دراسة عن السعادة تصدرتها الدانمارك ودول فقيرة
أوردت صحيفة داق بلادا إنفورمشون الدانماركية تقريرا تحدث عن خلاصة دراسة قام بها باحث هولندي صنفت دول العالم بحسب السعادة. واختارت الدراسة الدانمارك ضمن ثلاث دول هي الأكثر سعادة في العالم.
ويذكر تقرير الصحيفة أن الدراسة أعدها البروفيسور الهولندي روت فينهوفن الذي قال عنه إنه الوحيد في العالم الذي اختص في مجال العوامل الاجتماعية المسببة للسعادة. ويضيف أن فينهوفن استطاع أن ينشئ قاعدة معلومات عن السعادة عبر قيامه بثمانية آلاف بحث على 120 بلدا، وصارت هذه القاعدة مرجعا للباحثين في حياة الناس.
وتنقل الصحيفة عن البروفيسور قوله عن السر وراء السعادة إن العامل الأول فيه أن يولد المرء في البلد المناسب.
وتقف الدانمارك وسويسرا ومالطا على رأس قائمة الدول التي صنفتها دراسة البروفيسور على أنها سعيدة بمعدل 8 من 10 في السلم العالمي، تليها في المرتبة الثانية آيسلندا وإيرلندا بمعدل 7.8 من 10.
ومما أثار دهشة تقرير الصحيفة أن تقع غينيا في المرتبة الثالثة، في حين وقعت كل من غانا والمكسيك وغواتيمالا في المراتب الخمس الأولى، وهو ما دفع الصحيفة لسؤال البروفيسور عن المقاييس التي اعتمد عليها في تقييم السعادة في الدول فأجاب بأن الدول السعيدة هي بالطبع الغنية، والتي يتمتع فيها المواطن بدرجة عالية من الحرية، كما يسودها نظام ديمقراطي متسامح.
وأوضح أن الاحتراز من وجود غانا والدول الأخرى في هذه المرتبة يرجع لطبيعة المقاييس التي وضعت ولا تتناسب مع المعطيات في تلك الدول، لكنه أكد أن دول جنوب أميركا وأفريقيا والشرق الأوسط تتوافر لديها عناصر السعادة، مشيرا إلى أن تلك الدول تشعر بالسعادة المطلقة التي تتجاوز التصور الغربي عن السعادة.
وبحسب البروفيسور فإن أغلب الدول السعيدة تقع في المناطق الباردة، على الرغم من أن الاعتقاد السائد عن هذه المناطق أنه يتفشي فيها مرض الكآبة بسبب البرد وغياب الشمس لفترات طويلة.
ويعزو البروفيسور حصاد هذه الاستنتاجات لتفسيرات عدة منها الثقافي، والبيئي إذ يرى أن المناخ البارد يفرض المدنية على الإنسان، والتعاون بين المرأة والرجل، وهذا من شأنه أن يشيع ثقافة المساواة التي يتمتعون بها اليوم. بينما يرى أن أهالي المناطق الحارة لا تتوفر لديهم هذه الأمور.
أما التفسير الثاني فهو بيولوجي، إذ يعتبر أن أهالي الدول الباردة أقل عرضة لمرض الضغط الاجتماعي من الدول الحارة.
ويضع البروفيسور دول الاتحاد السوفياتي سابقا في أسفل قائمة الدول السعيدة. ويرى بأن النظرية الاجتماعية القائلة بأن المرء يولد شقيا أو سعيدا صحيحة نظرا لأن هناك من الناس من يولد وهو يرث مرض الاضطراب النفسي.
ويرى أن العاصمة الدانماركية كوبنهاغن توفر لسكانها وسائل العيش والرفاهية وتجنبهم السآمة والضجر. ويحذر من أن اكتساب السعادة لا يسببه المال، بل يرى أن المال والمستوى التعليمي لا يساهمان بأكثر من 5% من سعادة الإنسان.
وينصح البروفيسور بالزواج وتحسين العلاقة مع الوالدين، واعتبر أن هذين الأمرين من أهم عوامل السعادة. وهنا يعلق تقرير الصحيفة مفترضا أنه لا شك في أن البنين هم أكثر من يصنع السعادة لدى الإنسان، لكن البروفيسور فاجأ معد التقرير بدراسة علمية تؤكد العكس تماما، وأن الأطفال يؤثرون سلبا على السعادة العائلية. كما أنه لا يتفق مع الرأي القائل بأن التربية الروحية بإمكانها إسعاد الإنسان.
ويضيف البروفيسور أن أكثر الناس شعورا بالسعادة هن النساء ما بين 15 و30 سنة، فيما يظهر الرجال فوق الأربعين أكثر سعادة. ويفسر ذلك بأن الرجل يصبح في هذه المراحل أكثر جاذبية ومهما جدا في الحياة العائلية. وأغلب الرجال يموتون قبل نسائهم. وتبقى المرأة لتتجرع مرارة الحزن بقية حياتها.
ويقول البروفيسور أخيرا إن السعيد مواطن صالح وزوج رحيم وصديق طيب وزميل عمل محترم ومساعد للمحتاجين ورؤوف بالناس.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت