بوش في موت سريري بسبب العراق
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجوم الذي استهدف فندق الرشيد في بغداد أمس يعد تراجعا حقيقيا للإدارة الأميركية، وتضمنت غارديان البريطانية مقالا تساءل فيه كاتبه عن أسباب وأهداف الزيارة التي يعتزم الرئيس الأميركي جورج بوش القيام بها لبريطانيا.
” الهجوم على فندق الرشيد ببغداد يعد تراجعا حقيقيا للإدارة الأميركية في وقت تحاول فيه إقناع العالم بالتركيز على الجوانب الإيجابية من الاحتلال الأميركي للعراق ”
|
تراجع حقيقي
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الهجوم الذي استهدف فندقا في بغداد يقطنه نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفويتز لا يعني الكثير وفقا للتقديرات العسكرية. لكن الصحيفة شددت على أن الهجوم يعد تراجعا حقيقيا بالنسبة للإدارة الأميركية في وقت تحاول فيه إقناع العالم بالتركيز على الجوانب الإيجابية من الاحتلال الأميركي للعراق.
وترى الصحيفة أن المقاومين ينجحون في تحقيق أهدافهم اعتمادا على أمرين، الأول أن القوات الأميركية لم تستخدم بعد كل قوتها ضدهم خشية انقلاب الرأي العام العراقي عليها، والثاني أن هؤلاء المقاومين يعمدون على خلق الفوضى من خلال استهداف الجنود والمدنيين العراقيين، لذا يصبح صعبا على الولايات المتحدة أن تقنع مواطنيها أو شركات الاستثمار الأجنبية بأن العراق أصبح أكثر استقرارا.
وفي موضوع آخر، أفادت الصحيفة أنه يعتقد أن المومياء التي استعادتها مصر مؤخرا تعود إلى الملك رمسيس الأول، وقد سرقت من قبرها وتم تهريبها خارج مصر بواسطة طبيب كندي قبل حوالي 150 عاما، إلا أن متحف مايكل كارلوس في جامعة إيموري في ولاية أطلانطا الأميركية الذي اشترى المومياء قبل ثلاث سنوات من متحف آخر في أونتاريو قرر إعادة المومياء بعد أن تحقق من احتمال أن تكون لرمسيس الأول مؤسسة الدولة الفرعونية التاسعة عشر.
زيارة بوش
تحت عنوان بوش غير مرحب به في بريطانيا، يتساءل كاتب في صحيفة غارديان البريطانية عن أسباب ومنافع الزيارة الرسمية التي يعتزم الرئيس الأميركي جورج بوش القيام بها لبريطانيا.
و
” بلير لن يحقق مكاسب من زيارة بوش للندن بل سيمنى بخسائر كثيرة، فالبريطانيون لا يرحبون ببوش لدوره في جعل حرب العراق حتمية ”
|
وفقا لتفسيرات الحكومة فإن حضور بوش في لندن سيوفر فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات مع حليف دولي مهم، لكن الكاتب يتساءل: أليست العلاقات البريطانية الأميركية معززة بما فيه الكفاية؟ ألم تجرنا هذه العلاقات إلى خوض حرب غير عادلة؟ وهل هناك حاجة إلى تعزيز هذه العلاقات وبوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير يلتقيان شهريا؟
لكن يبدو أن هناك أسبابا أخرى للزيارة والتي لا تخدم سوى الرئيس بوش نفسه، فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية يواجه بوش انتقادات حادة من قبل الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، ولاشك أن صوره وهو يتناول غداءه في قصر باكنغهام ستظهر في حملاته الدعائية التلفزيونية.
ولكن بلير لن يحقق كسبا من هذه الزيارة بل سيمنى بخسائر كثيرة، فالبريطانيون ينظرون إلى بوش نظرة تقترب من الازدراء، فهم يرونه الطفل المدلل الذي نشأ مغرورا ومتلعثما في الكلام، لكن الأهم من ذلك أن دور بوش في جعل حرب العراق حتمية هو ما جعله غير مرحب به في بريطانيا.