تصاعد المقاطعة الأوروبية الكندية للبضائع الأميركية

الصحافة الألمانية

خالد شمت – برلين

أبدت الصحف الألمانية الصادرة اليوم اهتماماً خاصاً بمتابعة التأثيرات المباشرة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في تراجع مبيعات المنتجات الأميركية عالمياً، وتناولت العلاقات الأميركية الأطلسية في ضوء الزيارة المرتقبة لجورج بوش إلى مقر حلف الناتو في بروكسل أواخر الشهر القادم وتحدثت عن الإبادة الإسرائيلية المنظمة للمعالم الثقافية التاريخية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

"
وصلت نسبة مقاطعة الأوروبيين والكنديين للمنتجات الأميركية إلى معدلات غير مسبوقة فبلغت في فرنسا 61% وفي ألمانيا 58% وفي بريطانيا 51% وفي كندا 48%
"
يونغا فيلت

مقاطعة المنتجات الأميركية
كشفت دراسة نشرتها صحيفة يونغا فيلت الألمانية عن تعرض شركات ومؤسسات اقتصادية أميركية مشهورة عالمياً لخسائر فادحة نتيجة اتساع مقاطعة منتجاتها بين شريحة واسعة من المستهلكين الأوروبيين والكنديين المعارضين للحرب الأميركية على العراق وللسياسة الخارجية الأميركية عموماً.

وأوضحت الدراسة –التي أجراها معهد عولمة الأسواق الإقليمية في سبعة من دول الاتحاد الأوروبي وكندا في الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول الماضي- أن قائمة المتضررين الأميركيين من هذه المقاطعة تصدرتها شركات مارلبورو للتبغ وأميركا أونلاين لبرامج الحاسب الآلي وماكدونالدز للأطعمة وأميركان إيرلاين للطيران وإيكسون موبيل للنفط.

وقالت الصحيفة إن الدراسة أظهرت تنوع أسباب مقاطعة المستهلكين الأوروبيين والكنديين للبضائع الأميركية، ففي حين أكد 79% من هؤلاء المستهلكين أن سبب مقاطعتهم هو أظهار معارضتهم للسياسة الأميركية في العراق، أرجع 71% من المستهلكين السبب إلى كراهيتهم الشخصية للرئيس الأميركي جورج بوش، وقال 54% من المستهلكين الذين استطلعت الدراسة أراءهم إنهم يتعمدون مقاطعة البضائع الأميركية عند تسوقهم لأنهم يكرهون سياسة الأحتكار الأميركية الأحادية للأسواق العالمية، بينما قال 45% من المستهلكين الأوروبيين والكنديين إن مقاطعتهم للمنتجات الأميركية مرتبطة بقوة بكراهيتهم للشركات الأميركية.

وذكرت صحيفة يونغا فيلت أن تصاعد حدة العداء للمنتجات الأميركية بين المستهلكين في الدول التي شملتها الدراسة وصلت إلى معدلات غير مسبوقة وبلغت في فرنسا نسبة 61% وفي ألمانيا 58% وفي بريطانيا 51% وفي كندا 48%.

"
تفاقم الأوضاع في العراق تزيد الخلاف داخل الناتو على الاستجابة لطلب الولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية إلى العراق
"
فيشر/ بيرلينر تسايتونغ

أميركا والناتو
أجرت صحيفة بيرلينر تسايتونغ مقابلة مع الأمين العام لحلف الناتو دي هوب فيشر بمناسبة الزيارة المقبلة للرئيس الأميركي جورج بوش في الثالث والعشرين من فبراير/شباط المقبل لمقر الحلف واجتماعه هناك بقادة دول الحلف.

وأقر فيشر في المقابلة بوجود تأثير لتفاقم الأوضاع في العراق في استمرار الخلافات داخل الناتو حول طلب الولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية من دول الحلف إلى العراق للمساهمة في ضبط الأمن فيه، وتمنى في الوقت نفسه أن يكون الخلاف بين دول الناتو أزمة استثنائية غير قابلة للتكرار.

وانتقد فيشر موقف ألمانيا المصرة على تدريب قوات الجيش والشرطة العراقيين خارج العراق وليس في داخله وأشار إلى رغبة الناتو في التعايش مع هذا الموقف الألماني المعارض لعدم وجود مؤشر على تغيره مستقبلاً.

وعن زيارة بوش للحلف قال فيشر إن هذه الزيارة ودعوته هو شخصياً (فيشر) كأول مسؤول أجنبي لزيارة البيت الأبيض بعد أيام من إعادة انتخاب بوش يعدان رسالتان سياسيتان قويتان تدللان على أهمية الناتو كصيغة أمنية وسياسية مهمة في إستراتيجية واشنطن التي تحرص على تنفيذ التزاماتها تجاه الحلف.

وأوضح الأمين العام للحلف أن محددات الدور السياسي المستقبلي للحلف تنحصر في الابتعاد عن التدخل في قضية البرنامج النووي الإيراني والاكتفاء بالحوار الأوروبي الإيراني الجاري إزاء هذا الموضوع وتفعيل الحوار بين الناتو ودول منطقتي البحر المتوسط ودول الخليج العربي بصورة ندية توائم بين احتياجات كل طرف للآخر.

واشترط فيشر لقبول الحلف إرسال قوات عسكرية للفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين تأسيس دولة فلسطينية وفي إطار تفويض من الأمم المتحدة وطلب من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

واعترف فيشر في ختام المقابلة بمواجهة قوات الناتو العاملة في العراق وأفغانستان حالياً لمشكلات خطيرة بسبب الارتفاع الباهظ لنفقات هذه القوات ونقص عدد أفرادها وعتادها.

"
الجنود الإسرائيليون حطموا منذ الانتفاضة الثانية لسبعة من أهم 67 معلما تاريخيا ومزارا دينيا فلسطينيا كما حطموا مسجد الخضراء واستراحة القوافل التاريخييين في نابلس والعائدتين للعصر المملوكي
"
أسعد نمر/زود دويتشه تسايتونغ

اغتصاب واحتلال وإبادة
تحت هذا العنوان أجرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ مقابلة مع سعد نمر منسق أنشطة منظمة متاحف بلا حدود التابعة للاتحاد الأوروبي حول مشروعها الحالي لحصر المعالم الأثرية التاريخية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار نمر إلى أن الحصر أظهر تحطيم الجنود الإسرائيليين منذ الانتفاضة الثانية لسبعة من أهم 67 معلما تاريخيا ومزارا دينيا فلسطينيا وتحطيمهم لمسجد الخضراء واستراحة القوافل التاريخيتين في نابلس والعائدتين للعصر المملوكي.

وقال منسق منظمة متاحف بلا حدود إن الجيش الإسرائيلي قام بعد احتلاله القدس عام 1967 بنهب مقتنيات متحف الآثار الفلسطينية في المدينة وحوله بعد ذلك إلى متحف إسرائيلي أطلقوا عليه متحف روكفلر.

وأوضح أن قوات حرس الحدود الإسرائيلية قامت بعد احتلال القدس باحتلال مدرسة التنكيزية المملوكية لتعليم القرآن الكريم ونهبها وتحويلها إلى مقر لها.

واتهم المنسق السلطات الإسرائيلية بالتغاضي عن تحطيم مستوطنين يهود في الخليل لعدد من المنازل المملوكية التي يعود عمرها إلى 800 عام، وأكد أن الدولة العبرية قامت منذ احتلال القدس عام 1967 بتنفيذ سياسة مبرمجة تهدف لجعل المعالم الأثرية والثقافية التاريخية الفلسطينية تحتضر تدريجياً.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الصحافة الألمانية

إعلان