نفط قزوين يصيب الشركات العالمية بالإحباط
" كبريات الشركات النفطية، خاصة شركة إسكون موبيل، أصيبت بالإحباط بعد سنوات طويلة من أعمال الحفر والتنقيب عن النفط في بحر قزوين جراء النتائج المخيبة للآمال التي توصلوا إليها " |
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا أشار إلى أن كبريات الشركات النفطية، خاصة شركة إسكون موبيل، أصيبت بالإحباط بعد سنوات طويلة من أعمال الحفر والتنقيب عن النفط في بحر قزوين جراء النتائج المخيبة للآمال التي توصلوا إليها.
فبعد عامين من التنقيب في حقل النفط البحري الضخم المعروف باسم "ظفر-ماشال" الواقع على مسافة مائة كيلومتر جنوب العاصمة الأذربيجانية باكو، قررت شركة إكسون موبيل التخلي عن أعمالها ومغادرة الموقع.
وأعربت الشركة عن اعتقادها بأن الكميات التي تم التوصل إليها لا توفر الربحية التي تستدعي الاستمرار في العمل.
وأوضحت الصحيفة أن خبراء نفطيين كانوا يعتقدون لزمن طويل أن هذا الحقل ظفر-ماشال يعد الأكثر أهمية على الجانب الأذربيجاني من بحر قزوين، ولذلك أنفقت شركة إكسون موبيل -ثاني أكبر شركة من بين كافة الشركات الأميركية- مائة مليون دولار على أعمال التنقيب حتى الآن.
وذكرت أن الشركة تفكر أيضا في إيقاف أعمالها في حقل ناخيشيفان الذي يقع على مسافة عدة كيلومترات من حقل ظفر-ماشال، حيث لم تسفر أعمال التنقيب إلا عن العثور على الغاز.
ميزانية المشروعين
وأوضحت الصحيفة أنه فور تناثر الأنباء حول اعتزام الأميركيين الانسحاب من الموقعين، جاءت ردود الأفعال السلبية من الجانب الحكومي الأذربيجاني. وقال رئيس شركة سوكار الحكومية شريكة إكسون موبيل في الاستكشافات "إذا قرر الأميركيون إغلاق الكشفين، فإن عليهم تعويضنا بما يعادل ميزانية المشروعين مجتمعين".
وتوقعت لوفيغارو أن يخوض الطرفان مفاوضات شاقة خاصة وأن النفط يمثل لباكو عاملا أساسيا في تحريك خطط التنمية.
وأشارت إلى أن ما أقدمت عليه الشركة الأميركية لم يكن الأول من نوعه في أذربيجان، فقد سبق وأن تخلت نحو عشرة تجمعات نفطية دولية عن مشاريع مماثلة حسبما ذكر بيير تيرزيان رئيس نشرة بتروستراتيجيس الذي قدر ما أنفقته بمليار دولار.
ونقلت الصحيفة عن بيير تيرزيان قوله "إن هذه الاستثمارات تبخرت في الهواء، ولم يعد هناك أمام أذربيجان من الحقول المهمة إلا حقل أذري-شيراج الذي خضع لعقد وقع عام 1994 وصف حينها بعقد القرن، وإنه حتى هذا الحقل يتوقع أن يبلغ حده الأقصى عام 2008 نحو مليون برميل يوميا، ليبدأ بعد ذلك رحلة التراجع ثم النضوب خلال 15 عاما من الآن.
الجانب الكازاخي
" الخبراء يؤكدون أن إجمالي الاحتياطيات في المنطقة لا يتجاوز 30 مليار برميل، وأن هذه الاحتياطيات تبعد كثيرا عما تمتلكه السعودية والكويت " |
على صعيد آخر قالت الصحيفة إن الصورة تبدو أفضل على الجانب الكازاخي من بحر قزوين، حيث يبدأ حقل كاشاجان إنتاجه عام 2008 باحتياط قدره 12.4 مليار برميل وهو البئر الأضخم على مدى الثلاثين عاما الماضية استناداً لتقديرات الخبراء.
وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك بقيت التوقعات المؤكدة من الاحتياطيات أقل مما كان يعتقد في السابق، مما حدا بشركتي بريتش بتروليم وستاتوال إلى الانسحاب من المجموعة المستثمرة.
ونوهت إلى تراجع الآمال التي صاحبت هرولة المجموعات المتعددة الجنسيات إلى نفط بحر قزوين، ومذكرة بالمبالغات التي جرت في هذا الشأن مثلما أعلنه الوزير الكازاخي للمصادر الجيولوجية منذ عشر سنوات من أن ما يحتويه باطن الأرض في بلاده من ثروات نفطية "يفوق مثيله في تكساس بل وربما الكويت".
وقالت لوفيغارو إن "الأميركيين شاركوا في بث هذه الأجواء"، ففي عام 1987 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن منطقة بحر قزوين تحتوي على 178 مليار برميل من احتياطيات النفط والغاز، مشيرة إلى أن معظم الخبراء اليوم يؤكدون أن إجمالي الاحتياطيات في المنطقة لا يتجاوز 30 مليار برميل يتركز أغلبها في أذربيجان وكازاخستان، وأن هذه الاحتياطيات تبعد كثيرا عما تمتلكه السعودية (240 مليار برميل) والكويت (100 مليار برميل).
وخلصت إلى أن أمل الغرب "خاب في العثور على شرق أوسط ثان في وسط آسيا".
_________________