طوفان تسونامي عقاب إلاهي

أيقونة الصحافة النرويجية

لا تزال فاجعة زلزال ومد تسونامي تستحوذ على اهتمامات الصحف النرويجية. فقد تناولت الصحف ردود الأفعال المستمرة تجاه الكارثة والشكوى من بطء المساعدات الممنوحة من النرويج للمنكوبين، وتضارب الأقوال إزاء حجم الفقودين والقتلى النرويجيين في الزلزال، وأهم القصص الإنسانية التي شهدها الضحايا.

"
زلزال تسوماني أسلوب إلاهي لمعاقبة جيل نجس وعاص، والكراهية صفة من صفاة الله، إذ إن 20 ألف سويدي نجس حلوا بتايلند لاغتصاب واستغلال الأطفال هناك
"
كنيسة واستبورو/داق بلادا

عقاب إلاهي
أولت صحيفة داق بلادا اهتماماً كبيراً لرصد ردود الأفعال الغريبة على الفاجعة، وتناولت في هذا الصدد ما أثارته الكنيسة المعمدانية واستبورو بولاية كانزاس الأميركية التي أرسلت رسالة تشكر فيها الله على طوفان جنوب آسيا.

وأكدت الكنيسة في رسالتها أن زلزال تسوماني هو أسلوب إلاهي في معاقبة جيل نجس وعاص، وأضافت الرسالة "إن الكراهية هي صفة من صفاة الله، إن 20 ألف سويدي نجس حلوا بتايلند لاغتصاب واستغلال الأطفال هناك".

وتقول الصحيفة إن هذه الكنيسة معروفة بعدائها للشواذ وتحارب فكرة زواج الشاذين، كما تعارض الكنائس التي تتبنى نظرة ليبرالية تجاههم، وترفض قول من يدعي بأن الله يحب الجميع معتبرة أن الذين أحرقهم طوفان جنوب آسيا قد نالوا عقابهم من الله على ما اقترفته أياديهم.

بطء المساعدات
وفي صحيفة آفتن بوسطن انتقدت زعيمة الحزب الاشتراكي كريستين هالفورشن النظام أو آلية العمل التي تقوم عليها وزارة الخارجية النرويجية في التعامل مع طوفان تسونامي، واصفة المساعدات وإرسال الفرق الطبية والصحية بالبطيئة وعدم انسجامها مع حجم المأساة، واعتبرت هالفورشن أن تلك السياسة البطيئة التي أظهرتها الخارجية تنتمي لعالم لا وجود له بين النرويجيين ولم يألفوه.

"
تضاربت تقديرات المسؤولين لعدد المفقودين والقتلى النرويجيين في تسانومي، ففي حين أعلنت الحكومة بداية عن مقتل وفقد 1980، اتضح بعد يومين أن العدد يقتصر على 107 فقط
"
آفتن بوسطن

وأشارت هلفورشن إلى أنه آن الأوان لتجديد النظام والآلية التي تقوم عليها الوزارة بما يتناسب مع خدمة المواطن النرويجي ومعطيات العصر الذي يتسم بالسرعة والرشاقة، وأيدتها في ذلك زعيمة حزب الوسط أوسلاوغ هاغا التي دعت إلى تغيير العقلية السائدة في الوزارة، وقالت هاغا إنه من الضروري إعادة تأهيل هياكل الوزارة في الداخل والخارج حتى تستجيب لحاجات النرويجيين التي تعددت حسب رأيها.

وسلطت صحيفة آفتن بوسطن الضوء كذلك على الخلافات التي ظهرت بين الخارجية النرويجية من جهة ووزارة العدل وأجهزة الأمن المختلفة من جهة أخرى، وأن كل جهة تلقى باللائمة على الآخر ويحمله مسؤولية بعض الأخطاء التي وقعت في تقدير عدد النرويجيين المفقودين.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء النرويجي شل ماغنى بوندفيك أعلن بداية الفاجعة عن فقدان نحو 1980 نرويجيا، وبعد يومين اتضح أن كثيرا من الأسماء التي كشفت عنها الحكومة قد شملت أشخاصاً قاموا بزيارة الأراضي المنكوبة قبل عامين ولم يسافروا بعدها، لينخفض العدد إلى 107 مفقودين، وحملت كل جهة الجهة الأخرى مسؤولية الأخطاء التي وردت في قائمتي المفقودين والموتى.

قصة شاهبوترا
أما صحيفة داقس أفيسن فأوردت قصة من قصص الملايين التي لها وقعها الإنساني، حيث تناولت قصة شاب مسلم اسمه رزال شاهبوترا جرفته أمواج الطوفان بعد أن أغرقت أهله جميعا، وأفاق الشاب ليجد نفسه في عرض البحر على بعد 180 كلم عن اليابسة، وقد ساقت له الأقدار شجرة عائمة فلاذ بها، ونقلت قوله بأنه رأى على مقربة منه مرور بواخر إلا أنه فشل في استرعاء اهتمامها، إلا أنه لم ييأس من روح الله كما قال وبقي يصارع الموت حتى نجح أخيراً في لفت انتباه باخرة ماليزية اكتشفته في حالة يرثى لها وأنقذت حياته.

وتذكر الصحيفة أن الشاب كان يدعو الله باستمرار لينقذ حياته، ويحكي رزال أنه كان بصدد تنظيف المسجد عندما غمره الموج ومن معه، وقال بأنه سيعتبر نهايته كانت ستكون ذات قيمة عظيمة لو أنه مات على هذا النحو، لأنه كان في خدمة بيت من بيوت الله تعالى.

المصدر : الصحافة النرويجية

إعلان