما يسرق تلك التبرعات الناجون في المناطق المنكوبة وهذا من شأنه أن يفرغ فكرة الإغاثة من معانيها.
 
وتلقي الصحيفة باللائمة على تلك الحكومات التي لو أحسنت إدارة الإغاثة لساهمت في إضافة معان جليلة للإغاثة ومدت يد العون لشعوبها في آن واحد.
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان