سياسة ضبط النفس السورية
" جريمة الاغتيال إهانة بالغة لسوريا واختراق كبير لأجهزتها الأمنية التي طالما جرى اعتبارها الأقوى والأشرس والأكثر يقظة بين أقرانها العربيات "
|
علقت الصحف العربية الصادرة اليوم على جريمة اغتيال عز الدين الشيخ خليل أحد قيادات حركة حماس في دمشق، فقد اعتبر عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي في مقال له أن الجريمة "إهانة بالغة للحكومة السورية، واختراق كبير لأجهزتها الأمنية التي طالما جرى اعتبارها الأقوى والأشرس والأكثر يقظة بين أقرانها العربيات".
وأضاف عطوان أن الصمت السوري على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أهداف سورية سواء في لبنان أو في عين الصاحب قرب دمشق، هو الذي شجع عملاء الموساد الإسرائيلي على التجرؤ على سوريا والذهاب خطوة أبعد تتمثل في استخدام السيارات المفخخة بهذه الطريقة الخطيرة.
وخلص إلى أن "سياسة ضبط النفس السورية لم تؤد حتى الآن إلا إلى المزيد من الإهانات لسوريا على يد إسرائيل وأميركا، الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة ومعمقة لمثل هذه السياسة، لأنه ثبت حتى الآن فشلها".
الملف العراقي
وفي الملف العراقي أبرزت الصحيفة تصريحات للرئيس العراقي غازي الياور قال فيها إن "أداء حكومة علاوي كان دون مستوى الطموحات لعدة أسباب أهمها الوضع الأمني المتأزم بسبب تدخل إطراف خارجية أدت إلى تفاقمه".
وأكد الياور أن أي عراقي لن يستثنى من الانتخابات وأنها ستجري في موعدها المحدد، فيما فسره المراقبون بأنه تطمين لآية الله السيد علي السيستاني الذي حذر من أنه سيسحب دعمه للانتخابات في حال تأجيل موعدها.
وكشف أن هناك ستة فرق من الجيش العراقي يجري الإعداد لتشكيلها حاليا وسوف يستدعي إليها ضباط الجيش العراقي السابق، وانتقد قرار حل الجيش العراقي والذي تسبب في "عقاب جماعي" لمنتسبي الجيش وعوائلهم وهم بالأساس "عراقيون لهم حق العيش الكريم في بلدهم".
وأوضح الرئيس العراقي أن قانون إدارة الدولة يعطي المحافظات العراقية حق إدارة شؤونها بنفسها من خلال الإشراف على الأمن والاقتصاد في المحافظة، ولكن يجب أن تكون الحكومة المركزية "قوية بما يكفي" لإعطاء هذه الصلاحيات.
" تخلف بلدة أو اثنتين عن الانتخابات يجب ألا يحرم بقية العراقيين منها، وتصريحات رامسفيلد عن الانتخابات الجزئية نظري وافتراضي "
|
ومن جهته أكد رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي لصحيفة الشرق الأوسط أن
تخلف بلدة أو اثنتين عن الانتخابات يجب ألا يحرم بقية العراقيين منها.واعتبر تصريحات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد عن الانتخابات الجزئية في العراق "نظري وافتراضي".
وردا على الانتقادات بأنه يمارس سلطات واسعة، أجاب علاوي "هذه حكومة مؤقتة ولست شخصيا متمسكا بهذا الموقع، ولم أسع له في الأساس ولم أكن مهتما بهذا الموقع لولا إرادة الإخوة والقوى السياسية".
ونفى علاوي، ردا على التكنهات بشأن مصافحته لوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن تكون هناك أي ضغوط لإقامة علاقات مع إسرائيل. وقال إن "إسرائيل ليست في بالنا".
إيران والضغوط الأميركية
وبشأن الموقف الإيراني من الأوضاع المتدهورة في العراق وتزايد الضغوط الأميركية على طهران، اعتبر اللواء رحيم صفوي القائد العام للحرس الثوري الإيراني في حوار له بصحيفة الحياة أن "إستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق فشلت"، ورأى أن الوجود العسكري الأميركي هناك يشكل خطرا على كل الدول العربية والإسلامية, وأن الحل يكمن في انسحاب القوات الأميركية بأسرع وقت.
وأكد عدم وجود أي قلق لدى إيران تجاه الضغوط المتعلقة بملفها النووي الذي أكد أنه "للأغراض السلمية". وزاد أن طهران جاهزة للدفاع في مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية.
وقال صفوي للصحيفة إن إيران تصر على حقها في الإفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية, بما في ذلك إنتاج الكهرباء في إطار ما يقضي الدين والأعراف والقرارات الدولية.
وعن الضغوط الأميركية, قال صفوي إن "الولايات المتحدة متورطة في العراق, لذلك تريد ممارسة ضغوطها السياسية والدبلوماسية على إيران, وقد تزداد هذه الضغوط خلال الشهرين المقبلين". وأضاف أن "على الأميركيين والأوروبيين أن يدركوا قدرة إيران الإقليمية والاعتراف بحقها, وعدم نسيان وزنها المؤثر في المنطقة".